هل تصلح لحوم الماشية المصابة بالحمى القلاعية للاستهلاك الآدمي؟.. طبيب بيطري يجيب‎

محافظات

ماشية - ارشيفية
ماشية - ارشيفية


انتشر في الآونة الأخيرة مرض "الحمى القلاعية" بمحافظة المنوفية؛ حيث اضطر هشام عبدالباسط، محافظ الإقليم؛ والدكتور مجدي أبو الليل، مدير مديرية الطب البيطري؛ إلى غلق أسواق الماشية بناحية أشمون ومنوف وجزي لحين الانتهاء من أعمال التحصين ضد هذا المرض؛ وذلك لظهور بعض الحالات المصابة، بالإضافة إلى ظهور المرض بقرية بلمشط التابعة لمركز منوف، حيث تم اتخاذ الاجراءات الوقائية بتحصين ما يقرب من نصف مليون رأس ماشية، وتتابع الإدارات البيطرية أخذ عينات من الحيوانات المشتبه بها وتحصينها للعمل على خفض الحمل الفيروسي للمرض والحد من انتشاره.

وتحدث الدكتور أحمد عبدالسلام الدهشان، طبيب بيطري، عن مرض الحمى القلاعية ومدى تأثيره على الحيوانات والخسائر الناجمة عنه للمربين وأصحاب المزارع، قائلاً إن مرض الحمى القلاعية مرض فيروسي شديد الانتشار وترجع تسميته بالقلاعية نسبة إلى شده انتشاره في كل مكان عن طريق الهواء وإلى السفن، ويوجد منه 7 أنواع ويُصيب الحيوانات والمواشي من أبقار وجاموس وأغنام وهناك نوع يُصيب الخنازير ويُسبب ارتفاع شديد في درجة الحرارة يتبعها ظهور تقرحات بالفم والقدمين بين الأظافر وأيضاً عدم القدرة علي الطعام والحركة وفقدان في الوزن وإنتاج اللبن مما يسبب خسارة فادحة للمربين وينعكس ذلك علي الاقتصاد القومي لتأثيره علي اللحوم والألبان.

ويضيف "الدهشان" أن المرض يسبب "الموت" في العجول الصغيرة حتى سن ستة أشهر نظراً لإصابة القلب بما يعرف Tiger Heart ويكمن السر في انتشار المرض سريعاً لأنه ينتقل عن طريق الهواء الذي يحمل الفيروس من الحيوانات المصابة إلى السليمة نظراً لوجود الفيروس في السائل اللعابي للحيوانات المصابة والمختلط بسائل الحويصلات الموجودة بالفم، وتابع يعتبر هذا المرض من الأمراض التي تقلل من مناعة الحيوانات؛ فينشط معها بعض أنواع البكتريا التي تسبب ما يعرف بالعدوى الثانوية والتي تُعتبر السبب الرئيسي للموت المفاجئ للحيوانات وهو ميكروب الباستيوريلا وميكروب الكلوستريديا، وتظهر علي الحيوانات المصابة بأعراض تنفسية ونزيف ثم وفاة مفاجئة.

ويكشف "الدهشان" عن طرق الوقاية من هذا المرض الخبيث، حيث أكد أنه لابد من التحصين الدوري بالتحصين المحلي والذي يشمل العترات المحلية الموجودة والتي تم عزلها محلياً، أما بالنسبة للوقاية وقت حدوث المرض علي المستوي الخاص، موجه رسالته إلى المربين وأصحاب المزارع؛ عند حدوث اشتباه في أياً من الحيوانات لابد من عزلها فوراً ومنع الاختلاط بينها وبين الحيوانات السليمة واستخدام المطهرات، أما في رسالته علي المستوي العام وجهها إلي "الدولة" قائلاً لابد من غلق أسواق المواشي العمومية ومنع انتقال الحيوانات الحية بين المناطق واحدة تلو الأخرى كما نري؛ وعمل تحصين حلقي من الخارج إلي الداخل أي من المناطق السليمة إلي المناطق المصابة، وبالنسبة إلي طرق العلاج فتشمل إعطاء خافض حرارة ومضاد التهاب ورافع مناعة مثل بعض الفيتامينات التي تساعد في إعادة بناء الأنسجة المتهتكة واستخدام المضادات الحيوية المتخصصة في علاج العدوى الثانوية، وهناك ما يسمي "الأنترفيرون" والذي يدفع الجهاز المناعي للحيوان علي إخراج أجسام مناعية غير متخصصة Specific anti bodies تُهاجم الفيروس، كما شدد علي أن لحوم الحيوانات المصابة بالحمى القلاعية لا تصلح للاستخدام الآدمي.