الاتحاد الأوروبي يكشف عن خطة تحرك جديدة تجاه ليبيا في ملف الهجرة
تكشف المفوضية الأوروبية في بروكسل، غدًا الأربعاء، عن خطة تحرك جديدة في مجال التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية القادمة تحديدًا من الساحل الليبي، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الإيطالية على المسؤولين الأوروبيين للتحكم في موجات تدفق النازحين المستمرة بوتيرة كبيرة حاليًا.
وقال مصدر أوروبي، اليوم الثلاثاء، إن الكشف عن الخطة الجديدة يندرج ضمن الإعداد لقمة مالطا الأسبوع المقبل، التي ستكرس جانبًا رئيسًا منها لمعاينة ظاهرة الهجرة وسط المتوسط، موضحًا أن التركيز الأوروبي في هذا التحرك موجه إلى ليبيا بالدرجة الأولى ومصر أيضًا ذات الأهمية بالنسبة للتعامل مع الدول التي يعبرها المهاجرون.
ويجتمع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في العاصمة المالطية فاليتا يوم 3 فبراير المقبل؛ حيث من المقرر أن يبحث الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن عن استراتيجية ذات مصداقية للتعامل مع ملف الهجرة القادمة من أفريقيا بشكل عام.
ووفق المعلومات المتوفرة فإن خطة التحرك الأوروبية الجديدة تتضمن عدة جوانب محددة، وأولها تكثيف عملية تدريب خفر السواحل الليبيين وتشجيع تعاون فعلي في ملف الهجرة بين الدول المغاربية وتنسيق التحركات بين الدول الأوروبية نفسها.
وتحدث وزير خارجية مالطا جورج فيلا حول تعامل الرئاسة المالطية للاتحاد الأوروبي مع ملف الهجرة يوم الثلاثاء أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي مركزًا على الوضع السياسي الخاص الذي تمر به ليبيا.
وقال مصدر دبلوماسي لـ«بوابة الوسط» إن من بين الأفكار المطروحة إرساء مركز أوروبي للإنقاذ في عرض الساحل الليبي وتعزيز قدرات عملية «حصان البحر» التي تنص على تعاون مغاربي أكبر ودعم التعامل العملي بين ليبيا ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة.
وبين المصدر أن إيطاليا تناقش حاليًا مع ليبيا اتفاقية معقدة حول الهجرة ولكن لن تكون نافذة سوى على المدى الطويل، وأن تركيز بروكسل هو على المدى القصير ومن هنا يندرج التوجه أيضًا نحو مصر.
وتعرض المفوضية الأوروبية التي ستتحدث باسمها غدا الأربعاء فيديريكا موغيريني تحسين ظروف إعادة المهاجرين لدولهم الأصلية ومراقبة أفضل للحدود الخارجية الأوروبية والدفع باتفاق لإقامة نظام لجوء أوروبي.
ولكن الدبلوماسيين يعتبرون أن ظاهرة الهجرة باتت تخرج تدريجا عن السيطرة وأصبحت معضلة هيكلية في القارة الأفريقية.
وأكد خبير عسكري أوروبي لـ«بوابة الوسط» أن المعضلة الأولى حاليًا تتمثل في ضبط الحدود الجنوبية لليبيا، وأن الساحل الليبي لا يعد سوى امتداد لما يجري في جنوب البلاد.
وقال فابريس ليجيري مدير وكالة «فرونتكس» الأوروبية للحدود الخارجية، اليوم الثلاثاء، إن 180 ألف شخص وصلوا إلى إيطاليا العام الماضي قادمين من ليبيا، وكشف أن الاتحاد الأوروبي قرر خلال الفترة المقبلة تأجير سفن للرقابة بأطقم دولية واقتناء معدات للمراقبة الجوية لضبط الحدود الخارجية للتكتل.
كما كشف المسؤول الأوروبي أن وكالة «فرونتكس» بدأت بجمع المعلومات عن مهربي البشر في ليبيا والحصول على معلومات «ثمينة» من المهاجرين أنفسهم، كما أوضح أن التركز سيجري على التحكم في موجات المهاجرين قبل وصولهم إلى ليبيا نفسها معلنًا أن وكالة «فرونتكس» أنهت مهمة تأهيل 80 من خفر الساحل الليبي بالفعل.