مصابون حادث "نويبع" يروون تفاصيل جديدة عن الحادث (تقرير)

محافظات

حادث نويبع
حادث نويبع

المصابون: الشركة غيرت الأتوبيس المتفق عليه.. والسائق: اتشهدوا احنا بنعمل حادثة
أقارب الثلاثة أشقاء الضحايا: هل جزاء الشباب الموت؟
إحدى المصابات لـ "الفجر": الأتوبيس كان به مشكلة قبل الحادث بيومين وشممنا رائحة شياط قبل انقلابه
مصاب: السائق طوال الطريق كان يتصل بناس ويبلغهم بعطل داخل الأتوبيس


بدموع حارقة ودع طلاب كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية على يومين متتاليين سبعة من أصدقائهم الذي كان يجمعهم معًا طريق التفوق وحلم اكمال مشوار النجاح والحياة، ليفرقهم أتوبيس"الموت" أثناء قضاء رحلتهم معًا إلى ذهب وسانت كاترين على اسفلت طريق نويبع، فتشهد محافظة الإسكندرية مأسات إنسانية بفقدان أسرة واحدة اثنين من بناتهما"حسناء وأسماء ماسي" ضمن ضحايا أتوبيس الموت، وأسرة أخرى ثلاثة ابناء"سالي وولاء وخالد معاون" والابن الرابع في غرفة العناية المركزة، فيما فقدت أسرة ابنتهما"شدوى محمد" طالبة بكلية الصيدلة ولاعبة كرة الطائرة بنادي سموحة، وأخيرة تفقد ابنها الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الصيدلة"عمر علاء" الذي شيعت جنازته اليوم من مسجد العمري.

فيما انتقل 34 من مصابي الحادث الأليم في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد إلى مستشفى سموحة التخصصي الجامعي عن طريق طائرة عسكرية إلى مطار برج العرب الحربي، ونقلهم عن طريق سيارات الاسعاف التي كانت مجهزة لهم داخل المطار، بحضور قائد المنطقة الشمالية العسكرية، وقيادات جامعة الإسكندرية، فيما كان محافظ الإسكندرية اللواء رضا فرحات في استقبالهم داخل المستشفى وقد أصدر توجيهاته بتوفير أوجه الرعاية الصحية لهم.

وقد شهدت مستشفى سموحة التخصصي منذ صباح اليوم زيارات نواب البرلمان وقيامهم بتفقد الغرف والاطمئنان على حالات المصابين، فيما قامت قيادات من المنطقة الشمالية العسكرية بزيارة المصابين والاطمئنان على حالتهم، وعرض تقديم مساعدات لهم، فيما اشتكى عدد كبير من أهالي المصابين من نقص امكانيات داخل المستشفى.

وقد انتقلت"الفجر" ظهر اليوم إلى مستشفى سموحة التخصصي الجامعي عقب تسكين مصابي الحادث، والذي حمل عدد كبير منهم مسئولية الحادث إلى الشركة السياحية المنظمة للرحلة، لقيامها بارسال اتوبيس سياحي يحتاج إلى صيانة وغير المتفق عليه مع الشركة، الأمر الذي تسبب في انقلابه من أعلى مرتفع عقب تعطل الفرامل. 

إحدى المصابات لـ "الفجر": الأتوبيس كان به مشكلة قبل الحادث بيومين وشممنا رائحة شياط قبل انقلابه

وقالت إحدى المصابات"أسماء يسري أحمد" في حديثها ل"الفجر": "الأتوبيس كان به مشكلة قبل الحادث بيومين، فكنا نسير على الطريق، وشممنا رائحة شياط، وقال أنه من الكاوتش، ولم يهتم أحد ولم يدرك أن هناك مشكلة كبيرة، وعندما وصلنا من خلال برنامج الرحلة إلى ذهب، كنا نطلع زيارات من خلال سيارة الفندق، ويوم الحادثة، كنت نائمة طوال الطريق، ثم افقت من نومي على صوت سرعة السيارة، وابتدأ حدوث قلق، وبدأنا نخاف، وكان هناك طفل يحدث دوشة، وتم اسكاته، وشممت رائحة الشياط مرة أخرى، ولم يكن هناك فرصة، اننا نعلق على الرائحة".

وأضافت: "في أول دوران، تفاداه السواق، ثم بعد ذلك انقلبت السيارة، أكثر من مرة، وقد وصل الاسعاف في وقت مناسب، واثناء انقلاب الأتوبيس لم استطع سماع أي شئ، لكن علمت من اصدقائي أن السواق اثناء الطريق، كان يتحدث في التليفون ويقول، طالما فيه مشكلة، لماذا لم تحل، وتقريبًا كان هناك صيانة ولم تكمل".

واشتكت "أسماء" من سوء امكانيات مستشفى سموحة الجامعي، قائلة: "الأمكانيات مقارنة بمستشفى شرم الشيخ الدولي، هناك فرق كبير، لأني لم أجد أية متابعة، ولم أخذ أي علاج، وانا مصابة بكدمات في جسدي، وهناك شئ في بطني لم يحدد بعد".

أحد المصابين: السواق قال لنا استشهدوا احنا بنعمل حادثة.. وإحدى الضحايا دعتنا لترديد الشهادة

فيما أضاف"محمد حيزة" الذي أصيب بصحبة خطيبته وشقيقتها: "الأتوبيس كان قد تعطل مرتين قبل الحادثة، وقد شممنا رائحة شياط أثناء الحادثة، وقد وقعنا على مسافة 10متر من نزلة جبل، وقد كنا نجلس على اليمين، واثناء الانقلاب، وقع الجميع علينا، والمشكلة وقعت بسبب أن الفرامل ساحت، والسواق قال لنا اتشهدوا احنا حنعمل حادثة، وقد أخر لقطة سمعتها، قيام فتاة من إحدى الضحايا بدعوتنا إلى قول الشهادة، وقد أصيب شقيقها بصدمة عصبية، وقد وجدتني أنا وخطيبتي وشقيقتها خرجنا من الأتوبيس عن طريق الحذف من السيارة مع أول انقلاب، ثم وجدت الاتوبيس ينقلب، وهذا ما سبب في حالات الوفاة، وقد علمت أن السواق قد مات أسفل الأتوبيس".

وتابع "جيرة": "وقد تحركنا لوحدنا، واخذنا أمين شرطة عن طريق سيارته إلى المستشفى، وقد وصل الاسعاف سريعًا إلى محل الواقعة، والخدمة في مستشفى ذهب كانت رائعة، وقدموا لنا الاسعافات الأولية على الفور، ثم انتقلنا إلى مستشفى شرم الشيخ، فلم اتخيل أن اجد مستشفى حكومي بها خدمة عالية، وامانة على جميع المقتنيات الخاصة بنا"، معلقًا: "الحادثة وقعت أيضًا بسبب ارتفاع الطريق عن الأرض بمسافة 10متر، وأي سواق كان من المفترض الدخول في أي شجرة او جبل، إذا لم يكن هناك ارتفاع في مستوى الأرض".

عائلة الثلاثة الاشقاء الضحايا: أمهم ليست في حالة طبيعية وهل جزاء الشباب الموت؟

وقد سيطر الحزن والألم النفسي على عائلة الأشقاء الثلاثة الضحايا"ولاء معاون"، "سالي معاون"، و"خالد معاون" عقب فقدان الثلاثة معًا، وحجز الأخ الرابع"عامر معاون" داخل غرفة العناية المركزة، وقد اكتشفت"الفجر" عقب حديثها مع أفراد العائلة، أنه قد أصيب طالبتين أخرتين من أقارب عائلة"معاون" المشاركات في ذات الرحلة بكسور، وقالت إحدى أقارب عائلة"معاون": "الشباب دول لسه في بداية دخولهم إلى الحياة، وقد طلعوا رحلة من أجل الترفيه وتنشيط السياحة الداخلية، فواحدة منهم في كلية تجارة، والثانية في أخر سنة لها في كلية فنون جميلة، والأبن 10سنوات، فهل الجزاء أن يموتوا، وهل هناك رقابة على أتوبيس الشركة، حتى لو شركة خاصة، لمعرفة مدى جودتها، والخطئ كان في الفرامل"، وأضافت: "امكانيات المستشفى هنا لا تسمح، وقد طالبونا بشراء شرائح ومسامير للعملية، وقد طلبنا من قيادة جيش زارت المستشفى بتوفير الامكانيات، فنحن في مستشفى المفترض أنها تكون مجهزة، وقد سمعت شكوى أكثر من عائلة مصاب".

فيما أضافت خالة الضحايا الثلاثة: "الثلاثة ماتوا، فهل أرواح الناس رخيصة كده، فوالدتهم ليست في حالة طبيعية، وأخر حديث قال له السواق لهم، اتشهدوا على روحكم، والاتوبيس كان قد تعطل قبل الحادثة، ومع ذلك تحرك الأتوبيس، وكان من المفترض أن تقوم الشركة بتغيير الأتوبيس، عقب اكتشاف السواق عيب في الصيانة، وبنات خالة الضحايا ندا وميار في العمليات، فنحن لدينا في العائلة ثلاثة ماتوا اشقاء، واثنين في العمليات، والأخر في العناية المركزة".

أحد المصابين: الشركة غيرت الاتوبيس المتفق عليه بأخر أردئ والسائق لم ينم بثلاثة أيام قبل الرحلة

وأرجع أحد الطلاب المصابين"أحمد طلحة" 22سنة أسباب وقوع الحادثة بسبب قيام شركة السياحة المتفق معها، بارسال سواق لم يكن نائم قبل الرحلة بثلاثة أيام، وحضور أتوبيس عكس ما تم الاتفاق عليه، وأنه فور علم الشركة بوجود عطل في الأتوبيس، لم تقم باصلاحه على الفور.

وروى"أحمد طلحة" الذي كان يجلس خلف السائق مباشرة كواليس الحادثة ل"الفجر": "نحن نظمنا رحلة إلى ذهب وسانت كاترين، وكان نظمها أفراد من الكلية، وقاموا بالاتفاق مع شركة سياحة، وكان هناك اثنين مرشدين من الشركة، وقد وجدنا أن الشركة غيرت نوع الأتوبيس بنوع أخر أردئ، رغم أخذهم فلوس كثير، وقد كان السواق حريص على إفاقة نفسه طوال الطريق، لأنه كان في رحلة أخرى قبل رحلتنا، ولم ينم منذ ثلاثة أيام، باعتبار اجازة نصف العام موسم الرحلات".

المصاب: السائق طوال الطريق كان يتصل بناس ويبلغهم بعطل داخل الأتوبيس

وأضاف: "أول ما وصلنا ذهب وجدنا كاوتش الأتوبيس يبعث برائحة شياط، وقد ركنا في بنزينة، وقام السواق باصلاح شئ في الأتوبيس، وقد كان السواق طوال الطريق يتصل بناس، ويحدثهم عن العطل حتى وصلنا إلى الفندق، ثم قام السواق بالذهاب إلى شرم الشيخ، لاصلاح الأتوبيس، وقال السواق أنه قام بفصل الفرامل إلي ورا، والعمل على ثلاثة فقط، وقال لي أن الأتوبيس سوف يعمل، وبالهدوء سيمشي الأتوبيس، وحتى لا نعطل برنامج الرحلة".

وأتبع "طلحة": في ثاني يوم توجهنا بالأتوبيس إلى سفاري، وكان من المفترض يوم الحادثة الذهاب إلى رأس شيطان، وقد شممنا رائحة الشياط مرة أخرى، وقد حاول السواق الدوس على الفرامل، ولكنها لم تستجب معه، وقد كان الطريق ينبه بعدم استخدام المكابح، ومع عدم تواجد فرامل، تسرع الأتوبيس، وقد انقلب، فكنت اجلس وراء السواق، ولم استوعب أي شئ سوى مشاهد نقل المصابين إلى سيارات الاسعاف، وانا تعتبر اصابتي كسر في العظام وخدش في رأسي".

مدير مستشفى سموحة: خروج 15حالة مصابة واجراء 6عمليات عظام

وقد صرح الدكتور تامر حسن مدير مستشفى سموحة التخصصي الجامعي بالإسكندرية أن المستشفى استعدت منذ ليلة امس السبت لاستقبال حالات الطوارئ القادمة من مستشفى شرم الشيخ الدولي في حادث كلية الصيادلة على طريق نويبع، وأنه تم اتخاذ اللازم بحضور جميع رؤساء الأقسام والمساعدين إلى المستشفى قبل وصول الطائرة، وأنه تم حضور رؤساء اقسام العظام، الجراحة، وجميع اساتذة الأقسام، وانه تم استقبال 34حالة مصابة.

وأضاف في تصريحات صحفية خاصة"الفجر" أنه تم استقبال الحالات الساعة الثانية صباحًا، وأن جميع رؤساء الأقسام كانوا يكشفون على الحالات المصابة، وانه تم السيطرة والكشف على جميع الحالات المصابة في خلال ساعتين، مشيرًا إلى ان هناك حالتين فقط في غرفة العناية المركزة، وأن حالتهم مستقرة، وهناك 6عمليات عظام، وأنه سيتم الانتهاء من العمليات خلال يومين، وأن باق المصابين يخضعون للمتابعة، وانه تم خروج 15حالة من أصل 34حالة قد تم دخولها في الساعات الأولى من صباح اليوم.

وقال إن الحادث كان كبيرًا، ولكنها لن تخلف أية اعاقات جسدية، وأنه عقب اجراء العمليات سيتم تحسن الحالات، لافتًا إلى أن أخطر الحالات لم تصل إلى الإسكندرية، وان هناك حالة تعاني من تهتك في الكبد، والأخرى كسور جامدة في الجمجمة، وكدمات في المخ، وأن عميد كلية الطب، قد ارسل اساتذة استشارين، لإمكانية تحويل الحالات إلى الإسكندرية، واجراء عمليات جراحية.

وأكد أن المستشفى مجهزة لاستقبال الحالات الطارئة، وأنه يتم تدعيم المستشفى بشكل مستمر من عميد كلية الطب، وان مستشفيات الجامعة هي من تتولى علاج الحالات دون تنسيق مع مديرية الصحة أو مستشفى مصطفى كامل العسكري".

محافظ الإسكندرية يرسل فريق طبي إلى حالتين العناية المركزة بشرم الشيخ

فيما صرح الدكتور رضا فرحات محافظ الإسكندية أنه تم التجهيز لسفر فريق طبي مكون من أساتذة طب الجراحة العامة وجراحة الكبد وجراحة المخ والأعصاب وجراحة الصدر والقلب لمتابعة ومناظرة الحالات للثلاث مصابين المتواجدين بالعناية المركزة بستشفى شرم الشيخ الدولي وإجراء الجراحات اللازمة لهم، مشيرًا إلى أن الفريق الطبي سيصل باكر غدًا شرم الشيخ وسيرافق الحالات لحين تحسن واستقرار حالتهم الصحية. 

وأكد المحافظ أنه يتابع لحظيا حالة المصابين الذين وصلو فجر اليوم لمستشفى سموحة الجامعي، والذي يصل عددهم ل 34 حالة منهم حالة واحدة بالعناية المركزة تحت العلاج الطبي المكثف و15 حالة بالمستشفى مازالت تحت العلاج وتتم إجراء العمليات الجراحية اللازمة لهم، علاوة على 18 حالتهم مستقرة تم خروجهم بعد عمل اللازم طبيا لم وتلقي العلاج.

وأشار المحافظ أنه تم إعداد فريق طبي متكامل من أساتذة الجامعة من جراحة التجميل والعظام والجراحة العامة والأوعية الدموية، ومتواجدين بشكل دائم على مدار ال 24 ساعة لمتابعة حالة المصابين لحين امتثالهم للشفاء واستقرار حاتهم الصحية.