خبراء يكشفون حقيقة دعم مصر للجزائر ضد المغرب في حرب الرمال عام 1963
يعد الاحتلال من أكثر النقاط السوداء في تاريخ الدول العربية، فكما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية بسياسيها، لا يريدون أن تهدأ الأجواء بين الدول العربية، فبرغم مرور الزمن والأيام على ويلات الحروب العربية العربية، والسير في تصفية الأجواء، إلا أن وثائق المخابرات الأمريكية تحول دون ذلك، وتعيد الأذهان من جديد إليها.
مصر تساعد الجزائر ضد المغرب
هذا ما طرح مؤخرا بين أيدي صفحات المواقع الإخبارية، والصحف، ومن ضمنها موقع "موروكو وورلد نيوز"، الذي أشار في تقرير له عن وثائق لوكالة المخابرات الأمريكية رفعت عنها السرية مؤخرا، والتي كشفت أن مصر قامت بمساعدة الجزائر ضد المغرب في حرب الرمال عام 1963 من خلال دعم الضباط الجزائريين، مشيرا إلى أن تلك الوثائق الخاصة بالمخابرات الأمريكية، تحتوي على توثيق كامل للحرب المغربية الجزائرية، والمعروفة باسم حرب الرمال، والتي تأكد فيها مشاركة مصر بجانب الجزائر ضد المغرب.
إلقاء القبض على 3 مصريين
وذهب التقرير إلى أيعد من ذلك، حيث أوضح أن الوثائق احتوت أيضا على معلومات تفيد، أن المغرب ألقت القبض على 3 من الضباط المصريين الذين كانوا على متن طائرة هليكوبتر جزائرية، بعد سقوطها في الأراضي المغربية، حيث كانوا يضطلعون بمهمة استطلاعية ائنذاك، وفق الوثائق السرية، مضيفا أن المغرب زعمت وقتها أن القوات المصرية كانت تقاتل إلى جانب الجزائر، بجانب أن دعم مصر في الحرب كان غير قابل للجدل، نظرا للعلاقة الوثيقة بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ونظيره الجزائري ائنذاك أحمد بن بلة.
ما هي حرب الرمال؟
حرب الرمال، هي حرب تأتي ضمن الحروب العربية العربية، التي اندلعت بين دولتين عربيتين، وهما الجزائر والمغرب، في أكتوبر من عام 1963 بسبب مشاكل حدودية، جاءت هذه الحرب بعد عام تقريبا من استقلال الجزائر، وبعد استمرارها لأيام، توقفت المعارك في 5 نوفمبر، بعد تدخل الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية، حيث قامت المنظمة الإفريقية بإرساء اتفاقية لوقف نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير 1964 في مدينة باماكو عاصمة دولة مالي، إلا أن البلدين لا يزالان يكتويان بنار تلك الحرب، التي خلّفت صراعات أخرى جارية الآن، ولم تهدأ بعد.
مشاركة مصر من خلال مستشارين
من جانبه أكد اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن حرب الرمال التي اندلعت بين الجزائر والمغرب، لم يكن بها قوات مصرية بمعنى القوات الكبيرة، وبالتالي فإن التدخل حينها من الجانب المصري، لم يكن كاليمن.
عبد الناصر والملكية
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر، أنه على اعتبار سعي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لهدم الملكية، ودعم الجمهوريات التي كانت تستشرفها الدول العربية، من أهم الأمور التي كان يعمل عليها، وكان محط اهتمام كبير للرئيس الراحل عبد الناصر.
ولفت إلى أنه لا يستبعد مشاركة مصر بجانب الجزائر، على اعتبار دعم الجمهورية أمام الملكية، إلا أن هذا الدعم لا يصل على الإطلاق إلى وجود قوات كبيرة بجانب الجزائر، وإنما على الأقل من خلال مستشارين مصريين، مذكرا أن في هذا التوقيت كانت مصر منشغلة كثيرا بحرب اليمن.
الملكية السر
ويشير اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، كان يعادي دائما النظام الملكي، وهو ما كان سببا قويا، لأن ينحاز في تلك الحرب إلى الجزائر أمام المغرب.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن عبد الناصر كان قد قرر في هذا التوقيت، ومنذ توليه الحكم، إبان هدم الملكية على أيدي الجمهورية، وتصديه الشديد للملكيات المتواجدة في المنطقة العربية، ولذا شهد هذا التوقيت عداء قوي بينه وبين عدة دول عربية.
مشاركة مصر في الحرب
وعن مشاركة مصر في تلك الحرب، أوضح أن المشاركة المصرية في تلك الحرب، لم تكن بإرسال قوات مصرية، إلى أرض النزاع، وإنما كانت من خلال الاستشارات العسكرية، وبعض الإمدادات البسيطة من أسلحة.
ليست مشاركة بصورة كاملة
وافقهما أيضا اللواء، رضا يعقوب، الخبير الاستراتيجي، الذي أكد أيضا أن مصر لم تكن مشاركة بصورة كاملة تماما، وإنما كانت عبارة عن مشاركة ودعم خفيف.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "لفجر"، أن هذا الدعم جاء نتيجة انحياز عبد الناصر للجمهورية الجزائرية التي كانت قد نالت استقلالها في هذا التوقيت، أمام الملكية المغربية.