تعرف على قصة تطوير منطقة "القابوطي" أقدم وأكبر عشوائيات بورسعيد (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


"القابوطي" أو قرية "الصيادين" والتي تعد من أقدم المناطق العشوائية بمحافظة بورسعيد وربما من أقدمها على الإطلاق على مستوى الجمهورية؛ حيث خرجت القرية للوجود مع بدء حفر قناة السويس وسكنتها عائلات من قرى أخرى مجاورة عملت معظمها في حرفة الصيد.

ومثل الآلاف من القرى البسيطة عاشت تلك الأسر والعائلات داخل منازل تكونت من طابق واحد أو طابقين على الأكثر أقيمت من الأخشاب البسيطة أشبه بالأكواخ الفقيرة منها إلى المنازل، ولم تتمتع القرية وقتها بأي مرافق أو خدمات بل ظلت مثلها مثل آلاف القرى محرومة من أبسط المرافق والخدمات الأساسية ومع التحول الكبير الذي طال محافظه بورسعيد خاصة مع منتصف السبعينات وتحولها إلى منطقه حرة وحدوث رواج اقتصادي وعمراني بها إلا انه ظلت قرية القابوطى على الهامش تراوح مكانها كأنها منبتة الصلة بالمحافظة الأم وظلت محرومة من الخدمات والمرافق ولم تصل إليها يد التغيير أو التطوير طوال عقود من الزمن.

- أصل التسمية
ككل التسميات الشعبية القديمة اختلفت تفسيرات اسم "القابوطي" الذي أصبح عنوانًا على القرية؛ فمن قائل بأنه كان يخص شخصا ناضل وجود الفرنسيين والأجانب حال قدومهم إلى المنطقة للهيمنة عليها وعلى مصر بحجة شق قناة السويس، ومن قائل بأن التسمية تحريف لشخص طيب اسمه الشيخ "الخربوطى"، ومن زعم أن التسمية أصلها انجليزي وأنها مشتقة من "كاب بووت" لأنها كانت مكانًا أو ميناءً لتجميع القوارب فصار قابوط ثم قابوطى. على أية حال فى القرية مقام صغير المساحة فقير الجمال يعتقد الأهالي أنه يضم رفات مؤسس قريتهم ومانحها اسمها.

- موقعها
وهناك من يقول إن وجود القابوطى أسبق من وجود بورسعيد، لكن وقوعها بين الضفة الشمالية لقناة الرسوة (الصناعية) التي تصل بين بحيرة المنزلة وقناة السويس، والصفة الغربية للقنال الداخلي (الصناعي) الواصل إلى قلب بورسعيد، والضفة الشرقية للسان الملاحي (الصناعي) المشقوق شقا فى بحيرة المنزلة ليصل بورسعيد بقرى ومدن الدقهلية ودمياط، أمر يستدعى التشكك من صحة هذا القول.. الأفضل من رأيى القول بأن "القابوطى" تجمع سكاني شعبي عشوائي قديم أساسه الاقتصادي صيد الأسماك.

- وصف المنطقة
وأكثر بيوت قرية "القابوطى" مبنى بالخشب والغاب والجص، وقليلها مبنى بالطوب والآجر. بيوت ريفية الطابع، بسيطة، بالكاد تفى بالغرض. أغلبها من طابق واحد، منها ما هو من طابقين: أرضى وأول. نادرًا ما كنا نشاهد مسكنًا مكونًا من ثلاث طوابق. بامتداد ضفاف الماء كانت المظلات التى تفرغ تحتها الأسماك أو تجرى أعمال الصيانة للقوارب الصغيرة. قوارب من نوع الـ "لوكس" والـ"سنبك". القوراب ذوات الأشرعة يلف ركابها أشرعتها إلى الصواري قبل رسوها، وحين ترسو تمد سقالاتها إلى البر. بعضها يركن حين رسوه لصق القوارب التي سبقت فى رسوها، وينتقل صيادو المراكب القادمة للتو بأسماكهم بالقفز إلى هذه المراكب ليهبطوا بما اصطادوا ن فوق سقالاتها إلى البر. دوائر بيع الأسماك كانت تقام فى أماكن متفرقة، لكن أغلبها بحذاء ضفاف الماء؛ وفى أى مكان كانت تجرى عمليات رتق الشباك وترقيعها. بالطبع كان هناك من يخدمون هذا المجتمع من نجارين وحدادين وباعة مستلزمات الصيد من شباك وفلين ورصاص ومسلات.. الخ، وكان هناك بقالون وباعة علف وجزارون وفقهاء وغيرهم ممن يستلزم وجودهم أي مجتمع سكنى، لكنهم كانوا قلة قليلة بالقياس إلى أعداد الصيادين.

- المساحة
المساحة التي كانت تشغلها القرية 280 ألف متر. أقول التى كانت، فالعمران الذي تفشى أمسك بالقرية ـ التى كانت، وألحقها بالمدينة، ومع وجود الزرائب المليئة بالمواشي والأبقار فزحمت مناطق منها بأكوام من مخلفاتها وروثها التي يتم نشرها لتجف فى الشمس قبل نقلها إلى المزارع. بشكل غير حضاري، بسببه صارت للهواء روائح كريهة، وطنت فى الأجواء أسراب الذباب والحشرات، وكثرت فى الأرض أسراب القوارض.


- مناطقها
ومن أشهر مناطقها السلاطية و"اللبانة" هي المكان الذي يسكنه رعاة البقر والجاموس، والتسمية تدل على مهنتهم. من فرط أزمة الإسكان زاحم الآخرون اللبانة فى منطقتهم، وأقبل الفقراء على "القابوطى" كلها، والأسر المقيمة فيها بصفة أصيلة تناسلت جيلًا بعد جيل، فصار المكان أكبر تجمع سكنى عشوائي بمحافظة بورسعيد.
وأصبح "التلوث" هو آفة القابوطى ومرضها. المصانع حاصرتها من كل اتجاه لا سيما تلك التى تنتج الكيماويات، فلوثت هواءها وماءها. الصرف المباشر دون معالجة إلى البحيرة أضر بالتنوع الحيوى فيها، مخلقات العجول والأبقار أفسدت الجو والحياة، بالإضافة إلى افتقاد البنية الأساسية فى كثير من أرجائها وتدهور أحوال الموجود منها، وكذا نقص الوحدات الخدمية وضعف أداء الموجود منها.

وهناك من يستغل فقر ومعاناة أهل المنطقة وعجز الإدارة المحلية عن حل مشكلاتها لحصد المكاسب السياسية، فى ترجمة عملية للمقولة الشهيرة "مصائب قوم عند قوم فوائد".

- تاريخ القابوطي في النضال
وكل هذا حدث ومازال يحدث للقابوطى التى لعب سكانها أدوارًا بطولية لا تنسى فى دعم وحماية بورسعيد ومصر؛ وكما ذكرها الاديب قاسم عليوة في كتابه "بورسعيد المدينة الاستثناء" هنا بالخير ابن القابوطى، الجن الأسود كما لقبه الإنجليز، "سعيد الضو" وأمه "أم الضو" وأفراد أسرتهما الذين شاركوا فى إدخال السلاح وأبطال قوات الصاعقة ومتطوعي اليسار المصري إلى بورسعيد فى قوارب صيد السمك عام 1956م. إنها ذات القابوطى التي صارت قلعة من قلاع العسكرية المصرية فى حروب 1967م، والاستنزاف، و1973م.

- مؤلفات عن القابوطي
وعن القابوطى قال الكاتب والاديب قاسم عليوة، انه اصطحب والشعراء الكبار "محمد عبد القادر"،"إبراهيم البانى"، و"مجيد سكرانة"، والأديبة "سهام بيومى" فشغفتها حبًا بمبانيها وناسها والفطرة التى كانوا عليها، وظلت كلما أتت إلى بورسعيد تعرج عليها إلى أخرجت روايتها (أيام القبوطى) رواية جمعت بين التاريخ والخيال وحازت عنها أكثر من جائزة. ابن بورسعيد القاص والمخرج السينمائي "سيد سعيد" كتب عنها أيضًا رواية تحمل اسم القرية (القابوطى) لكنها لم تنشر للآن.

وعدد سكان القرية أكثر من 43 ألف مواطن أي قرابة الخمسين ألف نسمة ومساحتها تقدر بحوالي 4 كيلو متر مربع ويعمل الغالبية الكبرى من سكانها بحرفة صيد الأسماك (90%) من السكان حيث تقوده مباشرة إلى بحيرة المنزلة.

ومن المشاكل التي يعانى منها سكان تلك المنطقة عدم وجود شبكة للصرف الصحى تغطى المنازل التي أقيم بعضها بصورة عشوائية من الخشب والصفيح ولم تتمكن خطة التطوير للوصول اليها مما أدى الى غرقها في بحر من مياه المجارى والصرف الصحي ومن المشاكل التى يعانى منها الصيادين بتلك القرية تلوث بحيرة المنزلة بسبب إلقاء مخلفات الصرف الصحي والزراعي والصناعي بها مما أدى إلى نفوق الأسماك ناهيك عن تلوث الحي منها (مخلفات الرصاص) كما أدى هذا التلوث إلى إصابة العديد من الأهالي بأمراض الفشل الكلوي والتهاب الكبد ونتيجة مشاكل البحر لجأ بعض الأهالي إلى عمليات تهريب البضائع المستوردة


- مركز الشباب
يوجد مركز شباب القابوطى المقيم على مساحة 6 أفدنة السور الخارجى له يستغله الخارجين عن القانون بعمل مخانات واوكار للمخدرات وقد خصصت وزارة الشباب والرياضة مبلغ 300 ألف جنية لبناء الضلع القبلى للسور وتم زيادة المبلغ ب 173،5 ألف جنية ولكن حتى الآن لم يكتمل عملية البناء للسور بمركز الشباب ومازال كل شىء غير مكتمل فى تلك القرية والاعتصام امام ديوان عام المحافظة هو الحل دائما لمواطن قرية القابوطى ولكن بلا جدوى وبدون اى حلول للمشاكل

- الوحدة الصحية
والوحدة الصحية الموجودة بقرية القابوطى تعمل بنظام الخدمات الريفية وهى عبارة عن اسعافات اولية ولا يوجد بها طبيب للمبيت وكانت فى بداية انشائها مجهزة بنظام اليوم الواحد وكان يوجد بها معمل للتحاليل ولكن مع مرور الزمن طمست كل هذه الخدمات والكهرباء تنعدم فى بعض المناطق مما يجعل سرقة التيار الكهربائى وكأنه شيء معتاد فى تلك المناطق ويوجد جمعية اهلية تابعة للشئون الاجتماعية ولكنها غير متفاعلة مع اهالى القابوطى وكما يقول الاهالى ان اسوء مستوى تعليمى موجود بالمدارس الابتدائية فى القرية باستثناء مدرسة اعدادية للبنات مميزة.
مشروع تطوير "القابوطي".

ومع مرور الوقت والزمن تهالكت المنازل والبلوكات وفي العام 1982تم إدراج المنطقة ضمن المشروع القومي لتطوير العشوائيات حيث تم تشكيل العديد من اللجان لتطوير المنطقة وعلى الرغم من الجهود التي بذلت من قبل تلك اللجان لمده تصل إلى الـ 40 عاما إلا أنها لم تأتى بالنتيجة المرجوة منها في عملية التطوير.

وظل الأمر معلقا إلى أن تم تشكيل اللجنة الحالية برئاسة السعيد رخا رئيس حي الضواحي ورئيس لجنه تطوير "القابوطى" وهو احد أبناء "القابوطى" وتربطه صلات وثيقة بعائلاتها وأبنائها وظلت هذه اللجنة تعمل منذ ما يقرب من العام للانتهاء من هذا الملف الذي أوشك على الانتهاء تماما.

وحول هذا الملف قال "السعيد رخا" رئيس حى الضواحي، ورئيس لجنة التطوير ، إن اللجنة في بداية عملها قامت بحصر عدد 19 بلوكا ضمن مشروع التطوير الذي بدأ فى العام 1982م مشيرا الي أن اللجنة بدأت عملها في يناير 2016م موضحًا أن حجم الإنجازات التي حققتها تجاوز مجمل الإنجازات للجان السابقة ؛ حيث اعتمد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد كافة الاحقيات فى الوحدات السكنية وقطع الأراضي وتم أجراء القرعات العلنية على هذه الاحقيات بحضور أهالي القابوطى وسط شفافية تامة وحياد من قبل اللجنة شهد به الجميع.

وأشار إلى أن اللجنة الحالية انتهت حتى الآن من تطوير ما يزيد عن 98 % من هذه البلوكات يمثلون الكتلة الأساسية للمنطقة ؛ مؤكدًا انه مع بداية توليه المهمة بالحي فى شهر سبتمبر عام 2015 وبتوجيهات محافظ بورسعيد تم اتخاذ قرار جرئ وحاسم باقتحام هذه المشكلة التي ظلت تراوح مكانها طيلة أربعين عاما وتم الاتجار بها سياسيا ودينيا ؛ حيث تم تشكيل لجنة من المحافظ لبدء عمليه التطوير التي كانت نسبتها لا تتجاوز 25% من حجم المنطقة بالكامل، وتم على الفور عقب تشكيل اللجنة وضع خطه لتطوير المنطقة تباعا على مراحل ثلاث بدأت بتطوير البلوكات رقم ( 8 و9و10و5و5او6)، وبواقى بلوكات (4و3و13و14و11و12و15 ) ؛ كما تم تسكين أصحاب هذه البلوكات فى عدة مشروعات منها مشروع ال9 عمارات بمنطقه اللبانة ومشروع ال 18 عماره بمنطقه الرحاب وغيرها من المشروعات الأخرى مضيفا أن كل هذه المراحل شهدت إجراء قرعات علنية لتخصيص هذه الوحدات لأصحابها ضمانا لتحقيق الحياد والشفافية من قبل اللجنة.

وأوضح رئيس الضواحي ، أننا انتهينا من تسكين مشروع ال 9 عمارات بإجمالي 216 وحدة سكنية بمنطقة اللبانة من أهالي القابوطي ممن لم يتسلموا قطع أراضي، كما تم الانتهاء من تنفيذ إنشاء 18 عمارة سكنية لتظلمات المنطقة بإجمالي 432 وحدة سكنية بمنطقة الأمل الجديد وتم بالفعل تسكين هذه الوحدات لأصحاب الاحقيات وجار حاليا الانتهاء من استكمال توصيل المرافق لها وتسكين باقي الوحدات تباعا بعد الانتهاء من إجراءات استكمال أوراق أصحاب الاحقيات.

وأشار إلى أن الدولة أولت اهتمامًا خاصًا بالبنية التحتية من صرف صحي ومياه الشرب، غاز، كهرباء ؛ حيث اتخذت خطوات واسعة أهمها إنشاء أكبر مشروع للصرف الصحي لتوصيل الصرف للمناطق المحرومة وهي بلوك ( 2 😚 17ب – والمناطق الخلفية من محطة التسمين – وبعض الأجزاء الموجودة ببلوك 10)، وقمنا بتوصيل مياه الشرب لبلوك 15 و16 لتهالك الخطوط بهم بالتنسيق مع الشركة القابضة للصرف الصحي ومياه الشرب، وأدخلنا من خلال الخطة الاستثمارية لهذا العام الغاز لبلوك 19 والكهرباء لبلوك 18 وسيتم استكمال أعمال الرصف للمنطقة، كما تم تسليم 15 وحدة سكنية بالعمارتين رقمي 5، 6 بمشروع 18 عماره بمنطقه الرحاب في نطاق الحي مشيرا إلى تسليم باقي الوحدات السكنية لمستحقيها بعد الانتهاء من استكمال إجراءات استلام تلك الوحدات، وإزالة العشش العشوائية لأصحاب الاحقيات بالمنطقة.

ومن جانبهم، أعرب أصحاب الأحقيات من أهالي القابوطي، عن فرحتهم بحصولهم على تلك الوحدات وانتهاء معاناتهم بالمنطقة طيلة الأربعين عاما الماضية.

ووضح الأهالي أنهم بعد معاناة دامت لأكثر من 40 عامًا ودعوا بالفرحة والزغاريد منطقه القابوطى العشوائية معربين عن فرحتهم بانتهاء معاناتهم فى تلك المنطقة التي ظلوا يعيشون فيها طوال هذه الفترة دون خدمات او مرافق أساسية تزاحمهم الحشرات والقوارض داخل عشش وبلوكات خشبية ينامون بها غير امنين على أنفسهم أو أولادهم وتحاصرهم فيها مياه مجارى الصرف من كل مكان ويقتلهم البرد القارص على ضفاف البحيرة.

وأعربت إحدى المواطنات بمنطقة القابوطي، عن سعادتها بحصولها على قطعة ارض ضمن عملية التطوير مؤكدة على أن ما تم من تطوير خلال عام واحد فقط ما لم يتم خلال ال 35 عاما الماضية، وانه لم نكن نتوقع ان يتم التطوير بهذه السرعة.

وأضافت قائلة: "كنت جالسة في بيتي وفوجئت بمسؤولين من المكتب الفني للجنة التطوير يتصلون بي ويباركون لي ويقولون أنتي حصلتي على أحقية في قطعة أرض".

كما أوضح "إبراهيم عشري" أحد قاطني المنطقة، أن مشروع تطوير القابوطي ينقسم إلى مجموعة تحصل على وحدات سكنية والأخرى تحصل على قطعة أرض للبناء عليها؛ وذلك وفقًا لشروط وضعتها المحافظة.

وأضاف "عشري" أنه الراغب في الحصول على وحدة سكنية يتطلب منه خطابًا يُفيد بعدم حصوله على وحدة من قبل؛ وعليه يتم طرح إسمه ضمن مشروع الـ 18 عمارة أو عمارات منطقة اللبانه، وللحاصل على أرض للبناء لابد وأن يكون أب ولديه إثنين من الذكور، ويتم التخصيص له من ضمن 104 قطعة أرض؛ بالإضافة إلى تخصيص أرض بمنطقة "التسمين" لسد العجز الذى مازال قائم.

وأشار إلى أن إدارة المساحة بالحي هي المسئولة عن تأخر تخصيص الأراضي لمستحقيها؛ حيث أنها لم تقوم بدورها فى تحديد مساحات العشش التى ستهدم وتبنى عليها منازل بادعاء تعديل فى الخريطة؛ مع العلم أنه يوجد خريطة مجمعة لبلوكات "5 – 6 – 9 10" منذ عام 2013.