"الصحفيين" تستعد لمعركة "التجديد النصفي" ..وتخوفات من تيار الصوت الواحد (تقرير)
لعل الأزمات التي
مرت بها نقابة الصحفيين، وأثقلت كاهل المجلس الحالي، خلال العام الماضي، ستجعل انتخابات
التجديد النصفي للنقابة -والمقرر البدء بها فبراير المقبل- هي الأكثر حدة وقوة، هذا
لأن الانتخابات تشمل التجديد على مقعد النقيب العام، وهو ما قد يكون نقطة تحول جديدة
في مسار النقابة، على الرغم من عدم إعلان أي من الأسماء المطروحة على الساحة الإعلامية،
ترشحها بشكل بات ونهائي.
وما مرت به "الصحفيين"
خلال العام الماضي، من: "أزمات، تضييق على الحريات الصحفية، اقتحام أروقة النقابة،
محاكمة النقيب، تشويه لأعضاء المجلس"، قد يجعل قرار الترشح على مقعد النقيب، هو
الأكثر صعوبة.
ويعتبر التشكيل
المنتظر للهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بعد إقرار مجلس النواب
لقانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام، أحد الأسباب التي من المتوقع أن تحدث تغييرًا
جذريًا في انتخابات نقابة الصحفيين المقبلة، فقد تنهل من بحر الأسماء المطروحة على
الساحة، لتولي حقيبة رئاستها أو عضويتها، وستؤثر بشكل مباشر على شكل الانتخابات.
وقال الدكتور عبد
العظيم حماد - رئيس تحرير الأهرام السابق، إن العديد من كبار الكتاب الصحفيين لم يحسموا
موقفهم بعد، سواء من الترشح في الانتخابات على مقعد النقيب، أو حتى إعلانهم تأييد أحد
الأسماء المطروحة على الساحة الصحفية، وذلك انتظارًا لتشكيل الهيئة الوطنية للصحافة
والمجلس الأعلى للإعلام، نظرًا أنها ستشكل فرقًا في إتاحة إمكانية ترشح القيادات الطامحة
في الحصول على مناصب بنقابة الصحفيين، أن يشغلوا مناصب في الهيئات.
"معركة
النقيب"
يحيى قلاش: لم
يكن تصريح يحيى قلاش نقيب الصحفيين مفاجئة للكثيرين، بأنه لن يترشح مرة أخرى على مقعد
النقيب، وهو ما قد يعتبر نهاية لمطاف من المقاعد التي تولاها بالنقابة خلال مسيرته
الصحفية، ويعود هذا للأزمات التي مر بها مجلس النقابة خلال العام الماضي، وهي ما قد
تجعل الكثيرين يفكرون آلاف المرات قبل الترشح، خاصة على مقعد النقيب، وهي ما انتهت
به لساحات المحاكم، وربما ساحات السجون.
وعلمت "الفجر"
من مصادر داخل مجلس نقابة الصحفيين، عن نية "قلاش" الترشح مجددًا على مقعد
النقيب، ولكن ما زال الأمر قيد التفكير، بعد وضع العديد من الأمور قيد الحسبان، منها
محاكمته والحكم بحبسه عامان مع الشغل، وهو ما قد يعرضه لموجة جديدة من الانتقادات والتشويه،
بعد ما مرت به النقابة من أزمات في عهده، ما جعل بعض الكتابي الكبار يتهموون مجلس النقابة
الحالي، بعدم إضافة شئ للجماعة الصحفية خلال فترة تووليهم مقاعدهم.
ياسر رزق: يعتبر
إسم ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، هو الأكثر طرحًا على الساحة الصحفية
خلال الفترة الماضية، وسط حيرة واسعة من ناحية، ومطالبة من ناحية أخرى، بترشحه على
مقعد نقيب الصحفيين، ولكن لم تتضح نواياه حول الترشح على الإطلاق، بل التزم "رزق"
الصمت، الذي اعتبره البعض هدوءًا قبل العاصفة، وهي إعلان خوضه الانتخابات على مقعد
النقيب، وهو ما قد يقلب موازين الكثيرين، ممن ينتوون الترشح على مقعد نقيب الصحفيين،
وهذا لما يتمتع به "رزق" من شعبية واسعة وسط الصحف القومية والحزبية.
ضياء رشوان: قد
يقلب قرار ترشح ضياء رشوان نقيب الصحفيين السابق، الموازين أيضًا، مثلما قد يفعل قرار
ترشح ياسر رزق، وسط مطالبات واسعة من شباب الصحفيين خاصة، لخوض ضياء رشوان نقيب الصحفيين
الأسبق، الانتخابات على مقعد النقيب مرة أخرى، على الرغم من أنه التزم الصمت أيضًا،
ولم يعلن بشكل رسمي خوضه للانتخابات، وعلمت "الفجـر" بتلقيه عددًا من الاتصالات
الهاتفية والمكاتبات التي طالبته الترشح مرة أخرى، لإنهاء بعض الأزمات التي تمر بها
النقابة الآن، باعتبار أنه استطاع أن يدير النقابة بحكمة خلال فترة توليه منصب النقيب،
على الرغم من المرحلة الصعبة التي كان يمر بها الوطن.
مكرم محمد أحمد:
على الرغم من طرح إسمه وبقوة خلال الفترة السابقة، بعد اندلاع أزمات النقابة مؤخرًا،
إلا أن نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد، أعلن عدم نيته الترشح على مقعد النقيب
مرة أخرى، على الرغم من وجود نية للترشح سابقًا، إلا أنه قرر عدم خوض ذلك السباق، نظرًا
للعبء الذي سيقع على النقيب القادم، مؤكدًا أن سنه لا يسمح بتحمل تلك الأعباء والمسؤولية،
مشيرًا إلى أنه لم يحسم موقفه بعد من تأييد أحد الأسماء المطروحة على الساحة.
عبد المحسن سلامة:
يعتبر إسم عبد المحسن سلامة عضو مجلس إدارة جريدة الأهرام، من أقل الأسماء المطروحة
على الساحة، وهذا يعود لعدم ظهوره الإعلامي أو ظهوره في العمل العام خلال الفترة الماضية،
إضافة إلا عدم إعلانه رسميًا الترشح، مؤكدًا أن الأمر مازال قيد الدراسة أيضًا.
معركة
الناصريين وتصحيح المسار والمستقلين
تعرضت نقابة الصحفيين
لمحاولات عديدة لدفعها لخوض صراع سياسي مع النظام، وهو ما يعتبر أحد أسباب أزماتها
التي مرت بها العام الماضي، وبعد ظهور "جبهة تصحيح المسار" داخل مجلس النقابة،
وهو ما اعتبره البعض نواة لانقسام المجلس على نفسه، إلا أن هناك العديد من التخوفات
لتغيير النمط العام للتيار السائد داخل مجلس النقابة، وتحويله لتيار الصوت الواحد فقط،
خاصة بعد اتهام العديد من كبار الكتاب الصحفيين لأحد التيارات داخل مجلس النقابة، بدفعها
لحافة الهاوية، مثلما اتهم مكرم محمد أحمد مجلس النقابة، بعد اندلاع أزماتها مباشر،
وهو ما دفع بعض شباب الصحفيين من التقدم للترشح على مقاعد مجلس النقابة، حفاظًا على
النقابة من التسييس في اتجاه واحد.