تمهيدية اليسار ..7 يتنافسون على بطاقة الترشح لسباق "الإليزيه"
تشهد فرنسا، اليوم الأحد، الجولة الأولى
للانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي لاختيار مرشح للاستحقاق الرئاسي المقبل المقرر
في 23 أبريل المقبل.
ويشارك في هذه الانتخابات التمهيدية 7 مرشحين،
بينهم امرأة، ضمن ما يسمى بـ"التحالف الشعبي الجميل" الذي يضم عدداً من أحزاب
اليسار هي "الحزب الاشتراكي" الحاكم و"اتحاد الديمقراطيين والبيئيين"،
و"جيل البيئة" و"الجبهة الديمقراطية" و"حزب البيئة"
و"الحزب الراديكالي اليساري".
والمرشحون السبعة هم: مانويل فالس، وأرنو
مونتبور، وبنوا هامون، وفرانسوا دو روجي، وجان لوك بنامياس، وفانسان بيون، وسيلفيا
بينال، بحسب ما أعلنت اللجنة المشرفة على الاقتراع في 17 ديسمبر الماضي.
وفيما يلي لمحة عن المسار السياسي وحظوظ
المرشحين في هذا الدور الذي يتوقّع مراقبون أن ينتهي بمواجهة محتدمة بين فالس وهامون
في الدور الثاني المقرر بعد أسبوع.
1- مانويل فالس: "المصالح الباحث عن
مهبط اضطراري"
استقال فالس (54 عاما) من رئاسة الحكومة
الفرنسية، أوائل ديسمبر الماضي، ليعلن ترشحه، بعد بضعة أيام فقط من إعلان الرئيس فرانسوا
أولاند عدم ترشحه لولاية رئاسية ثانية.
وينتمي فالس إلى الجناح الأيمن للحزب الاشتراكي،
المعروف بالخط الثالث، ويتمحور حول الديمقراطية الاشتراكية، وإعادة بناء الحزب في إطار
مواءمة الفكر اليساري مع القيم الليبرالية.
ومع أن تبنّيه للنهج الليبرالي على خطى
أولاند، أثار الكثير من الانتقادات ضده، إلا أنه يسير اليوم بخطى ثابتة نحو السباق
الرئاسي، متسلحا بشعار: "ترشّحي من أجل المصالحة والتصالح"، حيث تضعه نوايا
التصويت في صدارة ترتيب المرشحين.
ويطرح فالس نفسه خليفة لأولاند، ليجد نفسه
مجبراً على تحمّل إرث ثقيل لسنوات حكم الرئيس المنتهية ولايته.
لذلك، يسعى من خلال شعار الوحدة الذي يرفعه
إلى تدارك أخطاء الولاية السابقة، لاسيما فيما يتعلق بتبني حكومته لعدد من القوانين
المثيرة للجدل دون موافقة البرلمان (قانون العمل الجديد وقانون ماكرون للإنعاش الاقتصادي).
2- بنوا هامون: النقابي السابق والسياسي
"الغاضب"
انضم هامون (49 عاما) في وقت مبكّر من شبابه
الأول إلى صفوف اليسار الفرنسي، حيث انخرط في منظمة "أس أو أس راسيزم" لمناهضة
العنصرية، قبل أن يصبح في 1986 طرفاً فاعلاً في الاحتجاجات الطلابية ضد ما عرف حينها
بقانون "ديفاكيه" لإصلاح الجامعات الفرنسية.
حركة احتجاجية واسعة قادته، عاما إثر ذلك،
إلى الحصول على عضوية "الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا"، أبرز نقابة طلابية في
البلاد، والتي سيظل على علاقة وثيقة معها طوال مشواره السياسي.
أعلن هامون ترشحه في 16 أغسطس الماضي، أي
قبل خصمه الأشرس، وزير الاقتصاد الأسبق آرنو مونتبور.
ومع أن استطلاعات الرأي في فرنسا، وضعته
لأسابيع، في منافسة لصيقة وشرسة مع مونتبور، إلا أن وزير التعليم السابق استطاع، عشية
الاقتراع التمهيدي، الإطاحة بخصمه، لتعلنه نوايا التصويت في الدور الثاني مع فالس.
تقلد هامون حقيبة الاقتصاد الاجتماعي والتضامن
في بلاده (2012- 2014)، ثم التعليم (من أبريل حتى أغسطس 2014) .
3- آرنو مونتبو: المروّج لعلامة "صنع
في فرنسا"
مونتبو (54 عاما) منخرط في الحزب الاشتراكي
منذ 1981، وبدأ مساره السياسي في 1997، حين انتخب نائبا عن إقليم "سون ولوار"
(وسط/ شرق)، ثم رئيسا للمجلس العام للإقليم نفسه في 2008.
عيّن في 2012، وزيراً للإنعاش الاقتصادي
في حكومة جان مارك أيرلوت، حاملا شعار دعم المنتجات المحلية "صنع في فرنسا".
ولأنه من أشد الداعمين لفالس، فقد كان من
البديهي أن ينال مكافأة دعمه عقب تعيين فالس رئيسا للوزراء، حيث نال الرجل ترقية وزارية
منحته حقيبة الاقتصاد.
معروف بفصاحته وقدراته الخطابية، إلا أن
خلافات سياسية قادته في أغسطس 2014 إلى مغادرة منصبه، لينطلق في عالم الأعمال.
وبترشحه للانتخابات التمهيدية الحالية،
يكون الوزير السابق قد خاض ثاني حملاته، حيث حصل في عام 2011، على المركز الثالث.
أما اليوم، فيأمل مونتبو لمّ شمل جميع
"الغاضبين" والمستاءين من اليسار من أولاند، وتجنّب تشتيت الأصوات في الدور
الأول للرئاسية القادمة.
4- فانسان بيون: الفيلسوف والروائي
اعتقد الفرنسيون أن بيون (56 عاما) اعتزل
الحياة السياسية إثر مغادرته لوزارة التعليم ربيع 2014.
بيون؛ نائب أوروبي ينحدر من إقليم
"هوت دو سين"، ومنذ عامين ونصف، يكّرس وقته لتدريس الفلسفة في جامعة نوشاتيل
بسويسرا، ولكتابة الروايات البوليسية.
"تقاعد سياسي" بتره في 11 ديسمبر
الماضي، لينطلق في السباق التمهيدي لليسار.
وينظر لترشحه المفاجئ على أنه محاولة لمنع
فالس من فرض نفسه كزعيم جديد للحزب الاشتراكي.
انتخب بيون نائبا أوروبيا لأول مرة في
2004، قبل تعيينه وزيرا للتعليم من 2012 إلى 2014، غير أن حظوظه تظل ضئيلة للغاية،
في مواجهة الثالوث الذي يتصدر اللائحة.
5- جان لوك بنامياس: مرشّح "خارج التصنيف"
من الصعب تصنيفه ضمن فصيل سياسي محدد، أو
خانة اختصاص معينة، فحفيد القسّ، والمختص البيئي، يبدو من هواة التنوّع في كل شيء.
فهو مسؤول سابق للاتصالات بحزب "الخضر"
في البرلمان الأوروبي، قبل أن يتقلد الأمانة العامة للحزب من 1997 إلى 2001.
وفي 2007، التحق بـ "الحركة الديمقراطية"
ليتحمل مهام نائب رئيسها قبل أن يغادرها في 2014، ويؤسس حزب "الجبهة الديمقراطية"
(وسط اليسار).
وفي سبتمبر 2015، شارك في تأسيس حزب
"اتحاد الديمقراطيين والبيئيين" بمعية جان فانسان بلاسي وفرانسوا دي روغي.
أعلن دخوله غمار الانتخابات التمهيدية للتحالف
الشعبي الجميل، من أجل المشاركة في النقاش أمام الاشتراكيين، وفرض تساؤل استراتيجي
حول: "كيف ستكون فرنسا بعد عشر سنوات".
ورغم مساره السياسي الحافل، إلا أن المرشح
يقر بأن حظوظه في الفوز ضعيفة للغاية.
6- فرانسوا دو روجي: "الأخضر المتوافق
مع الحزب الاشتراكي"
روجي (43 عاما) خريج معهد العلوم السياسية
بباريس، ورئيس الحركة البيئية في سن الـ 22، ثم مستشارا بلديا في الـ 27، فنائبا في
الـ33، تدرّج سريع في السلم السياسي لشخصية تتبنى برنامجا اقتصاديا قائما على البيئة
والإصلاح.
أعلن ترشحه للانتخابات التمهيدية في معسكر
اليسار في 12 يوليو/ تموز 2016، ويعتبر من بين اليساريين القلائل غير المحسوبين على
الكتلة داخل الحزب الاشتراكي، ممن ينتقدون بشدة أداء الحكومة.
في أغسطس 2015، أسس حزب "البيئيين"،
ليترشح عنه للاقتراع التمهيدي دون الحصول على الكفالة اللازمة من قبل النواب الاشتراكيين،
فيما حظوظه بالفوز تظل ضعيفة في ظل وجود مرشحين من العيار الثقيل مثل فالس وهامون ومونتبور.
7- سيلفيا بينال: "المرشحة التي حفظت
ماء وجه اليسار"
بينال (39 عاما) هي المرأة الوحيدة في السباق
التمهيدي، وهي التي يعتبر مراقبون أنها من "حفظ ماء وجه اليسار" الفرنسي،
لتردّ ضمنيا على جميع التكّهنات القائلة إن التيار "يفتقر إلى مرشحات نساء".
في 2007، انتخبت نائبة عن إقليم "تارن
وغارون"، قبل أن يعاد انتخابها في 2012 بـ 60 % من الأصوات.
كلّفت بالأعمال الحرفية والتجارة
(2012- 2014) ثم وزيرة السكن (2014-2016)، قبل أن تعلن مشاركتها في الانتخابات الرئاسية
ممثّلة عن "الحزب الراديكالي اليساري"، لكنها غيرت رأيها في نهاية المطاف
وقررت خوض الاقتراع التمهيدي.
ومع أن الحزب يدعو إلى إلغاء منصب رئيس
الحكومة ومنح جميع الصلاحيات لرئيس البلاد، إلا أن الشكوك لا تزال تساور عددا من المراقبين
حول ما إن كانت بينال ستحوّل، في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، مقترحات حزبها إلى
واقع ملموس أم لا.
حظوظها ضعيفة للغاية، حتى أن الكثيرين يعتبرون
ترشحها شكلي لإعفاء اليسار من انتقادات تقديم لائحة مرشحين تقتصر على الرجال فحسب.