"كلنا خالد سعيد".. من هنا ولدت ثورة 25 يناير

تقارير وحوارات

خالد سعيد
خالد سعيد


 شباب يجلسون خلف شاشات أجهزة الكمبيوتر لا يعرفون من التكنولوجيا سوى مشاركة الصور مع الأصدقاء ولا يعلمون عن السياسة سوى مشاهدة خطابات الرئيس الأسبق حسني مبارك التي كانت تخاطب ربما شعب لا يعرفه المصريون، ليخرج من خلف الشاشات ثورة 25 يناير التي أعطت درس للعالم أجمع أن الكلمة الأولى والأخيرة للشعب المصري.

وتمر علينا خلال تلك الأيام الذكرى السادسة على ثورة 25 يناير التي لم يتوقعها مبارك وحاشيته ولا من قاموا بها أنفسهم، ولكن لم تولد الثورة من فراغ فلعبت الكثير من العوامل في تحريكها وهو ما نوضحه من خلال السطور التالية.

فساد نظام "مبارك"
لعب فساد نظام مبارك والذي استمر ثلاثون عاماً في الحكم الدور الأبرز في تحريك ثورة 25 يناير، في ظل احتقان الشعب من الفقر والفساد والبطالة.

نجاح الثورة التونسية
كما لعب نجاح الثورة التونسية في انتقال الحماس للشباب المصري، مما زاد من تشجيعهم على النزول إلى الميادين للتظاهر والمطالبة بحياة كريمة تضمن لهم كرامتهم.

مقتل خالد سعيد
 خالد سعيد، الشاب السكندري، الذي كان مقتله الشرارة التي اشعلت ثورة 25 يناير في وجه مبارك ونظامه.
وتعود الواقعة إلى تاريخ السادس من يونيو عام 2010، وبحسب شهود العيان، عند دخول خالد إلى مقهى إنترنت بالقرب من منزله هاجمه شخصان، أمسك به أحدهما وقيد حركته من الخلف والآخر من الأمام وعندما حاول تخليص نفسه منهما ضرباه واصطدم رأسه بجدار رخامي في المقهى، وعندها حضر صاحب المقهى وطالبهما بالتوقف والخروج فورًا، فأخذا خالد معهما إلى مدخل عمارة مجاورة للمقهى وأجهزا عليه، وبعد ساعات من رحيله انتشرت على شبكتي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" صورًا لوجهه المشوه تمامًا من أثار التعذيب.

وأرجع الطب الشرعي سبب وفاة "خالد" لـ"إسفكسيا الاختناق"،  نتيجة ابتلاعه لفافة بانجو، فأثار مقتله موجة الغضب .

صفحة "كلنا خالد سعيد" والدعوة للتظاهر
وتحولمقتل خالد سعيد إلى قضية رأي عام، شغلت وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، ودشنت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت مسمى "كلنا خالد سعيد"، وتبنت الصفحة دعوات النزول فيها، لإسقاط حكم المخلوع مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، الذي شهدت فترة رئاسته للوزاة العشرات من الحالات المماثلة، فخرج الملايين، رافعين لافتات منددة بحكم المخلوع، ومطالبة بإسقاطه، وبينهم المئات حاملين صور شهيد التعذيب خالد سعيد، الذي تحول إلى أيقونة للثورة.