عضوية سوريا بالجامعة العربية يجدد الصدام المصري السعودي (تقرير)
دعا وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، جامعة الدول العربية إلى إنهاء تجميد عضوية سوريا فيها، فيما علّقت الأخيرة، أن هذه المسألة غير مطروحة حالياً، الأمر الذي جعل مسألة عودة سوريا داخل الجامعة العربية أمراً مثيراً للجدل ينتظر حسم الدول العربية.
ومن جانبها أستطلعت "الفجر" آراء خبراء الشأن الدولي فيما يخص عودة سوريا داخل الجامعة العربية.
بالون اختبار
قال هاني الجمل، خبير الشأن العربي، إن الدعوة الروسية التي تتبنى عودة سوريا داخل الجامعة العربية وتسعى لإلغاء تجميد عضويتها، خطوة هامة في حل الأزمة السورية، حيث أن وجود سوريا وسط العرب يجعل ازمتهم نصب أعين الجميع، وستكون الأولوية لإنهاء الأزمة في الداخل السوري.
وأشار الجمل، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن إلغاء عضوية سوريا، ستقوم بعمل إنقسام داخل الجامعة العربية، حيث ستوافق كلاً من "مصر، المغرب، لبنان، الجزائر" على إلغاء تجميد العضوية أملاً في حل الأزمة السورية، وسترفض "السعودية ودول الخليج" إلغاء تجميد العضوية نظراً كونها من الجانب الروسي.
وأوضح خبير الشأن العربي، أن دعوة وزير الخارجية الروسي لإلغاء تجميد العضوية بالونة اختبار، تختبر به روسيا الدول العربية حول مصير المقعد السوري الشاغر داخل جامعة الدول العربية.
مصر أول المرحبين والخليج أول الرافضين
وفي سياق متصل قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن الموقف الدولي والإقليمي من سوريا تغيّر تلك الفترة، موضحاً أن دعوى وزير الخارجية الروسي لإلغاء تجميد عضوية سوريا ستبقى صدد مبشر من كافة الدول العربية.
وأوضح اللاوندي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن مصر ستكون من الدول المرحبة بإلغاء تجميد العضوية لسوريا، باعتبارها دولة شقيقة من الدول التي كانت مؤثرة بدورها داخل جامعة الدول العربية قبل تجميد عضويتها، مشيراً إلى أن السعودية ودول الخليج سيكونا من الدول الرافضة لتلك الدعوة.
صدام مصري سعودي جديد
ومن جانبه قال مختار غباشي، خبير الشأن الخليجي، إن الدعوة التي اطلقتها وزير الخارجية الروسي، بإلغاء تجميد عضوية سوريا داخل جامعة الدول العربية، ستكون بمثابة الصدام بين مصر والسعودية، حيث أن السعودية سترفض إلغاء تجميد العضوية لأن موقفها محدد من الذي يحدث في الداخل السوري فهي ضد نظام بشار الأسد وترفض وجوده ضمن معطيات الحل.
وأضاف غباشي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن مصر ستكون من الدول التي ترحب بدعوة إلغاء تجميد عضوية سوريا، حيث أنها تتبنى رؤية الحل السياسي للأزمة السورية، والذي لا يشترط رحيل الأسد كالسعودية.
وكانت جامعة الدول العربية علّقت، في نوفمبر عام 2011، عضوية سوريا، وذلك عقب اندلاع الثورة السورية، وبقي مقعد دمشق شاغراً في كل الاجتماعات العربية، ما عدا اجتماع القمة في مارس 2013، والذي شغل مقعد سوريا رئيس الائتلاف، حينها، معاذ الخطيب.