ليس قتل الإماراتي وحده.. "إخوان ليبيا" يمنعون حق الحياة عن الشعب الليبي بأكمله.. وخبراء يؤكدون: يستخدمون الإرهاب لتمكينه
أصبح الإخوان المسلمين يمثلون حجر عثرة قوية، في وجه أي استقرار تسعى إليه الدول، ففي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات قادة الجماعة، بأنهم يتحاكمون دائما إلى شريعة الله، نراهم في ذات التوقيت، ينافقون ويخالفون هذا، فالقتل والإرهاب لدى الإخوان أصبح شيئا عاديا، وهو ما يحدث الآن في ليبيا.
فبعد الفضيحة الأخيرة من قتل مواطن إماراتي، يدعى يوسف ولاياتي، إثر اتهامه زورا بأنه يعمل لصالح المخابرات الإماراتية، وفق ما أكدته الكثير من المصادر، يلعب الإخوان أيضا دورًا بارزًا في تعميق الخلاف الوطني الليبي، بعد حرصهم الدائم على عدم النظر إلى المصلحة العامة للدولة الليبية.
قتل الإماراتي يوسف ولاياتي
كان هذا آخر ما أعلن عن جرائم جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وبالطبع فليس الأخير، وإنما تستمر الجماعة في الترهيب، والإرهاب، وتعطيل الحياة السياسية الليبية، فجنون السلطة لديهم، لم يعد يمنعهم من قتل الأبرياء، وتشكيل المليشيات التابعة لديهم، وهي ما يعرف "بمليشيات فجر ليبيا" التي ترتكب الفظاعات كل يوم، ولا تخفى فضيحتها الأخيرة، التي استحلت فيها دماء المواطن الإماراتي، يوسف ولاياتي، الذي قتلته جماعة الإخوان، بعد احتجازه عامين كاملين، لحجج واهية، حسبما أكدت المصادر.
تدمير التوافق السياسي الليبي
لم يقف الأمر على تكريس الجماعة للقتل، ومنع مواطن إماراتي حقه في الحياة، وإنما تلعب الجماعة دورًا تخريبيًا أكبر من ذلك، فهي تمنع حق الحياة عن ليبيا وتذبح شعبها عن طريق مليشياتها، فما إن تخطو الجماعة السياسية في ليبيا، تجاه التوافق إلا ويقابلها خطوات مسرعة للإخوان لهدم هذا التوافق، والسعي الحثيث نحو تخريبه، وتعطيله، والتهديد بفعل الأفاعيل من خلال المليشيات.
السيطرة على المؤسسات الليبية بقوة السلاح والإرهاب
ومن قبيل تعطيل الحياة السياسية الليبية، ومنع إتمام أي مسعى سياسي، يحاول لملمة الجراح الليبية، كانت هذه الفضيحة الأخرى التي شهتها الأيام القليلة الماضية، وهو ما أعلن عنه رئيس حكومة الإنقاذ الوطني، التابع لجماعة الإخوان في طرابلس الليبية،"خليفة الغويل" ، سيطرته على مؤسسات العاصمة الليبية، بل وتفاخر الغويل بمليشياته المسلحة، قائلا: "إن القوات التابعة لنا سيطرت على عدد من الوزارات الليبية، وهي وزارة الدفاع، وزارة العمل، وزارة الجرحى، ووزارة العدل، ووزارة الاقتصاد".
تهديد بالحرب والتدمير
ولم يكتفي رئيس حكومة الإخوان في ليبيا، بالسيطرة المسلحة على المؤسسات الليبية، وإنما بسط لسانه بالتهديد من خلال التعامل العسكري، مع أي ظهور لأي قوة معادية في العاصمة طرابلس، زاعما أن السبب في ذلك كان فشل اتفاق الصخيرات في المغرب، قائلا: "لم يصل بالشعب الليبي والبلاد إلى أية حلول" واعتبره بذلك ملغيا، وفق تعبيره ائنذاك.
تكريس الحل العسكري
ويعلق الدكتور "كامل عبد الله" المتخصص في الشأن الليبي، والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الإخوان في ليبيا، لا يهمهم على الإطلاق استقرار الحياة السياسية الليبية، وإنما يلعبون بالأساس على مدى كسبهم سياسيا، وتواجدهم في السلطة، حتى وإن كان ذلك على حساب الشعب الليبي.
وأضاف عبد الله في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن السيطرة التي تمت على المؤسسات الليبية، في غضون الأيام الماضية، كانت بعض الشيء وهمية وليست سيطرة بالمعنى الحقيقي، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أنهم دخلوا الوزارات وقاموا بأخذ لقطات فقط، وهو ما يأتي من قبيل تصوير الكذب.
وشدد المتخصص في الشأن الليبي، أن هذه الاستفزازات التي بدأها الإخوان في ليبيا، ستكرس للتصعيد العسكري القوي في الأيام المقبلة، مبينا أنهم يسعون لمكاسب عسكرية، قبل المشاورات المزمع عقدها في شهر فبراير المقبل، مؤكدًا أن هذه التصعيدات، ستؤثر بالسلب كثيرًا على التحركات السياسية، وجهود حل الأزمة في ليبيا.
يتسببون في تواجد القوى الغربية
من جانبه أكد هشام عبد الفتاح، المتخصص في الشأن الدولي والباحث في العلاقات الدولية، أن الإخوان يلعبون دورًا تخريبيًا قويًا في ليبيا، مشيرًا إلى أن ما حدث من سيطرة الإخوان على تلك المؤسسات، يأتي في بوتقة تكريسهم الحل العسكري، برغم ما تنتهجه الكثير من الدول، لا سيما مصر في إيجاد حل للأزمة الليبية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن ما يحدث من تكريس الحل العسكري، في ليبيا من قبل الإخوان، يسبب تدخلا قويًا للمصالح الغربية، والقوى الدولية الكبرى، وبالتالي يجعل ليبيا محط استهداف من قبل تلك القوى التي تراها دائما، مطمعا كبيرا لها نظرا لإستراتيجيتها، وما تحمله من أسباب التدخل.
تستخدم المليشيات التخريبية
كما أكد الدكتور سعيد اللاوندي، المتخصص في الشأن الدولي، أن جماعة الإخوان في ليبيا، أصبح توجهها معروفًا بمعالجة الأمور، من خلال المليشيات التخريبية، التي لم تقتل فقط المواطن الإماراتي، وإنما ترتكب كل يوم جرائم في حق الشعب الليبي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الإخوان المسلمين في ليبيا، بجانب ممارستهم الإرهاب، من خلال تشكيل المليشيات، يمارسون دورا وضيعا أيضا من خلال وقوفهم الدائم والمستمر أمام الحلول السياسية، التي تحاول القوى السياسية الليبية، إيجاد نوع من التوافق، إلا أن الإخوان يقفون في وجه ذلك دائما، نظرا لإرادتهم الدائمة في الاستئثار بالسلطة.