قصة مقام إبراهيم عند الكعبة المشرفة في المسجد الحرام !

إسلاميات

 مقام إبراهيم - ارشيفية
مقام إبراهيم - ارشيفية


من لم يسمع عن مقام إبراهيم عليه السلام عند الكعبة المشرفة في المسجد الحرام؟

عصور وأزمان وتغيرات واهتمام من خلفاء وملوك مرت على هذا المقام مذ أن رفع إبراهيم قواعد البيت العتيق.

وفي هذا السياق، أوضح الباحث في شؤون الحرمين الشريفين، محيي الدين الهاشمي، أنه “مُذْ أمر الله تعالى النبي إبراهيم وابنه النبي إسماعيل بأن يرفعوا قواعد البيت الحرام، وبعد أن انتهيا من البناء، أنزل الله لهما الحجر الأسود والمقام من الجنة”، مشيرا إلى “أنهما من يواقيت الجنة”.

وقال الهاشمي في حديث مع “العربية.نت”: “هذا نص ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث برواية الترمذي: الركن والمقام ياقوتتان من الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب”.

وأضاف الهاشمي أن حجر المقام عليه صورة قدمين محفورتين بالصخرة، فيما يروى أنه “بعد اكتمال بناء البيت العتيق وقف سيدنا إبراهيم عليه السلام على الحجر، فغاصت قدماه تخليدا لذكرى بنائه للبيت الحرام، وظل عبر الأزمان ملاصقا للكعبة المشرفة وأحد معالم بيت الله الحرام في مكة المكرمة”.

وأشار الهاشمي إلى أن المقام “كان مكشوفا للناس، لكن بسبب كثرة لمس الناس له تغير أثر القدمين ومسح مكان الأصابع. وفي عهد النبي محمد عند فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، وبعد نزول الآية الكريمة “واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى”، قام الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة بإبعاده عن الكعبة المشرفة إلى موقعه الحالي بمسافة تقدر بأكثر من 10 أمتار بقليل مائلا لجهة الشرق، وذلك تسهيلا للطائفين، وتمكينا للمصلين بالصلاة خلف المقام كما ذكر في الآية الكريمة”.

وأضاف الهاشمي أن “هناك آية أخرى في القرآن الكريم تذكر المقام: “فيه آيات بينات مقام إبراهيم”، لأن المقام من المعجزات الخالدة للناس”.

تغطيته وترميمه
وذكر المؤرخون أن أول من غطى المقام من الحكام هو الخليفة العباسي المهدي، وذلك عام 161 للهجرة، وبعد ذلك زاد عليه الخليفة المتوكل عام 236 للهجرة، وصب عليه الذهب والفضة لتقويته حيث إنه حجر رخو.

وبيّن الهاشمي أنه “في العهد السعودي وتحديدا في عهد الملك فيصل، وبعد أن أمر بتوسعة المطاف وإزالة كل ما يعيق الطائفين من المباني، تم تركيب بلورة من الزجاج وغطاء فوقها من النحاس، وكان ذلك في شهر رجب من عام 1387 للهجرة، كما تم تجديده بعد أعمال الترميم التي حصلت في عهد الملك فهد عام 1417 للهجرة، وتم وضع فوقه زجاج بلوري مقاوم للحرارة والكسر، وغطاء من النحاس المغطى بالذهب”.