نكشف سر مكالمة الملك سلمان مع "ترامب" وعلاقتها بإنقلاب أمريكا المفاجئ على إيران
التغير والتقلب، هكذا يبدو حال السياسة الدولية، التي لا تعترف على الإطلاق بحال واحدة، أو خُلُق معين، ففي الوقت الذي يعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسئوليه الحرب على إيران، يُرى منه مهادنة قوية مع المملكة العربية السعودية، كاسرا بذلك عادته، وهو الأمر الملفت جدا، لا سيما بعد إجراء مكالمة ثنائية جمعت بين ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز، والتي أعقبها هجوم شُن على إيران صبيحة هذا اليوم، بعد المكالمة بأربعة أيام، فهل ستكون هذه المكالمة سر من أسرار إعلان الحرب على إيران؟
الولايات المتحدة وتحجيم إيران
لم يمر أربعة أيام على إجراء المكالمة بين الرئيس الأمريكي وملك السعودية، وسرعان ما برز تصريح ربما يدلل على تحول كبير سيأتي في المستقبل، من قبل أمريكا تجاه إيران، حيث طالب مسؤول كبير، وفق ما نقلته وكالات الأنباء، في الإدارة الأميركية دول العالم الالتزام بعدم تزويد طهران بأي صواريخ متطورة.
رد منتظر وتحذير من استهداف الأهداف السعودية
وليس هذا فحسب، بل أكد المسؤول الأميركي إلى أن الإدارة الأميركية، تهتم كثيرا بالطرق التي سيتم الرد بها على تجربة إطلاق إيران صاروخا باليستيا متوسط المدى، منوهاً بأن خيارات عديدة مطروحة من بينها عقوبات مالية، فيما وجه سابقا، مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين تحذيراً رسمياً إلى إيران بسبب تجربتها الصاروخية الأخيرة والهجوم على الفرقاطة السعودية غرب ميناء الحديدة ودعمها للحوثيين وتسلحيهم بهدف زعزعة أمن واستقرار الخليج والمنطقة.
إيران تتحدى المجتمع الدولي
ووصف فلين، إطلاق إيران صاروخا باليستيا، بأنه تحد واضح لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يمنع على إيران تماما عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية الخاصة بحمل أسلحة نووية، مشددا أن ما تفعله إيران يعد انتهاكا دوليا ظاهرا للغاية.
انتهاكات قبل ذلك
ونوه مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين، على أن تلك الانتهاكات الإيرانية مستمرة، مذكرا أنها قامت خلال الأشهر الستة الماضية بتدريب عناصر حوثية وتسليحها لضرب سفن إماراتية وسعودية، فضلا عن تهديدها الولايات المتحدة والسفن الحليفة لها التي تمر عبر البحر الأحمر، مؤكدا إن إدارة ترمب تدين مثل هذه الإجراءات، التي وصفها بالمقوضة للأمن والرخاء والاستقرار في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بل وتعرض حياة الأميركيين للخطر.
مكالمة بين الرئيس الأمريكي وملك السعودية
وقبل تلك التصريحات الأمريكية النارية تجاه إيران، حدثت مكالمة هاتفية جمعت الملك سلمان ، والرئيس الأمريكي ترامب، وبحثا خلاله العديد من القضايا، والتي من بينها فيها الاتفاق النووي الإيراني، ورؤية السعودية الاقتصادية، بجانب الاتفاق على أهمية تطبيق الاتفاق النووي الإيراني بحذافيره والتصدي لخطوات إيران المزعزعة للاستقرار الإقليمي.
"العربونات" كثيرة
ويعلّق محمد حامد الباحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي، أنه ربما يكون هناك علاقة قوية في شن هذا الهجوم على إيران، وبين مكالمة الرئيس الأمريكي والملك سلمان، مشيرا إلى أن هناك الكثير من "العربونات" السياسية الكثيرة التي تقوم بها دول الخليج، لا سيما السعودية، تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة.
كسب ود الرئيس الأمريكي
حامد أضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن دول الخليج تعمل الآن في هذا التوقيت، على كسب ودّ الرئيس الأمريكي وادارته أيضا، من خلال امتصاص غضب ترامب تجاهها وتحاول التأقلم مع وضعه كثيرا، وهو ما يكشف عن الكثير من تفاصيل العلاقة بين ترامب ودول الخليج.
رؤيته تجاه إيران
وعن التعامل مع إيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح الباحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي، أن ترامب لديه رؤية جدية في إقرار مزيد من العقوبات على إيران وتجديدها، إلا أن إيران في تلك الحالة ستلجأ إلى تعطيل الكثير من الملفات في المنطقة، لا سيما الدول التي تتحكم فيها، وهو ما سيؤلم المنطقة كثيرا.
رؤية ترامب
ويرى الدكتور جمال أسعد، أن السياسة الأمريكية مع ترامب، أصبحت متغيرة كثيرا، مشيرا إلى أن هناك تغييرات جذرية تماما أصبحت تتواجد مع الإدارة الأمريكية الجديدة، قائلا أن سياساته المتخذة ترتبط برؤيته للأمور.
المصلحة أساس تعامل ترامب
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه لا يمكن التأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية مع ترامب، ستقوم، بعداء تجاه دون اتجاه، أو دولة دون دولة، بل إن جميع المؤشرات تؤكد على أن ترامب، وخاصة انطلاقا من أنه في الأساس رجل أعمال، فإن تفكيره بالأساس ناحية المصلحة.
طريقة نفعية من الجميع
وبيّن أسعد، أن جميع السياسات والخطوات التي يتخدها دونالد ترامب، تؤكد إنه يفكر بطريقة نفعية تماما، مشيرا إلى أنه جاء ليحي المبدأ البرجماتي في أعلى درجاته للولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذا يؤكد أن هناك سياسات ستتخذ ستأتي نفعية تماما.
ليس شرطا في اتخاذ موقف ضد إيران
وعن المكالمة بين سلمان، وترامب قال بأن هذا ليس شرطا في أن يكون هناك علاقات قوية مستقبلا بين ترامب والخليج، بل سيكون ذلك تبعا للنفعية والمصلحة، وكذلك لن يؤدي أيضا هذا لإيجاد موقف معادي تجاه إيران.
مبدأ الاستفادة من الجميع
كما أكد الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية، أن ترامب سيتخذ العديد من السياسات المغايرة تماما، مشيرا إلى أنه يفكر بطريقة، يهتم من خلالها ضبط الأوضاع بالداخل الأمريكي، وبالتالي سيعمل على كسب الأمور لصالحه.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن ترامب سيكرس مبدأ الاستفادة من الجميع، إلا أنه يستعمل دائما سياسة "العصا والجزرة" مع الكثير من الدول، ومنها الخليج للاستفادة منه ماليا، فضلا عن إيران التي يستخدم ضدها مبدأ الحسم.