"غادة" فتاة تتحدى المرض من بوابة "السوشيال ميديا".. وأسرتها: "عايزين حد يفهمنا حالتها"(صور)
تطل من واجهة السوشيال ميديا، بضحكتها البريئة وعزيمتها القوية لتخفي خلفهما آلامها وصراعها مع الحياة، غادة رجب فتاة في مقتبل عمرها تبلغ 18 عاماً تقطن بمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، لعب عيب خلقي في تهديد حياتها منذ ولادتها وحتى وقتنا هذا.
غادة لما تيأس من معانتها بل خرجت لتكلم جمهور السوشيال ميديا بكل تفائل أنها تريد العمل مصورة للنادي الأهلي.
تقول غادة أنها كانت فأر تجارب للعمليات والأطباء، فلقد أجرت 3 عمليات في عمودها الفقري بائوا بالفشل جميعا.
تروي الأم بداية المعاناة، فتقول إن غادة ولدت لديها عيوب خلقية بمنطقة القفص الصدري والعمود الفقري، فالجلد مشوه يختلف لونه عن باقي جسدها ويميل إلى اللون البني، وهو الأمر الذي لم يفسر، مضيفة أنها كانت تأمل ان يتغير الوضع مع بداية نمو غادة ولكن الأمر ذات تعقيداً.
تكمل الأم أن مع بداية نمو غادة وخلال العام السادس من عمرها بدأ يظهر إنعواج في عمودها الفقري، مما دفعها لذهاب إلى مستشفي الجامعة بمحافظة الإسكندرية، لتبدأ رحلة الأشعة بالرنين وما شابه، لم يكن أمام الأم باب غير التأمين الصحي الذي تعلم ضعف إمكانياته ولكن ما باليد حيلة، لتتنقل بين آراء الأطباء حتى أن حولت غادة لمستشفى ناريمان بالإسكندرية وهى في التاسعة من عمرها.
ومع بلوغها التاسعة من عمرها بدأ الإنعواج يشدت والقفص الصدري يتأثر، حتى أن وصلت والدة غادة لأخصائي عمود فقري في مستشفى ناريمان، ليقرر أن الفتاة تحتاج عملية بالعمود الفقري.
لتبدأ غادة مآساة العمليات، أجرى الطبيب لها أول عملية وهى في العاشرة من عمرها، وركب لها شرحتين و8 مسامير بالعمود الفقري، لتفشل العملية بعد 6 شهور مع نمو جسدها لأن المسامير ثابتة ولم تكن مطاطية، ليقرر الطبيب إجراء عملية ثانية ويلغي نصف شريحة ومسمارين مما تم تركيبهم، لتفشل هي الآخري ويبرز المسمار في ظهرها، ليقرر أن تجري عملية ثالثة يلغى من خلالها كل ما ركب ويخاطب الأم قائلاً: "المهم بنتك تعيش"، ليتابعه القول: "ماتلعبيش في ضهر بنتك تاني".
تروي الأم أن ابنتها ما بين وضعين كل منهما أمر من الآخر الأول يتمثل في تأثر ظهرها من العمليات والخياطة التي تمت فيه مع استمرار الانعواج به، وما بين تغير لون الجلد.
وتتابع قائلة بمرارة: "منظر ضهرها بقي بشع.. بقى في ترهل.. ضهرها بيعمل عفونة.. بيكون دمامل.. بينزف دم"، مضيفة أن ابنتها تجلس في برد الشتاء القارس بملابس صيفية لأنها لا تتحمل الملابس الشتوية من سخونة ظهرها.
وتكمل الأم أن تشوه القفص الصدري لغادة يؤثر على تنفسها، وأن جسدها نحيل ولا تستطيع المشى سوى لأن تتحرك لدورة المياة بصعوبة، مضيفة أنها لم تكمل تعليمها بعد الصف الثاني الإعدادي لأنها حبيسة المنزل نتيجة ما ألم بظهرها.
والد غادة ووالدتها يتمنون فعل أى شيء من أجل ان تعيش حياتها بشكل طبيعي كأشقائها فلديها شقيقة أكبر منها متزوجة وتعيش حياتها بشكل طبيعي وآخري أصغر منها ولم تعاني من شيء.
ولكن تلعب الظروف المادية الصعبة في تكبيل والدها وعدم تمكنهم من عرضها على أطباء بالخارج للفصل في حالتها، فالأب عامل بشركة الغزل والنسيج، والأم ربة منزل لم يكن بيديها شيء تقول بوجع:"عندي استعداد أنزل اشحت عشانها المهم أشوفها كويسة"، مضيفة أنها كل ما تريده أن تفهم وضع حالة ابنتها وفي حال أنها تطلب السفر مساعدتها.
وتوجه غادة رسالتها لـ "الفجر": "أنا مش عايزة حد يفكر انى ما دام معاقة ومريضة يبقي عندي يأس وضعيفة أنا بالعكس متفائلة جدا وقوية أكثر وبتمنى أكون بطلة قصة اتحدت الاحباط وكان الكل بيقول عليها مستحيل".