خبراء: رفض تركيا ضم مصر إلى "ترويكا" لحل الأزمة السورية "متوقع"

تقارير وحوارات

الأزمة السورية
الأزمة السورية


بعد رفض تركيا لاقتراح روسيا بشأن ضم مصر إلى "ترويكا الوسطاء" بشأن التسوية السورية، أكد بعض المراقبون في الشأن الخارجي أن هذا الرفض متوقعاً نتيجة لحالة الاحتقان بين مصر وتركيا.

وأعلنت تركيا رفضها اقتراحًا روسيًا، بشأن ضم مصر إلى "ترويكا الوسطاء" (موسكو - طهران - أنقرة) بشأن التسوية السورية.

وقالت صحيفة إزفيستيا الروسية: إن "روسيا ترى أنه أصبح من الضروري ضم مصر إلى مجموعة الوسطاء الثلاثة، التي تتألف من روسيا وإيران وتركيا، للمشاركة في التسوية السورية"،  في حين أن هذه الفكرة تعرضت للانتقاد من الجانب التركي، رغم أن الجانبين السوري والمصري أكدا أنه ستكون لهذه المبادرة الروسية نتائج إيجابية على صعيد الحل السياسي للأزمة السورية، هذا في حال تحقيقها، حسب "الصحيفة".

ومن المقرر أن سيكون هناك لقاءً فنيًا سيجري في أستانة، الاثنين المقبل، لبحث سبل الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة وتنظيم جبهة النصرة".  

ورصدت "الفجر"، فيما يلي أراء بعض المراقبون في الشأن الدولي، حول هذه القضية الشائكة.

متوقع

قال الدكتور هشام عبد الفتاح، الباحث في الشأن العربي والمركز العربي للدراسات، إن رفض تركيا بضم مصر إلى "ترويكا الوسطاء"، من أجل التسوية السورية أمرًا متوقعًا نتيجة الاحتقان السياسي بين مصر وتركيا، بالإضافة إلى أن تركيا تعلم جيدًا أن بقاء الأسد أصبح مهم.

وأوضح "عبد الفتاح"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن أردوغان موقفه تغير تجاه الأزمة السورية في الأونة الأخيرة وسوف يرضخ للوضع السوري من خلال التصويت على الموافقة على وجود فترة انتقالية للأسد.

وأشار الباحث في الشأن العربي والمركز العربي للدراسات، إلى أن رفض تركيا لوجود مصر لاستمرار السياسة التركية المعادية إلى مصر، خاصة أن تركيا لا تريد أن ترى مصر في مركز قوة، مؤكدًا أن الأطراف الأخرى ك" طهران- روسيا" سيرحبون بوجود مصر، لذا من الصعب قرار تركيا يكون السائد، بل سوف يكون هناك حالة ضغط من قبل هذه البلدان من أجل وجود مصر لأهميتها في المنطقة.

محاولة  لابعاد مصر عن التواجد في دورها الرئيسي

وفي سياق متصل أكد طارق الخولي، أمين سر العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن منذ الاطاحة الشعبيه بحكم الإخوان بمصر كان أكثر المتشددين تجاه مصر "أردوغان" وهذا الموقف مازال ممتد حتى هذه اللحظة، لذلك لم يقبل الجانب التركي بوجود مصر ضمن أي فصيل لحل الأزمة السورية، لأنها تحقد على مصر بشكل كبيرًا.

وأضاف "الخولي"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن أردوغان أحد الأطراف الرئيسية التي أدت للدمار سوريا، وإنه بدء يعدل عن موقفه بعد المحاولة "الانقلابية" التي حدثت عليه منذ عدة شهور، ويتجه نحو الحليف الروسي، خاصة بعد فشل تركيا بأخذ دور مصر بمنطقة الشرق الأوسط، والتي يتمثل في الحديث باسم الدول العربية والإسلامية.

وأشار أمين سر العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى أن سوف يكون هناك محاولات من قبل الجانب التركي لاثناء مصر عن التواجد في دورها الرئيسي، ولم يكن هذا الرفض الأخير، لافتًا إلى أن مصر لها الأهمية في المشاركة التسوية السورية، باعتبارها الدولة العربية الكبرى، وأن مصر لعبت دور كبير في استقبال أطراف سورية كثيرة محاولة منها لحل الأزمة السورية في حين أن تركيا كانت تتدخل عسكريًا في سوريا وتدعم الأطراف المتطرفة هناك.

تابعيات القرار

ومن جانبها قالت نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، إن رفض تركيا لدور مصر في سوريا استمرار للسياسة الخارجية لتركيا التي تحاول أن تخرج مصر من منظومة  أي حل دولي  للأزمة السورية، وذلك بناءً على تعاطف تركيا لجماعة الإخوان المسلمين حتى أنها لا تستطيع أن ترى الصالح العام للمنطقة، وأهمية الأزمة السورية.

وأضافت" بكر"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن ابعاد مصر في التدخل في حل الأزمة السورية سوف يأخرها، مشيرة إلى أن تركيا تعلم ذلك جيدًا، لذلك روسيا لأن تقبل بهذا الوضع من أجل السيطرة على الأزمة.