في ذكرى 25 يناير السادسة.. كيف سرق الإخوان الثورة؟.. منشقون عن الجماعة يجيبون
عقب مرور 6 سنوات على قيام ثورة يناير، لازال هناك الكثير من الخبايا التي لم تعلن للجميع عما دار في كواليس الجماعات المغلقة وما دار بين النخب السياسية بعضهم البعض تجاه ما كان يحدث في الميادين من مواجهة بين الثوار ونظام مبارك.
كان من أبرز هذه الخبايا ما حدث بين قيادات جماعة الإخوان والقيادات المدنية من جهة وبينهم وبين من كانوا في سدة حكم نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
دور النخبة في سرقة الإخوان للثورة
قال الدكتور ثروت الخرباوي، المفكر الإسلامي والمنشق عن جماعة الإخوان، إن جماعة الإخوان كانت التنظيم الوحيد المنظم في ظل تشرذم وتفكك الأحزاب المدنية التي لم تكن تمتلك قاعدة جماهيرية على أرض الواقع، فضلا عن القوى السياسية الشبابية التي كانت تتعامل مع الأوضاع السياسية بمزيد من المراهقة، وهو من ساعد الجماعة على جني ثمار الثورة.
وأضاف "الخرباوي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الإخوان استغلو النخب السياسية والقيادات الشبابية من جهه، وقيادات المجلس العسكري من جهه أخرى، وذلك عن طريق التلاعب بهم حتى مكنهم من الوصول إلى السلطة، مستشهدًا ببعض الأسماء التي اتهمها بمساعدة الإخوان في الوصول إلى سدة الحكم في مصر، وهم "ممدوح حمزة، وحمدي قنديل، وجورج اسحاق، علاء الأسواني"-بحسب قوله.
وأشار المفكر الإسلامي والمنشق عن جماعة الإخوان، إلى أن هؤلاء النخب السالف ذكرهم ساعدوا الإخوان في تحقيق أول نصر لهم وهو النجاح في أن يجعلوا الانتخابات البرلمانية تسبق الدستور، وذلك عن طريق بما وصفه بـ"عدو الشعب الأول، المستشار طارق البشري، الذي أعد وثيقة المبادىء فوق دستورية، متهمًا بعض القيادات الليبرالية واليسارية بالتحالف مع الإخوان في هذه الفترة عن طريق ترشيح أنفسهم على قوائم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة آنذاك.
تورط الجماعة بعمليات نوعية في الثورة
واستبعد المفكر الإسلامي والمنشق عن جماعة الإخوان، أن يكون لجماعة الإخوان يد في الجرائم التي حدثت خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، ولكنه ذكر أن الجماعة كان لديها فرقة يطلق عليها الفرقة (95)، التي كانت بقيادة محمد كمال وأسامة ياسين التي كانت مختصة في إحداث عمليات نوعية.
اجتماع عمر سليمان السري والإخوان
وقال أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن الحالة التي وصلت إليها الأوضاع السياسية في البلاد خلال الفترة الراهنة ترجع ما وصفه بـ"خيانة"، جماعة الإخوان للثورة، وذلك عن طريق الصفقات التي قامو بعقدها مع المجلس العسكري من أجل اقصاء جميع الأطراف والقوى الأخرى.
وأضاف" بان"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن جماعة الإخوان بدأت تصدر أوامرها لقواعدها الشعبية في المحافظات للنزول في الثامن والعشرين من شهر يناير على هيئة سلاسل بشرية صغيرة، لافتًا إلى أن الجماعة بدأت في إصدار أوامرها بالنزول بشكل مباشر إلى الميادين بكافة أعضائها مساء التاسع والعشرين من الشهر ذاته.
وكشف الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان اجتمعت مع اللواء عمر سليمان في الثامن والعشرين من يناير بشكل سري؛ للمساوامة على انسحاب انصار الجماعة من الميدان مقابل الحصول على رخصة جمعية دعوية، موضحًا أن هذا الاجتماع الذي عقد مع بعض قيادات الجماعة وبعض من شباب الميدان مع "سليمان"، في أعقاب الخطاب الذي وصف بالخطاب العاطفي لمبارك، وذلك في الثالث من شهر فبراير.
وأكد الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان وافقت بالفعل بالمساومة، وبدأ تصدر أوامرها بالانسحاب من الميادين، إلا أن رفض قطاع واسع منهم بالانسحاب.