سيد حجاب.. سجين عهد "عبدالناصر" ومُحب "السيسي"
توفي مساء اليوم الأربعاء، الشاعر سيد حجاب، عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض، وسط حالة حزن طرقت أبواب الوسط الثقافي في مصر، خاصة لرحيل الشاعر بعد رحلة عطاء قدم خلالها عدد من الأعمال التي أثرت في الشعب المصري ككل.
صداقة "حجاب" و"الأبنودي"
سيد حجاب، من مواليد مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية في 23 سبتمبر 1940، والتحق بقسم العمارة بكلية هندسة جامعة الأسكندرية عام 1956، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة لدراسة هندسة التعدين عام 1958، وفي إحدى ندوات القاهرة التقى حجاب والشاعر عبد الرحمن الأبنودى، ونشأت بينهما صداقة بعد هذا اللقاء، ثم تعرف إلى أستاذه الثالث صلاح جاهين الذي تنبأ له بأنه سيكون صوتا مؤثرا في الحركة الشعرية.
تعلم سيد حجاب للشعر
وتعلم "حجاب"، الشعر على يد والده، فقد كان يشاهده في جلسات المصطبة الشعرية وهو يلقى الشعر للصيادين في مباراة يلقي فيها كل صياد ما عنده فكان يدون كل ما يقوله الصيادون ويحاول محاكاتهم وكان يخفى عن والده حتى أطلعه على أول قصيدة كتبها عن شهيد باسم "نبيل منصور" فشجعه والده على المضى قدما في هذا الاتجاه حتى دخل المدرسة وصادق المعلم الثاني شحاته سليم نصر مدرس الرسم والمشرف على النشاط الرياضى والذي علمه كيف يكتب عن مشاعر الناس في قريته.
وفى منتصف الستينات من القرن الماضي احتفى المثقفون بأول ديوان له "صياد وجنية"، وبعده انتقل إلى الناس عبر الأثير من خلال مجموعة البرامج الإذاعية الشعرية "بعد التحية والسلام" و"عمار يا مصر" و"أوركسترا"، وقد كان الأبنودى يقدم معه البرنامج الأول بالتناوب، كل منهما يقدمه 15 يوما وبعد فترة انفصلا وبدأ كل منهما يقدم برنامجا منفصلا. كما شارك سيد حجاب في الندوات والأمسيات الشعرية والأعمال التليفزيونية والسينمائية في محاولة للوصول للجمهور، وقدمه جاهين لكرم مطاوع ليكتب له مسرحية "حدث في أكتوبر".
السجن في عهد "ناصر"
وكان لـ"حجاب" عدة أراء حول رؤساء مصر، فقال: سُجنت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1966، لمطالبته مع شباب جيله بالديمقراطية، لأنه كان يرى أن دور المبدع والمثقف في دول العالم الثالث لابد أن يكون دوما على يسار الدولة، والشعر الحق يسعى لخلق الحق والخير والجمال، حسب تعبيره.
سيد حجاب و"السادات"
أما عن رأيه في الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فيقول: عصر السادات سار على خطى عبد الناصر بأستيكة وحول مصر من دولة منتجة الى شعب استهلاكي وفى كل الاحوال نجد ان الجيش والشعب هم أصحاب نصر أكتوبر ولا يمكن أن ننسبه للسادات وحده كما اعرب الشاعر سيد حجاب عن اندهاشه من ترك المجال للبعض لتشويه ثورة 25 يناير وشبابها ومحاولات استنساخ النظام القديم وطالب بتفعيل تحفظات المجلس القومي لحقوق الانسان على قانون التظاهر وانه يرفضه بشكله الحالى .
سيد حجاب و"مبارك"
ويبدو من تصريحات "حجاب" أنه كان له مواقف معادية للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فكان يرى أن المصالحة مع رجال مبارك يهدد الوطن، كما رفض إتهامات الإخوان بأنه "شاعر مبارك"، قائلًا: "الإخوان اعتادوا على وصفي بأني شاعر عصر مبارك، معتقدين أني صاحب أغنية اخترناك التي تم غناءها للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك"، مشددا على أنه لم يكتب ''اخترناك''، وأنه كتب طوال مشواره قصيدة واحدة للرئيس جمال عبد الناصر وأخرى للشاعر صلاح جاهين.
سيد حجاب و"مرسي"
ووصف حجاب فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي بأنها جملة اعتراضية ساقطة في تاريخ مصر، لافتا إلى أن التاريخ قد يتخذ مسارات متعثرة، وتوقع حين قال تلك الكلمات أن القادم أجمل لمصر مستعينًا بقول الشاعر صلاح جاهين ''بكرا أجمل من النهاردة''، قائلًا: "أي مؤمن بالله لابد أن يدرك أن التاريخ في تقدم دائم ولا عودة للوراء".
"حجاب" والرئيس السيسي
وإعتبر الشاعر الراحل أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو فارس أحلام المصريين كما أنه محقق أحلام الشعب بعد أن تم تفويضه بذلك، وبناءًا على ذلك كان مؤيدًا لثورة 30 يونيو 30 يونيو وإعتبرها محت كل الأفكار المنحرفة التي تتاجر بالدين، لأنه كان يرى أن الإخوان قد أساءوا للدين والسياسة وعرضوا الوطن للانقسام، كما رأي أن 25 يناير، ثورة شعبية عظيمة، غير مسبوقة فى التاريخ الإنسانى، وما حدث فى تونس أيضًا ثورة عظيمة".