متى يصبح شرب المياه قاتلًا؟

السعودية

المياه - أرشيفية
المياه - أرشيفية


خلق الله من الماء كل شيء حي وخصها بجعلها عنصر أساسي لقيام الحضارات وانتعاش جميع مظاهر الحياة، لذا يحتاج الجسم لكمية كافية منها لبقائه حيًا ولقيامة بجميع وظائفه الحيوية، ولكن هل يمكن لشرب المياه أن يصبح قاتلًا على الرغم من أنه أكسير الحياة؟ للأسف فإن ذلك ممكنًا.

دخلت سيدة أمريكية مؤخرًا إحدى المستشفيات وهي تعاني من حالة بدت غريبة للأطباء وهي تعرضها لجرعة زائدة من المياه، والتي تبين للأطباء فيما بعد أنه قد تصبح مميتة إن لم يتم نقل السيدة للمستشفى على الفور.

ترجع أصول الحالة إلى أن المريضة كانت قد ذهبت للطبيب تشتكي له من إصابتها بالتهاب في المثانة، وبعد أن أرشدها لتناول المضادات الحيوية اللازمة، نصحها بشرب كميات كافية من المياة كما ينصح الأطباء جميع مرضى تلك الحالة، وبالفعل نفذت المريضة نصيحة طبيبها لكنها بالغت في ذلك حيث راحت تشرب أكبر كمية ممكنة من المياه، وكلما شربت المياه ساءت حالتها أكثر وشعرت بصداع برأسها، وتطورت حالتها حتى عانت من احتباس البول.

ويفيد الخبراء بأن الإصابة بحالة جرعة المياه الزائدة يصعب أن تصيب الإنسان إلا إذا استمر في شرب كميات مبالغ فيها مع عدم شعوره بالعطش، وينبغي وضع في الاعتبار أن الأملاح المعدنية الموجودة في الدم لابد أن تظل عند نسبة معينة، وعند زيادتها يرتفع ضغط الدم، لذا يحظر على مرضى ضغط الدم المرتفع تناول مأكولات مالحة.

وعند شرب كميات كبيرة من المياه بدلًا أن تخرج الأملاح من داخل الخلايا إلى خارجها يحدث العكس حيث تنتفخ الخلايا وعند انتفاخ خلايا المخ يشعر المريض بصداع الذي قد يتطور إلى إغماء في مراحل متطورة وربما الموت في حالات قليلة، وبالتالي فشرب كميات ضخمة من المياة ليست التجربة المرغوب في خوضها.

وتزيد تلك الحالة سوءًا عندما يكن المريض الذي شرب كميات ضخمة من المياه تعجز كليتيه عن طرد البول، وذلك لأن عمل الكلى يعتمد في الأساس على طرد الأملاح من الجسم مع الماء الزائد وفي وجود كميات ضخمة من المياه سيختفي الملح من الجسم ولن تجد الكلى أملاح لطردها وبالتالي لن تتم عملية التبول، ويظل الماء محتبس بالجسم.

ويكمن حل تلك المشكلة، إعطاء من تناول كميات ضخمة من المياه ملعقة ملح طعام، حيث ستعمل على إعادة التوازن لنسبة الأملاح في الجسم وبالتالي يجد الجهاز البولي الحاجة لإتمام عملية التبول وطرد المياه الزائدة بشكل تدريجي.