تقرير: اعتياد الأطفال على تناول المشروبات السكرية يبدأ منذ الطفولة !
توصلت إحصائية أمريكية حكومية إلى أن الأطفال يشربون المياه الغازية بكثرة، على الرغم من التحذيرات والرسائل الصحية بضرورة الحد من استهلاكها وغيرها من المشروبات السكرية.
فبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، فإن حوالي ثُلثي الذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 19 سنة يتناولون مشروباً سكرياً واحداً على الأقل يومياً.
كما وجدت الإحصائية التي تناولت العادات الغذائية للأطفال في الفترة بين عامي 2011 و 2014 بأن المشروبات السكرية المُحلاة مسؤولة عن زيادة الوارد الكلي للأطفال من السعرات الحرارية بمعدل 7 في المائة.
يقول آشر روزينجر، الباحث في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: "لقد أظهرت الدراسات المختلفة بأن استهلاك المشروبات السكرية يرتبط بزيادة الوزن، وزيادة خطر السكري من النمط الثاني، وزيادة خطر ارتفاع مستوى الكولسترول، وجميعها حالات ذات عواقب صحية سيئة. كما يرتبط استهلاك المشروبات السكرية، بما فيها المشروبات الرياضية والعصائر والقهوة المُحلاة، بزيادة خطر أمراض القلب ونخور الأسنان".
يقول روزينغر: "يزداد استهلاك الأطفال للمشروبات الغازية وخاصة في سنوات المراهقة (بين عمر 12-19 سنة) دون أن نمتلك تفسيراً واضحاً لذلك. ومن جهة أخرى، فإن الإحصائية لم تتحرّ السلوكيات الغذائية للأهالي، وهو ما من شأنه أن يؤثر في سلوك الأطفال الغذائي أيضاً".
وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 13 مليون طفل ومراهق أمريكي يعانون من البدانة، الأمر الذي يزيد من خطر إصابتهم مستقبلاً بأمراض مثل السكري وأمراض القلب.
ومن النتائج المهمة الأخرى التي خلُص إليها التقرير:
الفتيان أكثر إقبالاً من الفتيات على استهلاك المشروبات السكرية (65 في المائة مقابل 61 في المائة).
يستهلك الفتيان حوالي 164 سعرة حرارية يومياً من المشروبات السكرية، في حين تستهلك الفتيات حوالي 121 سعرة يومياً.
تشكل المشروبات السكرية حوالي 4 في المائة من وارد السعرات الحرارية اليومي قبل سن المدرسة، في حين تُشكل حوالي 10 في المائة من وارد السعرات الحرارية اليومي في سنوات المراهقة.
كما وجد الباحثون فوارق عرقية وإثنية في معدلات استهلاك المشروبات السكرية، حيث يتناول الآسيويون كميات أقل منها مقارنة مع المجموعات العرقية الأخرى.
والمشروبات السكرية التي اشتملت عليها الدراسة هي: المياه الغازية التقليدية، عصائر الفواكه المُحلاة بالسكر، مشروبات الطاقة، المشروبات الرياضية، المشروبات الساخنة المُحلاة بالسكر. ولم تشتمل الدراسة على عصائر الفاكهة الطبيعية 100 في المائة دون إضافة سكر، ولا المشروبات المُحلاة من قبل المستهلك نفسه، ولا المشروبات الكحولية ولا الحليب المُضاف له نكهات.
وتنصح التعليمات الإرشادية الحالية بالحد من استهلاك السكر المضاف من جميع المصادر لأقل من 10 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، وتجنب المشروبات المحلاة بالسكر بشكل كامل.
تقول اختصاصية التغذية لونا ساندون، مديرة برنامج التغذية السريرية والأستاذة بجامعة تكساس الأمريكية: "إن المشروبات السكرية لا تزود الجسم بأية قيمة غذائية، وهي تحد من استهلاك الشخص للمشروبات المفيدة مثل الحليب. أضف إلى ذلك أن بعض المشروبات الغازية غني بالفوسفور، وإن زيادة مستويات الفوسفور في النظام الغذائي قد تؤثر سلباً في صحة العظام على المدى الطويل".
وتنصح ساندون باستهلاك الماء المُنكّه (بدون إضافة سكر) أو عصائر الفواكه الطازجة أو الحليب الخالي من الدسم بدلاً من المشروبات السكرية.