العاهل المغربي يحذر من "تداعيات وخيمة" في حال نقل السفارة الأميركية إلى القدس
حذر العاهل المغربي الملك محمد السادس الثلاثاء من نقل مقر السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، معتبرا ان هذه الخطوة ستكون لها "تداعيات وخيمة على الأمن والسلم" اقليميا وعالميا.
وجاء كلام الملك المغربي في اطار رسالة وجهها الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حسب ما نقلت وكالة الانباء المغربية الرسمية.
ويترأس العاهل المغربي لجنة القدس التي تأسست عام 1975 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني، وهي مكلفة بحماية المدينة المقدسة.
وقال العاهل المغربي في هذه الرسالة "انطلاقا من إيماننا العميق بعدالة القضية الفلسطينية وما تحظى به لدينا مدينة القدس من أهمية قصوى، نجدد التأكيد لفخامتكم أننا لن ندخر جهدا في الدفاع عن هذه المدينة المقدسة، ونصرة أهلها وصيانة حقوقهم المشروعة التي يكفلها لهم القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة".
وكان الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وبنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى المدينة المذكورة، وهو ما أكدته نيكي هالي سفيرة ألولايات المتحدة الجديدة لدى الامم المتحدة.
وعندما عين ترامب ديفيد فريدمان المؤيد للاستيطان سفيرا في اسرائيل، قال فريدمان انه يريد العمل من اجل السلام "من السفارة الاميركية في القدس العاصمة الابدية لاسرائيل".
واعتبرت رسالة العاهل المغربي أن إقدام الولايات المتحدة على نقل سفارتها الى القدس "من شأنه أن ينسف جهود تسوية القضية الفلسطينية العادلة، فضلا عن تداعياته الوخيمة على الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره".
وندد العاهل المغربي ب"استغلال" إسرائيل لتصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن نقل السفارة "لمواصلة سياستها ضد الشعب الفلسطيني، واستهتارها بالحق العربي والإسلامي في هذه المدينة المقدسة، واستفزازها لمشاعر الملايين من المسلمين عبر العالم".
وعبر محمد السادس عن كامل استعداداه ل"التنسيق" مع الرئيس الفلسطيني وباقي قادة الدول العربية والاسلامية "من أجل الدفاع، بجميع الوسائل القانونية والسياسية والدبلوماسية المتاحة، عن الوضع القانوني للقدس الشرقية كما تنص عليه قرارات الشرعية الدولية".
وعبر العاهل المغربي الأمل في أن يتم "تغليب لغة العقل والالتزام بحتمية حل الدولتين، والامتناع عن أية خطوة أحادية الجانب، تتنافى والقانون الدولي، والقانون الانساني، وترهن أو تتحكم في نتيجة المفاوضات، خاصة بشأن الحدود والقدس واللاجئين".
والقدس في صلب النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت اسرائيل القدس الشرقية وضمتها عام 1967 ثم اعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.
ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.