منال لاشين تكتب: 25 يناير.. والكارت الأحمر

مقالات الرأي



فى كل يوم يوجه خصوم ثورة 25 يناير سهامهم وشتائمهم إلى صدر أشرف ثورة شعبية عاشتها مصر، وبالطبع لا يجد خصوم الثورة سهما أكثر من تدنى جميع الأوضاع فى مصر، ويتجاهل هؤلاء الخصوم وما أكثرهم أن الثورة لم تحكم مصر ولا يوم ولا حتى ساعة، فبعد تنحى مبارك عاد المصريون والشباب بكل نقاء إلى منازلهم وأعمالهم وحياتهم. وتؤكد السنوات الست الماضية أن هذه الخطوة هى أكبر وأهم أخطاء ثورة 25 يناير، لأن خصوم الثورة سرعان ما انقضوا على الحكم ومنعوا تحقيق أهداف الثورة، وفى سبيل هذا الهدف جرت تحالفات مؤقتة بين أعداء تاريخيين، وتحين كل طرف الفرصة للإجهاز على كل أهداف ومعانى ثورة 25 يناير، بما فى ذلك البكاء والتحسر على الثورة باعتبارها فى عداد الأموات.

وربما تكون الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لم تتحسن عما قبل ثورة 25 يناير، ولكن ذلك لا يعنى أننا كنا نعيش فى نعيم ورفاهية وعدل وأمان، فخصوم الثورة يحاولون بشتى الطرق الإيهام بأن مصر كانت جنة الله فى أرضه أيام مبارك، وذلك اعتمادًا على أن المصريين بلا ذاكرة من ناحية، ومن محبى ومؤيدى الاستقرار من ناحية أخرى.

وساهم فى الشحن ضد الثورة التصور الخاطئ بأن مصر ستتحول للعراق أو سوريا أو اليمن إذا أطلت ثورة يناير من سباتها أو قبرها بحسب مفهومهم أو بالأحرى أحلامهم.

ولكل هؤلاء أؤكد لهم أن الثورة لم تمت وأنها حققت واحدا من أكبر الأهداف، فقد تحولت فى ذاكرة الحكام والمؤسسات إلى كارت أحمر، كارت أحمر حتى لو لم نرفعه فى وجهة النظام، فسوف يظل هذا الكارت لسنوات طويلة يجعل الجميع يفكر ألف مرة بل مليونًا قبل أن يطل الاستبداد مرة أخرى فى مصر، كارت أحمر لكل مسئول يريد أن يتحول إلى ديكتاتور فى موقعه،

كارت أحمر قد لا نراه، ولكنه يزور كثيرين فى أحلامهم، آسفة أقصد فى كوابيسهم، فسلام على ثورة 25 يناير الحلم الذى لم يصل للسلطة.