5 أعوام على دماء شهداء "مذبحة بورسعيد".. من الاستاد إلى المفتي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


جمعت الساحرة المستديرة قلوب الشباب حولها، فيتوافدون على الملاعب لمشاهدة مباريات فرقهم المفضلة، ليعودوا إلى ديارهم سعداء بالفوز أو آملين بفوز قادم، ولكن ضحايا مذبحة بورسعيد لم يعودوا وسقطوا شهداءً في محرابها، وسالت دمائهم على مدرجات استاد بورسعيد لتلتصق رائحتهم بها حتى اليوم.

وتحل اليوم الأول من فبراير الذكري الخامسة، لمذبحة بورسعيد والتي راح ضحيتها 72 شهيد، ومئات المصابين، خلال مباراة الفريق الأحمر أمام المصري بالدوري موسم 2012، حيث قام عدد كبير من البلطجية باقتحام الملعب عقب إطلاق الحكم فهيم عمر صافرته معلنا نهاية المباراة بفوز المصري 3/1 دون أي مبرر للتعدي على لاعبي الأهلي وجهازهم الفني، قبل أن تتجه نحو مدرجات الضيوف لتعتدي على جماهير الأهلي، ليسقط عشرات الضحايا ومئات المصابين.

البداية
بدأ أول إنذار لوقوع الكارثة بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثم اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة.
تكرر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري (الفائز 3-1) بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ما أوقع العدد الكبير من القتلى والجرحى - بحسب شهود عيان.

غياب الإجراءات الأمنية
وذكرت مصادر عديدة غياب كل الإجراءات أمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلا عن قيام قوات الأمن بقفل البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروجهم، مما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم.

الصحة
أوضح وكيل وزارة الصحة المصرية هشام شيحة، أن "الإصابات كلها إصابات مباشرة في الرأس، كما أن هناك إصابات خطيرة بآلات حادة تتراوح بين ارتجاج في المخ وجروح قطعية"، وأكدت مصادر طبية في المستشفيات التي نقل إليها الضحايا أن بعضهم قتلوا بطعنات من سلاح أبيض، وسبّبت قنابل الغاز حالات اختناق إضافية من ضمن الشهداء.
وتحولت غرفة خلع الملابس الخاصة بلاعبي الأهلي والطرقات المؤدية إليها إلى ما يشبه المشرحة بعدما زاد عدد جثث الضحايا بل وسقط كثير منهم بين أيدي لاعبي الأهلي وأعضاء الجهاز الفني الذين قاموا بتلقين الضحايا الشهادة قبل الوفاة  مثلما روي عدد من لاعبي الفريق الأحمر.

نقل الجماهير داخل عربات مدرعة
وخرج الأهلي وجماهيره من بورسعيد داخل عربات مدرعة وعادوا للقاهرة بطائرات عسكرية، ودخلت وحدات من القوات المسلحة المصرية المدينة، وانتشرت على طريق الإسماعيلية - بورسعيد لمنع الاحتكاكات بين جماهير النادي الأهلي والمصري.
كما أمنت قوات الأمن قطار المشجعين العائد إلى القاهرة الذي وصل إلى محطة مصر، وكان آلاف من الأهالي والشباب المنتمين لروابط تشجيع الأهلي والزمالك في انتظارهم، حيث رددوا هتافات غاضبة تندد بالمجزرة وتطالب بالقصاص والثأر للقتلى.

مظاهرات تندد بالحادث
أعقبها خرجت مظاهرات عديدة منها واحدة في ميدان سفينكس بالمهندسين شارك فيها مئات المواطنين بحضور بعض الرياضيين مثل أحمد شوبير وعمرو زكي وأحمد حسن، وأخرى حاشدة من ميدان التحرير توجهت نحو وزارة الداخلية وشارك فيـها الآلاف من الشباب هاتفين ضد المجزرة، واستمرت المظاهرات طوال ليلة 2 فبراير ووقعت إصابات كثيرة عندما احتك المتظاهرون بقوات الأمن للوصول إلى الوزارة. واستمرت الاشتباكات في محيط وزارة الداخلية طوال يوم 3 فبراير 2012، حيث وصل عدد الإصابات مع مساء اليوم إلي 1482 مصاب وقتيل واحد بين المتظاهرين.

تحويل أوراق المتهمين إلى مفتي الديار المصرية
من جانبها حكمت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد في السادس والعشرين من يناير 2013 على المتهمين بتحويل أوراقهم لفضيلة مفتى جمهورية مصر العربية.
وفي التاسع من مارس 2013 حكمت محكمة جنايات بورسعيد بالإعدام شنقًا على 21 من 73 متهمًا وبالسجن المؤبد على خمسة والسجن 15 سنة على عشرة بينهم خمسة من كبار المسؤولين في نظام وزارة الداخلية، و10 سنوات على ستة متهمين، وأحكام أقصر على عدد آخرين بينما قضت ببراءة 28 متهمًا، وهذا الحكم قابل للطعن، ويجب عرض الأحكام بالإعدام على محكمة نقض وجوبًا.
وفي التاسع عشر من  أبريل 2015، قضت محكمة جنايات بإعدام 11 متهمًا، وأحالت أوراقهم إلى مفتي الديار المصرية، وجميعهم من مشجعي النادي المصري ومن بينهم اثنان يحاكمان غيابيًا إذ إنهما هاربان.