شيوخ: القوات المسلحة تنزع فتيل أزمة بين بعض القبائل العربية والقوات الأمنية
شيوخ القبائل : القوات المسلحة والمخابرات تدخلت لحل الأزمة.. تم الأتفاق علي التعامل بمصداقية مع القبائل العربية .. عدم الزج بأي قبيلة في مسائل تتعلق بالإرهاب
رئيس المجلس الأعلي للقبائل العربية : أي فرد من أبناء القبائل يتعاون مع العناصر الإرهابية يتم " تشميسه " وليس له ديه
خبير عسكري : أي عملية تنفذها القوات الأمنية يكون أساسها معلومات إستخبارتية من البدو
أثارت الزوبعة الأخيرة بين بعض القبائل العربية والقوات الأمنية ، بعد العملية النوعية التي نفذتها القوات الأمنية الأسبوع الماضي، لغطاً وتساؤلات حول ولاء البدو للقوات المسلحة والشرطة المدنية ، وتساؤلات حول تعاون بعض القبائل مع العناصر الإرهابية ، خاصةً بعد قيام عدد من المظاهرات والتي قام بها أبناء القبائل أثناء تشييع جثامين العناصر التي صفتها الشرطة في عمليتها الأخيرة .
قال الشيخ الدكتور " سالم أبو غزالة " رئيس المجلس الأعلي للقبائل العربية والمصرية ، أن الحادثة الأخيرة التي قامت بها الشرطة المدنية وقتلوا فيها عشرة عناصر، قالت عنهم بعض القبائل أنهم من أبنائهم وأنهم كانوا معتقلين من قبل الشرطة، كانت نتيجة سوء فهم وتضارب في المعلومات ، وتدخلت قيادات من القوات المسلحة والمخابرات لحل المشكلة والتي اجتمعت مع شيوخ قبائل البدو وتم الاتفاق علي أن لا يزج بأسم أي قبيلة في مسائل إرهابية ، وأن يتم التعامل بمصداقية مع القبائل العربية ، وتم إحتواء الحادثة ، وبتالي ما أشيع أن قبائل الترابين والسواركة يعملان ضد الدولة والقوات الأمنية غير صحيح .
وتابع الشيخ " سالم أبو غزالة "، من الممكن أن يتم اختراق قبيلة أو أخري من قبل العناصر الأرهابية، أو أن بعض أبنائها يعتنق الفكر الإرهابي، وهو ما حدث في بعض الأحيان وسبب العديد من الحوادث الأخيرة ، ولكن القبائل العربية لها عادتها وتقاليدها القاسية بشأن المتحالفين مع العناصر الإرهابية ، وأي فرد يتعاون مع العناصر الإرهابية يتم " تشميسه " أي ترفع القبيلة يدها عنه ويصبح بدون حماية ولا تطلب القبيلة " دية " إذا قتل ، ويصبح هدفاً لأي شخص من أي قبيلة لقتلة .
وأضاف رئيس المجلس الأعلي للقبائل العربية والمصرية ، أن هناك علاقة صداقة قوية تربط القوات المسلحة بأبناء القبائل والبدو، وهو ما ينقص جهاز الشرطة في معرفتهم بعادات وتقاليد البدو و كيفية التعامل معهم مثلما يفعل الجيش، مشيراً أن شمال سيناء تحتاج أيضاً إلي جانب الجهود الأمنية إلي جهود دينية وحملات لتجديد الخطاب الديني، مؤكداً علي أن الخطاب الديني في سيناء ضعيف للغاية سواء في خطبة الجمعة أو في بعض الندوات والدروس الدينية، إلي جانب ضعف دور الأوقاف والأزهر في حملاتها لمكافحة الفكر المتطرف في سيناء .
ومن جانبه قال الشيخ " خالد عرفات " من قبيلة " الكُشاف" ، أن ما لا يعرفة الكثير، إن المواطنين في مدن العريش ورفح والشيخ والزويد والقري المحيطة بها، جميعهم من أبناء قبائل وعائلات كبيرة ، وليسوا جميعهم إرهابيين ومسجلين كما يعتقد البعض ، بالاضافة إلي الصورة الأعلامية السيئة التي تنقلها وسائل الأعلام عن البدو والقبائل العربية ، وهي ما تزيد حزننا للغاية ، ولا نجد تشجيعاً علي الرغم من الظروف السيئة التي يعانيها أبناء القبائل العربية ، ووجودهم بجانب الجيش والشرطة خلال عملياتهم وحروبهم ضد الأرهاب ، والتي استمرت لسنوات ، وكان البدو فيها من يدفع الثمن، ولكنه كان صامداً وظهيراً شعبياً للقوات الأمنية ، ولكن ما فجر الوضع في الفترة الأخيرة حادثة مقتل عشرة أشخاص من بينهم أبناء للبدو وعائلات لبعض القبائل العربية مثل الترابين والسواركة ، وكانوا معتقلين لدي الشرطة كما يقول شيوخ قبائلهم ، مما سبب سخط كبير لدي كثير من القبائل ، تحولت لمظاهرات، ولكن القوات المسلحة والمخابرات احتوتها في اللحظات الأخيرة .
وأضاف أن شمال سيناء ليست قرية أو مدينة تقدر أن تحصرها بسهولة ، فهي تضم وديان وجبال وسهول، من الصعب علي أي شخص ولو حتي بدوي أن يحصر ما بداخل تلك الوديان ، ولا تستطيع حتي الأقمار الصناعية رصد ما يتم داخلها ، ولا تستطيع المدرعات والمركبات دخول تلك الوديان لصعوبة جغرافيتها ووعورة السطح ، وبالتالي العناصر الارهابية أصبحت لا تختبئ في المدن والقري كما كان يحدث في السابق ، لأن البدو وشيوخ القبائل دائماً يبلغون عن العناصر الغريبة التي تتواجد في المدن والقري ، مما دفع بالعناصر الارهابية إلي تغيير أماكنهم خاصةً في الفترات الأخيرة إلي المغارات والوديان ، و قويام تلك العناصر بالأنتقام من البدو وتوزيع منشورات علي شيوخ القبائل التي تتعاون مع القوات الأمنية وتهديدهم بالقتل ، وبالفعل قاموا بقتل شيخ قبيلة كان دائم التعاون مع القوات الأمنية خلال الشهر الماضي .
وفي سياق متصل قال " محمد خضير " شيخ قبيلة العامرين ، إن القبائل العربية لم ولن يكون هناك خلاف بينهم وبين القوات الأمنية من الشرطة المدنية والقوات المسلحة ولو حتي علي مستوي القبيلة الواحدة ، حتي وإن حدثت بعض الحوادث والمواقف التي نتجت بسبب سوء الفهم كالحادثة الأخيرة، مشيراً إلي أن القوات المسلحة تدخلت فوراً لحل المشلكة في وقتها وأبدت المخابرات اهتمامها بالموضوع واجتمعت مع شيوخ القبائل العربية ووعدتها بتنفيذ المطالب التي اجتمع عليها شيوخ القبائل لعدم تكرار الحادثة ، وبعدها عقدت القبائل البدوية مؤتمراً أعلنت فيه أن أي خلاف مهما كان هو خلاف في شكل فردي ولا يتصعد علي أن يكون خلاف ضد القوات المسلحة أو الشرطة المصرية .
وأشار شيخ قبيلة العامرين ، أن القبائل العربية وأبناء البدو يؤمنون تماماً بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة المدنية ، ويدركون أهمية العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات الأمنية لدحر إرهاب سيناء ، مشيراً إلي أن هناك تفاهم كبير بين أبناء البدو والقوات المسلحة بدليل القرار الذي صدر بمنع سيارات الدفع الرباعي من سيناء والذي يعتبر قراراً صعباً علي البدو بسبب الطبيعة الجغرافية التي تحتاج إلي سيارات مثل هذا النوع ، إلا أن البدو تفهموا هذا القرار واجتمعوا مع قائد الجيشين الثاني والثالث الميداني، واتفقوا علي أن السيارات الموجودة حالياً داخل بيوت البدو ولا تتحرك من أماكنهم تكون أمنة وغير مستهدفة من قبل القوات المسلحة .
وتعليقاً عن ما أثير عن خلافات بين أبناء القبائل العربية والقوات الأمنية، أكد اللواء أركان حرب " محمد عبد الله الشهاوي " ، الخبير العسكري والاستراتيجي ، والمستشار العسكري لأكاديمية ناصر العسكرية العليا ، إن هذه الإشاعة هدفها الوقيعة بين البدو والقوات الأمنية في تلك الفترة الدقيقة بالذات، بعد النجاحات العسكرية التي حققتها الضربات الأمنية في الفترة الأخيرة وكبدتها خسائر فادحة في العتاد والعناصر .
وأضاف أن أي عملية تنفذها عناصر الشرطة المدنية بالتعاون مع القوات المسلحة ، في قطاع سيناء في الشمال والجنوب وخاصة ً في مدن العريش ورفح والشيخ زويد والقري المحيطة بها والتي تعتبر مثلث إرهاب سيناء ، تعتمد في الأساس علي المعلومات الاستخبارتية التي تحصل عليها الجهات الأمنية من القبائل العربية وأبناء البدو ، مشيراً إلي أن أي تحرك أو هجوم من قبل القوات الأمنية يكون ظهيره المعلوماتي البدو ، وبالتالي يمكننا القول أن البدو هم عين القوات الأمنية في سيناء .