خبراء يكشفون عن الأسباب الخفية وراء عملية "الكوماندوز" الأمريكي في اليمن

عربي ودولي

كوماندوز - ارشيفية
كوماندوز - ارشيفية


في إطار الحرب على الإرهاب والتنظيمات المسلحة، بدأ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه، بضرورة التصدي القوي، لاجتثاث تلك التنظيمات المسلحة، والتي تشكل خطرا على الولايات المتحدة، وعلى دول العالم، وفق ما أكد، وهو ما حدث بالفعل اليوم، من شن عملية عسكرية نفذتها وحدات "الكوماندوز" الأمريكية في محافظة البيضاء باليمن.

تفاصيل العملية
هذا وشنت القوات الأمريكية  فجر اليوم غارات جوية أعقبتها عمليات إنزال جوي لقوات "الكوماندوز"  في منطقة "قيفة" بمحافظة البيضاء، وهي أحد معاقل تنظيم القاعدة، جاء هذا بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية قبل أيام، من أنها ستشن أولى غاراتها بعد تنصيب ترامب، ضد الجماعات الإرهابية، والتي ستشمل عدة عمليات في اليمن.

نتائج العملية
وأسفرت العملية الأمريكية عن مقتل 5 من عناصر تنظيم القاعدة، حيث استهدفت أحد القيادات في التنظيم ، أبرزهم القيادي عبد الرؤوف الذهب، فيما أوضحت أنباء أخرى، أنه قتل جندي أمريكي وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح، بينما ذكر مسؤول يمني مقتل واحد وأربعين شخصا على الأقل من عناصر "القاعدة" بينهم قياديون وثماني نساء وثمانية أطفال.

روايات أخرى
وأفادت وسائل إعلام يمنية، أن العملية الأمريكية، خلّفت قتلى بنحو 57 شخصا بينهم 16 مدنيا، بعد استهداف مجموعة منازل في محافظة البيضاء التي تقع وسط اليمن، مشيرة إلى أن مروحيات أباتشي وطائرات دون طيار حلقت على القرى، عند الساعة السادسة مع طلوع الصباح، حيث أنزلت المروحيات جنودا بالمظلات، للاشتباك مع عناصر القاعدة، مما أدى إلى مقتل القيادي في القاعدة، عبد الرؤوف الذهب وشقيقه سلطان في العملية، بجانب وقوع قتلى وجرحى أمريكيين، بعد مشاهدتهم  يحملون جثثاً إلى المروحيات، حسبما أفادت وسائل الإعلام اليمنية.

عمليات موسعة
ويعلّق محمود الطاهر، الصحفي اليمني المقيم في القاهرة، والمتخصص في الشأن السياسي، أن هذه العملية التي شنها دونالد ترامب على منطقة البيضاء في اليمن، تأتي ضمن عمليات موسعة وكبيرة، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي أخذها عهدا على نفسه ضمن محاربة التنظيمات الإرهابية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذه العملية تعد تدشينا لعمليات في صميم محاربة الإرهاب والإخوان المسلمين، وكافة التنظيمات المسلحة، التي يراها ترامب أنها تمثل جميعها خطرا ولابد من محاربتها بالكامل دون استثناء.

طبيعة المنطقة التي شملتها الغارة
ولفت الطاهر، إلى أن الغارة جاءت في منطقة غالبيتها من سكان الإخوان المسلمين، وبعض قيادات القاعدة، حيث تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، مرجحا أن هذه العملية تمت بالتنسيق بين التحالف العربي ضد الحوثيين، وبين الجانب الأمريكي.

التوسع ومحاربة الجميع
وأوضح، أن ترامب لن يحارب القاعدة فقط، وأنه من المرجح، أن تمتد حربه لتشمل الكثير من الجماعات المسلحة، والتنظيمات،  حيث سيذهب أيضا إلى السودان والخليج وربما يعطي إشارة قوية لإسرائيل لحرب على حزب الله.

المصالح الأمريكية
 من جانبه أكد هشام عبد الفتاح، الباحث السياسي  والمتخصص بالشأن الخليجي والإيراني، أن تلك الغارة الأمريكية التي شنتها قوات الكوماندوز الأمريكية، تأتي من قبيل الوعود الدائمة لترامب في محاربة التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن هذا التدخل يأتي من ضمن المصالح التي ترسمها الإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

رسالة أمريكية لإيران
و‏أضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الغارات الأمريكية التي حدثت اليوم في مدينة البيضاء اليمنية، تعد رسالة أمريكية قوية، تجاه إيران، مشيرا إلى أن ترامب يريد التأكيد على أنه يسير بخطى ثابتة مع ما تفعله إيران في المنطقة.

الأوضاع مستقبلا
ولفت الباحث السياسي والمتخصص بالشأن الخليجي والإيراني، أن أوضاع المنطقة، لن تكون بخير مع دونالد ترامب على الإطلاق، مشيرا إلى أن الأوضاع ستكون سيئة مع إدارة ترامب العدائية لكل شئ، وهو الأمر الذي يظهر شيئا فشيئا من خلال قراراته التي يصدرها.

تفعيل الدور العربي
وطالب عبد الفتاح، أن يكون هناك دورا عربيا، مبينا أن الدور العربي في المنطقة ليس فاعلا على الإطلاق، بل يقف موقف المشاهد، برغم التخريب والتدمير الذي يقع للدول العربية، محذرا من أن تتحول الأوضاع إلى أسوأ من ذلك.