خبراء عن التقارب "الأمريكي - الروسي": كارثة على المنطقة العربية

عربي ودولي

بوابة الفجر

لا تزال الإدارة الأمريكية الجديدة تفصح عن سياساتها تجاه الدول، فروسيا التي كان لديها علاقات معقدة بعض الشيء مع الرؤساء الأمريكيين السابقين، لا سيما الحزب الديمقراطي، يبدو أنها ستتحول كثيرا مع ترامب، وهو ما يفصح عنه  وزارة المالية الأمريكية، التي أعلنت عن تخفيف العقوبات التي سبق أن فرضتها ضد جهاز الأمن الفدرالي الروسي، بعد اتهامه بضلوعه في الهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة.

القرار وما سيسفر عنه
وجاء إعلان وزارة المالية الأمريكية، خلال الأيام الأخيرة، حيث قضت بتخفيف العقوبات عن روسيا، وبموجب هذا القرار سيسمح بطلب التراخيص والشهادات والتصاريح من جهاز الأمن الفدرالي الروسي على منتجات تكنولوجيا المعلومات،  والحصول عليها، ودفع قيمتها، وفق ما أعلن عنه موقع وزارة المالية الأمريكية، بحيث لا تتجاوز التكلفة مبلغ 5000 دولار في السنة.

لغط كبير
وأدى هذا القرار الأمريكي إلى لغط شديد، وكلام كثير، تناول علاقة الولايات المتحدة بروسيا، وأن ذلك من الممكن أن يكون مقدمة لإذابة جليد العلاقات الروسية الأمريكية، إلا أنه سرعان ما أعلن البيت الأبيض استبعاده تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا، وفق تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر.

إجراء روتيني 
وأوضح سبايسر، أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخزانة الأمريكية والتي قضت بتخفيف العقوبات عن روسيا، هو إجراء روتيني، وليس مؤشرا على تخفيف العقوبات ضد موسكو، موضحا أن هذا الأمر لن يؤدي على الإطلاق إلى تحولات كبيرة في الموقف الأمريكي تجاه روسيا، حسبما قال.

نواب أمريكيون يعارضون القرار
وسرعان ما أبدى الكثير من نواب مجلس الشيوخ الأمريكي اعتراضهم على هذا القرار، حيث رفض كل من رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول ريان، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش ماكونيل، أي خطوة لرفع العقوبات عن روسيا.

وأوضح ريان في مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو" إنه  يجب المواصلة في استمرار العقوبات على روسيا، فيما أكد  الجمهوري ميتش ماكونيل، أن روسيا تعتبر البلد الوحيد الذي لا يستحق تخفيف العقوبات، نظرا لما قامت به من مشكلات كبيرة.

الإطاحة بسياسة أوباما
أمرا ويؤكد الدكتور حسن وجيه، أستاذ التفاوض الدولي، أن الخطوة التي اتخذها دونالد ترامب، تجاه روسيا يعد أمرا مستغربا للغاية، مشيرا إلى أن ذلك يكشف عن مدى التقارب الذي أصبح متواجدا بين واشنطن وموسكو، والإطاحة بسياسة أوباما القديمة التي كانت تنتهج العداء ضد روسيا.

تصريحاته تظهر أهمية روسيا لديه
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن دونالد ترامب، دائما ما كان يصرّح تصريحات كانت تتجه اتجاهات لملمة الأمور مع روسيا، منذ ترشيحه، وهو ما يظهر تقاربا كبيرا منذ بداية ترشح ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من الوارد رفع العقوبات كلها
وبسؤاله عن ما إذا كانت خطوة تخفيف العقوبات عن روسيا ستفتح مجالا كبيرا لرفع العقوبات نهائيا، أوضح وجيه، أن هذا الأمر من الوارد في عهد ترامب، إلا أنه  سيتم على استحياء وليس هكذا بعشوائية نظرا للمعارضة القوية الأمريكية تجاه روسيا.

تقسيم المنطقة من جديد
وشدد أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات سياسية قوية بين الروس والأمريكيين، وأن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى توافق كبير بين روسيا وأمريكا لدرجة تتصل إلى تقسيم المنطقة بين ترامب وبين بوتين،  قائلا "كل شئ وارد في السياسة الدولية".

تغييرات في العلاقات
من جانبه أكد هشام عبد الفتاح، الباحث السياسي والمتخصص في العلاقات الدولية، أن المرحلة هذه تختلف جذريا عن مراحل السياسة الأمريكية في السابق، مشيرا إلى أن العلاقات بين ترامب  وبوتين، تظهر في مرحلة مغايرة تماما عن سابقتها من المراحل.

العقوبات ضد روسيا مستقبلا
عبد الفتاح أضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن قرار تخفيف العقوبات عن روسيا، يعد بداية تشير إلى الكثير من التفاصيل التي ستكون عليها العلاقات الروسية الأمريكية، موضحا أن العلاقة بين ترامب وبين بوتين يعتريها تقاربا كبيرا، وأن قرار ا تخفيف العقوبات سيكون بداية هامة للغاية في رفع العقوبات ضد روسيا في المستقبل.

على حساب المنطقة
وعن تأثير التقارب بين موسكو وواشنطن، كشف عبد الفتاح، أن إصلاح العلاقات بين الطرفين سيكون على حساب دول الشرق الأوسط، مؤكدا أن هذا سيعقد الكثير من الأمور وان هذا سيضر المنطقة العربية.