أحاديث ضعيفة مشتهرة على الألسنة..!
إن الناظرَ في حياتنا يجدُ انتشاراً واسعاً لكثيرٍ من الأحاديثِ وعند التحققِ منها وسؤالِ أهل العلم يجد أنها لاتصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم .
وقد جاءت النصوصُ بالتحذيرِ من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أو حتى روايةِ الحديثِ عنه بلا تثبت .
وقد جاءت النصوصُ بالتحذيرِ من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أو حتى روايةِ الحديثِ عنه بلا تثبت .
قال صلى الله عليه وسلم: ( إن كذباً علي ليس ككذبٍ على أحد ، فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرءِ كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) .
ولقد اعتنى العلماءُ قديماً وحديثاً بالدفاعِ عن السنةِ النبوية وتطهيرها مما علِق بها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، فكانت جهودهم تدور حول :
تأليفِ الصحاحِ من الكتب ، بيانُ حالِ الرواة الضعفاء ونقدهم، حفظ السنة، الرحلة من أجلها، نشر السنن الصحيحة، تأليف الكتب التي تجمع الأحاديث الضعيفة .
وبين يدي الآن عشرات الأحاديث التي لا تصحُ نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، جمعتها لكم لنحذرَ منها ونُحذِّر الآخرين منها .
ولقد كان من أسبابِ انتشارِ تلك الأحاديث :
- الجهل بها .
- التعصبُ للمذاهب والآراء .
- التقليد الأعمى .
- دورُ الأعداءِ في الطعن في السنن النبوية .
- تساهلُ بعض وسائل الإعلام في نشر الأحاديث الضعيفة والمكذوبة قبل التأكد منها .
وإن مما ينبغي التأكيدُ عليه أن بعض الأحاديث التي لاتصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم قد تكونُ صحيحةُ المعنى والمحتوى ومع ذلك فلا يجوزُ أن ننسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
أيها الفضلاء.. هل يحبُ الواحدُ منكم أن يُنسب إليه شيء من الأقوال أو القصص التي لم تثبت عنه ؟ بالطبع لا .
فكيف بنا أن ننسب للنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو الرسولُ والمبلغ لدين الله كيف لنا أن ننسب عنه ما لم يقله .
إليكم جملة من الأحاديث التي لا يصح سندها للنبي صلى الله عليه وسلم وقد حكم عليها بعض العلماء بذلك .
فمن الأحاديثِ المتعلقة بالتوحيد والعقيدة :
حديث: " توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم ".
وهذا يكثر عند الصوفية الغلاة في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ، وعندهم حديثٌ باطل أيضاً " لولاك لما خلقت الدنيا ".
والرد عليهم أن الله خلقنا لعبادته (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56].
حديث: " لو حسَّن أحدكم ظنَّه بحجر لنفعه الله به " وانظر لشدة خطر هذا الحديث وكيف يصادمُ التوحيد، وهل النافعُ والضارُ إلا الله وحده لا شريك له .
قال تعالى: ((وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ))[الأنعام:17].
ومن الأحاديثِ الضعيفةِ في الطهارة والصلاة :
حديث : إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء .
ومن الجميل أن ننبه إلى أن بعض الناس يوسوس فعلاً في طهارته مما يجعلها ثقيلةٌ عليه ، وعلاج الوسواس هو الصدقُ مع الله وعدمُ الالتفاتِ لتلك الوساوس والاستعاذة بالله من شرها .
حديث : " خلّلوا بين أصابعكم لا يُخلِلها الله يوم القيامة بالنار " . وهذا حديث ضعيف .
ومن هنا ننبه لضرورة الإسباغ في الوضوء وإيصال الماء لكل عضو في مواضع الوضوء .
ومن ذلك : كل ما ورد في مسح الرقبة وأنها أمان من الغل لا يصح منها شيء.
قال العلماء مسح الرقبة ليس من الوضوء .
ومن ذلك : كل ما ورد من الدعاء أثناء الوضوء عند غسل اليد : اللهم بيض وجهي..(باطل ) ولا يصح فيه شيء. .
والصواب في أذكار الوضوء هو التسمية قبلها وأن يقول بعد الفراغ منه " الشهادتين .. اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله أنت استغفرك وأتوب إليك .
حديث : " لا تسرف ولو كنت على نهر جار " .
نعم الإسراف محرم كما قال تعالى: (( وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ))[الأنعام:141].
ولكن هذا الحديث لا يصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ .
ومن الأحاديث الضعيفة في الصلاة :
حديث : " إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ".
ولكن يغني عنه حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه وذكر منهم ورجل قلبه معلق بالمساجد .
حديث " فضل الصلاة بسواك على الصلاة بلا سواك ".
كل ما ورد في ذلك لا يصح منه شيء .
نعم السواك مشروع عند الصلاة ولكن هذا الحديث لا يصح .
ومن ذلك دعاء الذهاب للمسجد: ( اللهم إني أسألك بحق السائلين.. ) .
والصحيح في دعاء الذهاب للمسجد هو الدعاء الذي فيه " اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً ..".
حديث : " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً ".
وهذا معناه باطل؛ لأن الصلاةَ لا تزيد المؤمن إلا خيراً .
حديث : " كان يقول إذا قامت الصلاة أقامها الله وأدامها ".
والصحيح أنه يردد خلف الإقامة كما كان يردد خلف الأذان .
حديث : " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ".
وهذا لا يصح لفظاً ولكن المعنى صحيح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما صح عنه : ( من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر ).
حديث : " من تهاون بالصلاة عوقب بخمس عشرة عقوبة؛ خمس في الدنيا وثلاث عند الموت؛ وثلاث في القبر؛ وثلاث عند خروجه من القبر.. " .
وهذا ضعيف الإسناد ولكن عقوبة تارك الصلاة جاءت من نصوص أخرى في الكتاب والسنة ومنها (( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ))[الماعون:4] .
ومنها حديث : " العهد الذي بيننا وبين الصلاة فمن تركها فقد كفر ".
وأما الأحاديث الضعيفة التي وردت في الأذان ، فمنها :
- زيادة : والدرجة الرفيعة " فيما يقال بعد الأذان .
- قول : " صدقت وبررت " عند قوله " الصلاة خير من النوم " لا تثبت .
والصواب في سنن الاستماع للأذان أن نردد مثله إلا إذا قال حي على الصلاة حي على الفلاح فإننا نقول " لا حول ولا قوة إلا بالله ".
أيها الفضلاء .. وفي دراستنا للسيرة النبوية اختلطت ثقافتنا ببعض الأحاديث الضعيفة ومنها :
حديث : " أدبني ربي فأحسن تأديبي " .
ويغني عن ذلك قو الرب تبارك وتعالى: (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))[القلم:4].
حديث : أحاديث إحياء أبوي النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسلما ثم ماتا بعد ذلك . كل ذلك لا يصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم .
أحاديث لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالخضر . لا يصح منها شيء .
ومن الأحاديث المكذوبة في شأن الصحابة : حديث : " أن عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً " .
ومما يدل على ضعفه ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الرحمن بن عوف من العشرة المبشرين بالجنة ، فكيف يكون من المبشرين بالجنة ويحبو للجنة .
كثير من الأحاديث في آل البيت وضعها الرافضة ودفعهم لذلك الغلو في ذلك .
أيها المسلمون .. لعل بعضكم سمع كثيراً من هذه الأحاديث وكان يظن أنها صحيحة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وهنا لابد أن نؤكد من قاعدة مهمة وهي أن شهرة الأحاديث لاتدل على أنها صحيحة لأن العبرة بصحة سندها للنبي صلى الله عليه وسلم وليس بشهرتها .
ومن الأحاديث الضعيفة في أمور الأسرة :
حديث : " أبغضُ الحلال إلى الله الطلاق ".
حديث : " شاوروهن وخالفوهن ". يعني النساء .
حديث : " إياكم وخضراء الدمن قيل : من يا رسول الله ؟ قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء ".
ومنها : الأحاديث التي فيها الأذان والإقامة في أذن المولود. لا يصح منها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم مع أنها من الأمور المشتهرة .
ومنها حديث : " من زار قبر والديه كل جمعة غفر له وكتب باراً ".
وكذلك الأحاديث التي فيها زيارة قبور الأخوات في يوم العيد، كل ذلك لا يصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم .
ومن الأحاديث الضعيفة في الصيام :
حديث : " صوموا تصحوا ". لا يصح لفظاً وإن كان معناه صحيح وهو أن للصوم فوائد صحية .
حديث : " كان يقول عند الفطر اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل منا إنك أنت السميع العليم ". والصحيح أنه كان يقول بعد فطره : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ).
حديث : " شهر رمضان أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ".
والصواب أن شهر رمضان كله رحمه وغفران كما في الحديث الصحيح ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
حديث : " كان إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ".
ومن الأحاديث الضعيفة في الحج :
حديث : " من حج البيت ولم يزرني. فقد جفاني ".
حديث : " من زار قبري بعد موتي، كان كمن زارني في حياتي ".
وهذا لا يعني التزهيد في زيارة القبر النبوي لمن كان في المسجد النبوي ، وإنما الكلام عن ارتباط الحج بالزيارة للقبر فهذا لا دليل عليه .
ومن الأحاديث الضعيفة ماورد في فضل بعض سور القرآن :
حديث : " ربُ قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ".
حديث : " يس قلب القرآن " . وحديث : " اقرءوا على موتاكم يس ".
حديث : " من قرأ الآيات الأخيرة من سورة الحشر صلى عليه سبعون ألف ملك ".
حديث : " من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً ".
حديث : " لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن ".
حديث : " الدين المعاملة ".
ومن الأحاديث الضعيفة والمكذوبة التي تتحدث عن الفتن التي في آخر الزمان وأشراط الساعة :
حديث : " إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان، فأتوها ولو حبوًا فإن فيها خليفة الله المهدي ".
ولعلها من الأحاديث التي يروج لها الداعشيون ليحركوا عواطف الناس لهم، نسأل الله أن ينتقم منهم وأن يرد كيدهم في نحورهم .
ومن الأحاديث الضعيفة في مواضيع متنوعة :
حديث : " خير الأسماء ما حمد وعبد ". والصواب أن أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن .
حديث : " اطلبوا العلم ولو في الصين ". لا يصح ولكن فضائل العلم قد صحت في أحاديث كثيرة .
حديث : " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ".
حديث : " إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ".
حديث : " من تعلم لغة قوم أمن مكرهم ".
هذه بعض الأحاديث التي ربما قد تكونٌ مشهورة عند البعض .اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا بصيرةً في الدين يا ذا الجلال والإكرام ..وأحب أن أؤكد مرةً أخرى أن الحديث قد يكونُ صحيحٌ في معناه ولكنه لا يصح من ناحية نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم لعدم صحة الإسناد .
ومما يحسنُ التنبيه له : أن بعض الكتب لا تهتم بالحديث الصحيح ، بل تجد أنها تمتلئ بكل الأحاديث الضعيفة والصحيحة ، وهذا مما يسبب انتشار الأحاديث الضعيفة .
فوصيتي لك أن تتأكد من جودة الكتاب وحرصه على الاستدلال بالأحاديث الصحيحة .