سجن صيدنايا.. "جهنم الأسد على أرض سوريا"
لايزال نظام بشار الأسد، أكبر حليف للنظام الإيراني المجرم، يبدع في طرق قتل وإفناء الشعب السوري، فلم يعد إجرام المليشيات الإيرانية يكفي، ولا القتل الممنهج للروس يقنع ويغني، وإنما في كل لحظة تمرّ على الشعب السوري، يكتشف الأفاعيل من أفعال الإجرام التي يرتكبها نظام بشار الأسد في حق الشعب السوري، والتي كان آخرها جرائم سجن صيدنايا.
إعدام 13 ألف معتقل
هكذا أكدت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر، والذي سرعان ما تحول لحكايات حول العالم وأنظار الصحف الدولية، التي باتت تعدد و تفند جرائم النظام السوري، بعد تأكيد هذا التقرير الصادر من منظمة العفو الدولية، بتنفيذ إعدامات جماعية سرية شنقا بحق 13 ألف معتقل سوري غالبيتهم من المدنيين المعارضين، في سجن صيدنايا، الواقع قرب دمشق.
"مسالخ بشرية" على مدار 5 سنوات
لم تنس منظمة العفو الدولية أن تختار الاسم الملائم لما كان يحدث في هذا السجن، فكان عنوان تقريرها" مسلخ بشري: شنق جماعي وإبادة في سجن صيدنايا " تعبيرا عما كان يحدث في هذا السجن خلال خمس سنوات من النزاع في سوريا، حيث أكدت المنظمة الحقوقية انه بين 2011 و2015، كل أسبوع، وغالبا مرتين أسبوعيا، كان يتم اقتياد مجموعات تصل أحيانا إلى خمسين شخصا إلى خارج زنزاناتهم في السجن وشنقهم حتى الموت، يأتي غالبيتهم من المدنيين الذين يعتقد إنهم معارضون للحكومة، على حد وصف تقرير العفو الدولية.
تحقيقات معمقة
ولفتت المنظمة إلى أنها استندت في تقريرها إلى تحقيق معمق أجرته على مدى عام كامل، بدأ من شهر يناير 2015 إلى 2016، حيث قابلت المنظمة ما يقرب من 84 شاهدا، من بينهم حراس سابقين في السجن ذاته، بجانب مسؤولون ومعتقلون وقضاة ومحامون، بالإضافة إلى خبراء دوليين ومحليين لديهم خبرات واسعة حول شؤون الاعتقال في سوريا.
طرق التعذيب وقتل السجناء
ووفقا لتقرير المنظمة الحقوقية، فإن السجناء كان يتم اقتيادهم من زنزاناتهم وإخضاعهم لمحاكمات عشوائية وضربهم ثم شنقهم في منتصف الليل وفي سرية تامة، فيما يبقى السجناء معصوبي الأعين، إلى أن ينفذ فيهم الموت شنقا.
وأضافت أن السجناء كانوا يتعرضون أيضا لأبشع أنواع الاغتصاب، وكان يتم إجبارهم على اغتصاب بعضهم البعض، مشيرة إلى إن بينما إطعامهم كان يتم عبر إلقاء الحراس الطعام على ارض الزنزانة التي يملؤها الاتساخ والدماء.
حكاوي "قاسية" عبر شهود
وأكد شاهد عيان على تلك الإعدامات، وهو قاض نقل التقرير عنه أن الضحايا، كانوا يعلقون في مشانق من 10 إلى 15 دقيقة، مضيفا "حتى أن صغار السن من بين الضحايا كانوا يقتلون من قبل مساعدو الضباط، حيث كانوا إلى الأسفل ويحطمون أعناقهم، وذلك لأن وزنهم الخفيف كان يحول دون موتهم إلا بشدهم عبر وسطاء هكذا.
وأشارت المنظمة في تقريرها نقلا عن احد السجناء السابقين في صيدنايا، قوله "كل يوم كان لدينا في عنبرنا اثنان أو ثلاثة أموات" وضيف قائلا" أتذكر أن الحارس كان يسألنا يوميا كم ميت لدينا، فكان يقول: غرفة رقم 1، كم؟ غرفة رقم 2، كم؟ وهكذا دواليك".
فيما أكد احد العسكريين السابقين واسمه حميد، إنه كان عندما كان يتم شنق المساجين بإمكانه سماع أصوات "طقطقة" مصدرها غرفة الشنق الواقعة في الطابق الأسفل، مضيفا "كنا ننام على صوت سجناء يموتون اختناقا".
الجرائم مستمرة وبشار يرتكب جرائم حرب
ووصفت المنظمة الحقوقية هذه الممارسات بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مرجحة أنها لا تزال مستمرة، متهمة بشار الأسد بانتهاج "سياسة إبادة" من خلال تعذيبه المساجين بصورة متكررة وحرمانهم من الطعام والماء والعناية الطبية.
أعداد القتلى أكبر بكثير
وفي تقارير سابقة قالت منظمة العفو الدولية، أن عدد السجناء الذين قضوا في معتقلات النظام منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، يأتون بحوالي 17 ألفا و700 سجين، ما يعني أن مقتل 13 ألف معتقل في سجن واحد يزيد هذه الأرقام بنسبة كبيرة.
فرنسا: بشار الأسد يرتكب فظاعات للبقاء
وأدانت الخارجية الفرنسية في بيان لها، أحكام الإعدام التي سردها التقرير الحقوقي، مؤكدة إن الفظاعات التي يرتكبها النظام في حق الشعب السوري، تأتي من أجل البقاء في السلطة، فيما أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن هناك ما يكفي من الشهادات عما يتعرض له المدنيون في سوريا والعراق.
جونسون: الأسد مسؤول عن موت كثيرين
من جانبه أكد وزير الخارجية البريطاني "بوريس جونسون"، على اشمئزازه من الإعدامات في سوريا، قائلا "الأسد مسؤول عن موت كثيرين، ولا مستقبل له كقائد للبلاد"، جاء هذا في معرض تعليقه عن تلك التقارير، من خلال حسابه على تويتر.
والجدير بالذكر أن سجن صيدنايا يعتبر احد أضخم سجون البلاد ويقع على بعد 30 كلم تقريبا شمال العاصمة دمشق، والذي يدار بمعرفة تامة من قبل الجيش السوري.