"ناشيونال انترست": أمريكا فكرت بغزو السعودية

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أسفر قرار السعودية ودول الخليج العربى بفرض حصار بترولى على الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب دعمها للكيان الصهيونى بحرب 73، عن خيبة أمل بواشنطن، حين كان لانخفاض النفط صدى قوياً على الاقتصاد الأمريكى والعالمى.

 

وأشارت مجلة "ذى ناشيونال انترست" الأمريكية، فى تقريرها اليوم إلى أنه حتى بعد انتهاء الحصار فى مارس 1974، كان الضرر قد وقع بالفعل، فتضاعفت أسعار النفط وأسفرت عن أعوامن من الركود والتضخم.

 

وأضافت أنه لن ينسى أمريكى عاصر فترة السبعينات من القرن الماضى، الطوابير الطويلة أمام محطات البنزين.

 

وكشفت وثائق للحكومة البريطانية عام 2004، أن الولايات المتحدة بحثت وقتها استخدام القوة العسكرية للسيطرة على كافة حقول النفط بالشرق الأوسط.

 

وأضافت أن الدول الغربية الصناعية الكبرى أحسّت أنها رهينة أمام دول نفطية صغيرة في ذلك الوقت أمام أعضاء منظمة أوبك، وخضعت وارتعشت أمامها من أجل عودة الحياة للاقتصاد العالمى.

 

وأظهرت الوثائق وجود قلق بين زعماء بريطانيا بعد محادثة وزير الدفاع الأمريكى جيمس شيلسينجر، والسفير البريطانى بأمريكا لورد كرومر.

 

وقال شيلسينجر للسفير البريطانى إنه لا يعلم كيف أن أمريكا لم تستخدم القوة العسكرية، وأوضحت الصحيفة أن إحدى نتائج القرار السعودى بالشرق الأوسط هو أن الرأى العام العربى كان مقتنعاً بخضوع أمريكا، لذا كانت هناك رغبة باستخدام القوة لتغيير ذلك الانطباع.

 

وأضافت المجلة، أن كلمات وزير الدفاع الأمريكى أصابت رئيس الوزراء البريطانى إدوارد هيث، بالقلق الشديد، وتلميحاته باستخدام القوة العسكرية، والتى طرحها وزير الخارجية الأمريكى آنذاك "هيرى كيسنجر".

 

وتابعت أن ذلك الأمر دفع الاستخبارات البريطانية للتحقيق بنوايا أمريكا الحقيقية، وتوصل التقرير إلى أن واشنطن كانت تبحث عدم التسامح مع ذلك الوضع بخضوع أمريكا وحلفائها تحت رحمة دول صغيرة.

 

ووفقاً للتقرير، أن أمريكا كانت تفضل عملية عسكرية سريعة للسيطرة على حقول النفط، تعتمد على كتيبتيْن فقط، إحداها بالسعودية، والأخرى بالكويت، وربما ثالثة بأبوظبى، وقوة بحرية بالمحيط الهندى لضمان نجاح المهمة.

 

وقدّرت اللجنة المشتركة للمخابرات البريطانية أن السيطرة على حقول النفط بقيمة "28 مليار" طن وقود، سيكون كافياً لتزويد احتياجات أمريكا وحلفائها، بينما حذّر من أن ذلك التحرك يجب أن يدوم لـ10 أعوام، بجانب أنه سيثير عداء شديد بالعالم العربى، وقلق من رد الفعل السوفيتى تجاه الغزو، حيث ساد انطباع بأن موسكو كانت ستنصح باللجوء للدعاية وليس القوة.

 

وأوضح التقرير أن أمريكا كان بمقدورها السيطرة على حقول النفط بدون أية صعوبة حال استخدامها القوة، لعدم امتلاك السعوديين أسلحة متقدمة، مثل التى تمتلكها الأن، وبالنسبة للكويت فهى عجزت أيضاً عن وقف غزو صدام حسين عام 1990.

 

وفى النهاية، تراجعت أمريكا عن خطة التحرك العسكرى بالسعودية والخليج، حتى لا تثير صعود التيارات الإسلامية الراديكالية بالمنطقة.

 

وبعد عقود من الأزمة، ترى المجلة الأمريكية أن أفضل حل لتجنب حدوث سيناريوهات مشابهة هو الاعتماد على مصادر طاقة جديدة، حتى لا تضطر واشنطن وغيرها للاعتماد على النفط الأجنبى.