مطالب روسية بعودة سوريا إلى الجامعة العربية.. هل يستجيب العرب لطلب موسكو؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


باتت روسيا هي اللاعب الأساسي في الملف السوري والمتحكم بكل شيء، فعندما يريد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد، يستدعيه ليأتي إليه، في مشهد كان الأغرب على الإطلاق، كسر جميع الأعراف الدولية، بل وكان حديث العالم، وها هم الروس يعاودون الكرة مطالبين بتجديد عضوية سوريا مرة أخرى إلى الجامعة العربية، فهل ستنجح تلك المحاولات والمساعي؟.

لافروف يطالب رسميا بتجديد عضوية روسيا

هكذا تأتي روسيا في نسختها الجديدة، حيث دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى تجديد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، مؤكدا إن عودة دمشق إلى الجامعة العربية  ستلعب دوراً أكثر فعالية في المنطقة، بالإضافة إلى أن ذلك سيساعد في تسوية الأزمة السورية، جاءت تلك الدعوات من قبل وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في مؤتمر صحفي عقد في ختام الدورة الرابعة لمنتدى التعاون الروسي العربي في أبوظبي.

وأضاف لافروف، أن إبعاد الحكومة السورية، عن المشاركة في المناقشات في جامعة الدول العربية، يضع عراقيل كثيرة ولا يساعد في الجهود المشتركة الخاصة بالتسوية، مشيرا إلى أن الجامعة العربية ستتمكن من لعب دور أكثر أهمية في حال عودة الحكومة السورية للعضوية.

أبو الغيط: عودة سوريا يتوقف على التسوية السياسية

 من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، أمر يتوقف على مدى نجاح وتنفيذ التسوية السياسية، مشيرا إلى أن ذلك سيتم حال توافر إطار للحكم المقبل في دمشق.

وأضاف أبو الغيط، أن تجميد عضوية سوريا تم بقرار من الجامعة وإمكانية عودتها للجامعة العربية غير مطروحة حالياً، مبينا أن إعادة عضوية سوريا للجامعة العربية قرار خاضع للدول الأعضاء، إلا أن رجوع دمشق إلى مقعدها في الجامعة يتوقف تماما على مدى نجاح التسوية السياسية، يتم تطبيقها فعليا، بحسب تعبيره.

وأشاد أبو الغيط بالعلاقات الروسية العربية، واصفا إياها بأنها أرضية صلبة لمواجهة الأزمات والتحديات المشتركة.

صالح : روسيا تريد حلا للمشهد السوري

ويعلّق الكاتب والمحلل السياسي وعضو اتحاد الصحفيين السوريين سومر صالح، أن هناك تحولا في المشهد السوري، من قبل روسيا، التي تبدي اهتماما الآن برجوع سوريا إلى الجامعة العربية، مشيرا إلى أن روسيا لديها رغبة قوية وإرادة شديدة في عودة سورية إلى الجامعة العربية.

وأضاف في تصريحات، خلال لقاء له على قناة "روسيا اليوم"، أن طلب روسيا بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، يأتي في إطار اكتمال الأدوار، مشيرا إلى أن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يكون إلا إذا كان له أنساق متراتبة دولية وإقليمية وحتى عربية، حسبما قال.

وأوضح أن الانخراط العربي، يعد أمرا أساسيا لحل الأزمة السورية، بحيث يكون واضحا ومستداما، مبينا أن عدم المشاركة من الجانب العربي، لن يحل الأزمة على الإطلاق، لا سيما أن هناك أطراف عربية لعبت دورا كبيرا في استثمار الإرهاب في الحرب على  سورية.

رغبة روسية في ضم مصر
 
وكشف سومر صالح، أن هنالك رغبة روسية واضحة  في ضم مصر إلى ترويكا إعلان موسكو، وبالتالي تكون الأطراف الضامنة للحل في سورية تشمل مصر، قائلا إن مصر تشكل الحاضن العربي للحل في سورية، زاعما أن مصر تستطيع الضغط على السعودية ودول الخليج أيضا، في إطار إيجاد حل للأزمة في سوريا.

العرب اللندنية: روسيا تريد إعادة تأهيل نظام الأسد

وفي ذات السياق أوضحت العرب اللندنية، في تقرير لها أن  تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ، عن عودة سوريا إلى  الجامعة العربية، تأتي بهدف إعادة تأهيل النظام السوري عربيا في مرحلة ما بعد استعادة حلب، حسب مراقبون.

وذكرت الصحيفة، نقلا عن مراقبين، أكدوا أن روسيا تريد توصيل رسالة للعرب مفادها، أن روسيا ساندت الأسد ومنعت من سقوطه تماما، وهو بذلك منتصر، ولا يمكن لأحد أن يستطيع النيل منه بانهيار النظام في سوريا، والإطاحة ببشار الأسد، فضلا عن أن الاستمرار في المقاطعة تجاه سوريا، سيمكن هذا لإيران، بحيث ستكون المستفيد الأكبر من مقاطعة العرب لسوريا، حسب وصفها.


شائعات سابقة 

وليس لأول مرة أن يعلن فيها عن عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، وإنما تكرر هذا قبل ذلك، وتحديدا في 24 أكتوبر، من العام الماضي 2016، حيث نسبت بعض المواقع الإخبارية إلى مصادر دبلوماسية، حديثا أفاد باقتراب عودة سوريا إلى الجامعة العربية شهر نوفمبر الماضي، إلا أن الجامعة سرعان ما خرجت لتنفي اقتراب عودة سوريا إلى مقعدها المجمد، في مجلس الجامعة بقرار من وزراء الخارجية العرب في نوفمبر 2011.

تاريخ تعليق عضوية سوريا 

والجدير بالذكر أن الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أعلن بتاريخ 12 نوفمبر 2011، تعليق عضوية سوريا في الجامعة، مع دعوة جميع الدول العربية لسحب سفرائها من جميع السفارات السورية.