في ذكرى وفاته الثانية.. 4 حكايات تجسد علاقة الودّ بين الملك عبد الله بن عبد العزيز ورؤساء مصر
وسط موكبٍ مهيب وقف أغلب رؤساء الوطن العربي، يودعون خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم الـ23 من يناير 2015.
أُعلن حينها الحداد العام في مصر لمدة 7 أيام، وأقامت مساجد الجمهورية صلاة الغائب على روح الفقيد، الذي كانت تربطه بمصر علاقة قوية ظهرت في عدد من المواقف التي بيّنت الحب المتبادل بين العاهل السعودي الملك عبد الله وبين رؤساء مصر.
ويعد الملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي تولى الحكم في 1 أغسطس 2005 بعد وفاة شقيقه الملك فهد، أكبر الحكام العرب سنًا، وعلى مدار فترة حكمه اشتهر العاهل السعودي، بمواقفه الداعمة التي يربطها الحب لرؤساء مصر، منذ توليه إدرة شئون المملكة، وترصدها "الفجر" فيما يلي.
حكايته مع "مبارك"
علاقة الملك عبد الله بالرئيس الأسبق مبارك، قوية فكانت بمثابة علاقة الأصدقاء، فتميزت العلاقات المصرية السعودية بالاستقرار في عهده، ومن بين المواقف التي تدل على عمق العلاقة بين الملك عبد الله ومبارك، خلال زيارة الأخير للسعودية بإحدى الزيارات، حيث استقبله العاهل السعودي بحفاوة في المطار ، ومشى بجانبه وهو ممسك بيده منذ باب الطائرة وحتى باب الخروج، مما يدل على حفاوة الاستقبال.
وكان العاهل السعودي أول زعيم عربي يعلن تأييده التام لمبارك بعد اندلاع ثورة 25 يناير التي أدت إلى سقوطه حيث تحدث وقتها عن ما وصفهم بـ"المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة وإستغلالهم لنفس أحقادهم تخريباً وترويعاً وحرقاً ونهباً ومحاولة إشعال الفتنة الخبيثة".
وبعد رحيل مبارك عن الحكم دعا الملك عبد الله مبارك لزيارةالمملكة السعودية، حيث التقى وفد سعودي رفيع المستوى مبارك في مقر إقامته بشرم الشيخ، لكن مبارك رفض وقتها السفر خارج مصر حتى وإن كان السبب أداء مناسك العمرة كما دعاه العاهل السعودي.
حكايته مع "مرسي"
وفي عهد مرسي، كانت أول زيارة خارجية للرئيس المعزول للسعودية، حيث استقبله الملك عبد الله بن عبد العزيز بحفاوة كبيرة، وقام باستقباله في المطار ولي العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، على رأس مستقبليه في جدة، بينما قابل مرسي الملك عبد العزيز داخل القصر الرئاسي، بحسب ما ذكرته قناة العربية.
وطلب الرئيس المعزول مرسي أن يقوم بأداء العمرة خلال هذه الزيارة، وحظي بتأمين كبير خلال ورعاية من الطاقم السعودي خلال أداءه للعمرة.
حكايته مع "ثورة يونيو"
وبعد عزل الإخوان، جاء الموقف المساند من السعودية لثورة يونيو، فقد رفض الملك عبد الله بعد أحداث ثورة 30 يونيو التدخل الدولي في الشأن الداخلي المصري، كما أعلن وقوف السعودية بجانب شقيقتها مصر ضد الإرهاب، معلناً أن دولته ستقدم مساعدات لمصر بقيمة أربعة مليارات دولار وهو ما قابله تعهدات مماثلة من الكويت والإمارات.
وقال عدلي منصور، رئيس مصر الأسبق، عن موقف الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز من ثورة 30 يونيو: "موقف جلالة الملك عبد الله كان موقف رجال، موقف صلب أدى إلى إيقاف الهجوم الضاري الذي كانت تمارسه بعض الدول الخارجية ضد مصر، ولن ننسى دور السعودية في صد هذ الهجوم، فأنا أحيي خادم الحرمين الشريفين على هذا الموقف، مصر لن تنسى أبدا مواقفه معها".
حكايته مع "السيسي"
كان العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، من أوائل الحكّام الذين قاموا بتهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوليه منصبه، حتى أنه لم ينتظر حتى يحلف الرئيس السيسي اليمين، بل أرسل له برقية تهنئة فور صدور نتيجة الانتخابات مباشرة.
وفي يوم الجمعة الموافق 20 يونيو 2014 وصل الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى مطار القاهرة الدولى، قادماً من المغرب التي كان يقضي بها إجازته الخاصة، واجتمع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة مباحثات ثنائية لتعزيز العلاقات بين البلدين بغرفة اجتماعات طائرة العاهل السعودى، وتعد الزيارة هي الأولى من نوعها بعد الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس السيسي فيها.
ومن بين المواقف التي تؤكد عمق العلاقة بين الملك والرئيس، حيث أن الرئيس السيسي سافر إلى السعودية في 19 يناير 2015، ليطمئن على صحة الملك، ولم يغادرها إلا بعدما اطمئن عليه، متمنيا له الشفاء، ولكن كانت هذه الزيارة بمثابة وداعا لهذا الملك الحكيم كما كان يصفه الرئيس السيسي دائما.
وتوفي بعدها الملك عبد الله بن عبد العزيز، في مثل هذا اليوم 23 يناير 2015، عن عمر يناهز 91 عاماً بعد تعرضه لوعكات صحية.