في اليوم العالمي لمرض "الجذام".. المسوح الصحية بمصر متوقفة من 2006.. والحكومة "محلك سر"
في اليوم العالمي للجذام، تتجه معظم دول العالم أجمع إلى متابعة آخر إحصائية قامت بها وزارة الصحة التابعة لها عن المرض وانتشاره ومباشرة علاجه ونسب الشفاء فيه، ولذلك شهدت مكافحة الجذام تحسنًا كبيرًا بفضل الحملات الوطنية ودون الوطنية التي شنتها معظم البلدان التي يتوطنها المرض، إلا أنه على النقيض في مصر، حيث كانت آخر إحصائية عن الأمراض الوبائية في عام 2006، وحتى الآن لا توجد إحصائيات جديدة تكشف عن آخر ما وصل إليه هذا المرض، رغم انتشاره مؤخرًا بمناطق الصعيد.
معلومات عن "الجذام"
ويذكر أن مرض الجذام، معدي ومزمن تسبّبه المتفطرة الجذامية، وهي عصيّة قضيبية الشكل تقاوم الحمض، ويعيش هذا المرض، في الجلد والأعصاب المحيطية والغشاء المخاطي للسبيل التنفسي العلوي وكذلك العينين، منتشر في المناطق الآسيوية، والإفريقية، وكذلك في أمريكا الجنوبية.
عُرف الجذام في الحضارات القديمة في الصين ومصر والهند، ويعود إلى عام 600 قبل الميلاد تاريخ أوّل إشارة كتابية معروفة إليه، وعلى مدى التاريخ كان المصاب، في كثير من الأحيان، يعيش منبوذًا وحيدًا بعيد عن أسرته وعائلته.
العدوى
تحدث العدوي عن طريق دخول الفيرس عن طريق الاستنشاق، أو الطعام، أو التلامس الجلدي، أو من خلال الغشاء الخاطي، وساعد على انتشاره عدة أسباب يجب على الجميع توخي الحظر منها، مثل سوء التغذية، والسكن غير مناسب، والمستوى المتدني من الحياة والتربية، ومخالطة أشخاص مصابين لفترة طويلة.
العلاج في الأربعينات
ورغم أنّ الجذام كان يُعالج بطريقة مختلفة في الماضي، فإنّ الطفرة الأولى في علاجه حدثت في الأربعينات إثر اكتشاف دواء "الدابسون" الذي أوقف المرض، ولكن فترة علاجه كانت تأخذ العديد من السنوات، بل وأنها كانت كثيرًا تمتد طوال عمر المريض، فكان من الصعب على المريض متابعة العلاج.
العلاج في الستينات
وفي فترة الستينات بدأ الجذام الناجم عن المتفطرة يقاوم دواء الدابسون، وهو الدواء الوحيد المعروف بالعالم في ذلك الوقت لعلاج الجذام، واكتُشِف في مطلع الستينات "الريفامبسين والكلوفازيمين"، وهما المكوّنان الآخران للعلاج بأدوية متعدّدة، وفي عام 1981، أوصى فريق دراسة تابع لمنظمة الصحة العالمية باستخدام علاج متعدّدة الأدوية يتألف من ثلاثة أدوية هي: الدابسون والريفامبسين والكلوفازيمين، وتمكّن هذه التوليفة الدوائية شفاء المريض.
خطة استراتيجية في العالم
ومع وضع العالم لاستراتيجية علاج، تحسنت كثيرًا مكافحة الجذام بفضل ما تفعله الدول، وأصبح تشخيص المرض وعلاجه من الأمور السهلة، وذلك نتيجة تعاون الخدمات الأولية لمكافحته في القائم من الخدمات الصحية العامة، وفي إطار تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الجذام للأعوام 2011-2015، تزيد الآن البرامج الوطنية لمكافحته من تركيزها على الفئات السكانية التي تعاني من تخلف وتأخر، للقضاء على الجذام.
توقف المسح الصحي في مصر منذ سنوات
ورغم مباشرة الدول للمرض، إلا أنه بالكشف عن ملامح خريطة المرض في مصر، تجد أن الدولة صاحبة الأرقام القياسية في الإصابة بالأمراض المختلفة، كان أخر مسحي صحي أجرته عام 2006م، وحتى الآن لم يصدر أي مسح جديد يحدد الأمراض الوبائية في مصر.
انتشار الجذام في مناطق عدة
وظهر مرض الجذام فجأة في مناطق بالصعيد، خصوصًا في مركزى قنا وإسنا، ثم امتد إلى نجع حمادى وأصاب ما يقرب من 529 مواطنًا، بعد أن أعلنت وزارة الصحة أن معدل انتشار المرض وصل إلى أقل من حالة واحدة من بين كل 10 آلاف شخص منذ عام 1994.