فورين بولسى: مساعد مرسى قدم ضمانات لأمريكا باستمرار مصالحها فى مصر

أخبار مصر


فيما كانت جحافل الإخوان تطارد وتضرب المتظاهرين أمام الاتحادية كان الدكتور مرسى يرسل مساعده الدكتور عصام الحداد وسكرتيره الشخصى الدكتور خالد القزاز لأمريكا أو بالأحرى للبيت الابيض وأوباما.

الزيارة كانت تستهدف امتصاص ردود الافعال على الاشتباكات فى مصر والترتيب للزيارة المرتقبة للرئيس مرسى، التى تم تأجيلها حتى فبراير، ولكن الزيارة أتت بعض الفوائد الاستراتيجية لمرسى وجماعته.

فى هذا الاطار ألقت مجلة فورين بولسى الأمريكية الضوء على زيارة الحداد والقزاز لأمريكا.. وأشارت المجلة فى بداية تقريرها أنه فى الوقت الذى شهد فيه الشارع المصرى تصاعد الاشتباكات بين معارضى ومؤيدى مرسى، كان مستشارو مرسى يلتقون مع مستشار الأمن القومى توم دونيلون، نائب وزير الخارجية بيل بيرنز وأعضاء الكونجرس الأمريكى السناتور جون كيرى، السناتور جون ماكين والسناتور جو ليبرمان.

بحسب مجلة فورين بولسى الأمريكية فإن رسالة مستشارى الرئيس المصرى إلى واشنطن هى أن مصر عادت لدورها كلاعب دبلوماسى فى الشرق الأوسط بعد سنوات من الانجراف والانحلال فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك. وأثناء حوار مع خالد القزاز يوم الأربعاء صرح الأخير اسمحوا لى أن أقول لكم لماذا نجحت عملية التوسط فى غزة لأول مرة منذ وقت طويل، أنه كان هناك وسيط أمين . وقال مستشارو الرئيس إن الأولوية الأولى للحكومة المصرية ستكون مبادرة جديدة من أجل تحقيق المصالحة لأول مرة بين حماس والسلطة الفلسطينية، يليها حوار جديد بين الفلسطينيين والحكومة الإسرائيلية.

كما قال الحداد بحسب فورين بولسى: إن الحكومة المصرية لن تقول لحركة حماس أن تعترف بدولة إسرائيل أو التخلى عن الإرهاب، وأضاف نحن لا نقول للناس ما يجب فعله. يمكننا مساعدتهم على القيام باختيارات مناسبة ونحن نحاول خلق بيئة تؤدى إلى ما يكفى لتحقيق الأهداف الطويلة الأجل ، كما انتقد الحداد بشدة القرار الأخير للحكومة الإسرائيلية بالاستمرار فى خطط توطين ثلاثة آلاف شخص فى القدس الشرقية، ووصف الحداد هذا القرار بأنه يغلق نافذة صغيرة لإمكانية التوصل إلى حل الدولتين.

حرص الحداد والقزاز على التأكيد على حرص النظام المصرى على العلاقات بالولايات المتحدة وتعميق هذه العلاقات، وقال حداد: إن مرسى مهتم بتوسيع العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، واستخدام هذه العلاقة كأساس لتوسيع جهود مصر لتعزيز الديمقراطية الإقليمية والاستقرار. واستكمل الحداد مشيرا إلى أن الدعوة وجهت لهم للحضور لواشنطن لسببين: التحضير لزيارة الرئيس مرسى إلى واشنطن فى مطلع العام المقبل، والبدء فى فهم كيف يمكن أن نبنى علاقة بين الولايات المتحدة ومصر على أساس جديد، وأضاف لدينا إمكانات ضخمة لبناء شراكة بين الولايات المتحدة ومصر لبناء منطقة أكثر استقرارا وازدهاراً وديمقراطية فى الشرق الأوسط، التى سوف يكون لها أيضا تأثير خارج المنطقة واستكمل قائلا: إن مصر يمكن أن تلعب دوراً أكبر فى الحفاظ على السلام الإقليمى والأمن وهو الأمر الذى تحرص الولايات المتحدة عليه.

بحسب فورين بولسى فإن هناك شكوكاً كبيرة فى واشنطن حول التزام حكومة مرسى بالمبادئ الديمقراطية، خصوصا بعد الإعلان الدستورى الأخير لمحمد مرسى، وهو الإعلان الذى أشعل المظاهرات فى القاهرة. عن الإعلان الدستورى أكد الحداد للإدارة الأمريكية أن الإعلان الدستورى مؤقت ومرتبط بذهاب الناس للتصويت على الدستور وأضاف قائلا «إذا كانت الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية فى مصر، فإنها يجب أن تدعم جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة». أما عن تطور الأوضاع فى المشهد السياسى المصرى الداخلى.. فقد حرص وفد محمد مرسى فى واشنطن على نفى المسئولية عن جماعة الإخوان ومؤسسة الرئاسة.. واعتبر الحداد والقزاز الثوار المعارضين لمحمد مرسى مسئولين عن أعمال العنف التى وقعت. وقال حداد وقزاز: إن حكومة مرسى تبذل كل ما فى وسعها لمنع العنف، إلا أن أعمال العنف كانت قادمة من جانب المتظاهرين، بما فى ذلك زجاجات المولوتوف التى ألقيت على مكاتب الحرية والعدالة.

بحسب فورين بولسى فإن رسالة الحداد وقزار قد لا تلقى صدى فى الكونجرس الأمريكى حيث تم تعليق مساعدة اقتصادية أمريكية لمصر تقدر بـ 450 مليون دولار بسبب اعتراضات أعضاء الكونجرس.

على ناحية أخرى وفقا لموقع بولتيكو الإخبارى المعنى بمتابعة أخبار البيت الأبيض.. فإن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد مر على الاجتماع الذى جمع بين الحداد ومستشار الأمن القومى توم دونيلون، وهو اللقاء الذى أشار إليه مصدر مسئول فى البيت الأبيض لموقع بولتيكو، وإن كان المصدر رفض أن يشير لطبيعة الحوار الذى جرى مع أوباما.

وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد اتصل يوم الخميس بالرئيس المصرى مرسى وأبلغه بترحيب الولايات المتحدة الأمريكية بدعوته للحوار مع المعارضة ووفقا لبيان البيت الأبيض قال أوباما لمرسى أيضا إنه من الضرورى أن تضع جميع القيادات المصرية ومن كل الاتجاهات خلافاتها جانبا والتفاهم معا على الوسائل الكفيلة بتقدم مصر وأضاف بيان أن مرسى أبلغ مرسى أيضا أن جميع أشكال العنف غير مقبولة.