لم أنسق مع "الإخوان" واختلفت مع "المجلس العسكري".. 9 خفايا يكشفها "البرادعي" عن ثورة 25 يناير

تقارير وحوارات

محمد البرادعي
محمد البرادعي


قامت قناة "التلفزيون العربي"، اليوم الجمعة، ببث ثالث حلقات استضافتها للدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق ، في حوار استعرض فيه رؤيته لمستقبل مصر والمنطقة العربية والعالم، وذلك في ظهوره الإعلامي الأول منذ حوالي ثلاث سنوات.

من جانبها، قامت "الفجر" برصد أبرز القضايا التي تحدث فيها البرادعي في السطور التالية.

*أسباب عودة البرادعي لمصر

قال الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، إنه عاد إلى مصر عام 2010 عقب تركه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بسبب تأثره بالوضع السيء للبلاد، التي كانت تشهد حكماً مستبداً.

وأضاف البرادعي، انه عندما عاد لم يفكر أبداً في تولي منصب، منوها إلى أن  سنه المتقدم كان يجعله يميل لدور الناصح الأمين من خلال خبرته.
  
وأوضح البرادعي أنه لم يكن لديه برنامج مُحدد حينما عاد إلى مصر ، ولكنه كان يعرف أهدافه العامة،
 
وتابع أنه عندما عاد إلى مصر حذره احد أصدقائه قائلا أنت "بتدخل عش الدبابير"، فرد عليه "أنا لما سبت مصر مكنتش سايبها عش دبابير".

*لو استجاب مبارك لمطالب الشعب لما كانت حدثت ثورة
 
وقال البرادعي خلال الحوار:"إن مبارك لو كان استجاب لمطالب الشعب لم تكن ستحدث الثورة، وهو  نفس ما كان سيحدث لو استجاب مرسي لمطالب الشعب لكان أكمل حكمه، كما أن نفس القاعدة تنطبق على جميع الحكام العرب الذين لو كانوا استجابوا لمطالب شعوبهم لما حدثت الثورات، مضيفاً "القذافي بدل ما يسمع، قالهم من أنتم".

*مشاركة الإخوان في انتخابات 2010

وقال الدكتور محمد البرادعي، إنه حاول عام 2010 "ضرب كرسي في الكلوب" لإحداث تغيير في النظام، كدعوته لمقاطعة انتخابات برلمان 2010 رفضاً لدخول انتخابات مزورة، لكن الإخوان شاركوا بالانتخابات، وانسحبوا بعدما حصلوا على صفر. 

وأضاف، أنه فوجيء بهجوم من بعض السياسيين: "قالولي تخش حزب من الأحزاب بتاعتنا الهيئة العليا وتترشح ، وإزاي تتكلم عن تغيير الدستور، انتا عايز تفصل نظام سياسي على مزاجك؟".

*انتقادات للجمعية الوطنية للتغيير

ووجه البرادعي انتقادات حادة لبعض رموز الجمعية الوطنية للتغيير، قائلاً: "عملنا الجمعية الوطنية، وبعد 5 أيام اكتشفت إن عدد كبير منهم كل واحد جاي يشتغل لحسابه

وتابع: "لقيت كل واحد شغال لحسابه وانه بيتناقش هياخد من العملية دي ايه".

وأوضح البرادعي أنه يقصد بانتقاده النخبة والطبقة السياسية.

*غياب "البرادعي" عن تظاهرات 25 يناير

وعن سبب غيابه عن مظاهرات يوم 25 يناير، قال البرادعي، إنه كان مسافراً بذلك اليوم لارتباطه بإجراء لقاءات تلفزيونية مع قناتين عربيتين، ورفضت السلطات المصرية التصريح لهما بلقائه داخل مصر، وكان يهدف من ذلك لخلق تعاطف مع مطالب الشعب المصري، كما أنه لم يكن يتوقع نزول هذه الأعداد مضيفاً: "كنت أتصور هينزل ألف أو ألفين".
 
وتابع: "الشباب كانوا يطلبون مني النزول في كل المظاهرات، وأنا قولتلهم أنا راجل عجوز وقربت على 70 سنة، ومش دوري"، وأضاف ضاحكاً: "هما كانوا بيتعلموا وأنا كنت بأتعلم انا كذلك، أنا معلمتش ثورات قبل كده".

*بكيت عندما تذكرت جمعة الغضب

وقال الدكتور محمد البرادعي، إنه بكى عندما تذكر ما شاهده في أحداث جمعة الغضب في 28 يناير 2011، مضيفاً: "من يومين كنت بافكر فيها لقيت دموعي نازلة وأنا مع زوجتي في البيت، ده منظر هاعيش وأموت وهوا في مخيلتي".

وتابع: "شفت الشعب كله، صغير وكبير، وفقير وغني، متجمع بيقول أنا عايز حقي عايز حريتي، وصلينا في الشارع على الجرايد، ولقيت منظر عمري ما شفته إلا مرة قبلها لما رحنا نعزي في خالد سعيد في الإسكندرية، الأمن المركزي كأنها ساحة حرب، وأنا انضربت بالميه والغاز".

*لم أنسق مع جماعة الإخوان أثناء الثورة

وأكد البرادعي، أنه لم ينسق على الإطلاق مع جماعة الإخوان أثناء الثورة، كما أكد أن الشابيّن اللذين ذهبا للقاء عمر سليمان، رئيس المخابرات الراحل، لم يستشيراه ولم يُعلماه بذلك، مُلمحاً إلى مصطفى النجار وعبدالرحمن يوسف.

*شعوري بعد خطاب تنحي مبارك لا يوصف

وقال "البرادعي" أنه حين سمع خطاب تنحي مبارك كان شعوره لا يوصف، وأحس بأن مصر تحررت، مشيراً إلى أنه رغم اقترابه من سن السبعين بذلك الوقت لم يكن قد أدلى بصوته في أي انتخابات، موضحًا أنه اكتشف بعدها أنه كان بداية طريق الآلام، وليس الخلاص.

*الخلاف مع المجلس العسكري

وقال البرادعي، إن المجلس العسكري لم يتواصل معه إلا بعد 3 أسابيع من ثورة يناير، وهو ما أثار تعجبه لأنه توقع اتصالهم في يوم 12 فبراير.

وأضاف، أنه كان على خلاف جوهري مع المجلس العسكري عقب رحيل مبارك، حيث كانوا يرون أن مبارك هو من كلفهم بتولي السلطة، ولكنه رد عليهم في أول اجتماع له معهم: "قلت لهم الشعب هو اللي كلفكم مش مبارك، مبارك ده انتهى بالثورة وبدأ نظام جديد"، لكن كان فهمهم مختلفاً، ورأوا الاستمرار بنفس دستور 1971 واجراء تعديلات عليه.

ووصف البرادعي المرحلة الانتقالية بأنها كانت مرحلة عبثية، مضيفاً أنه التقى المجلس العسكري بعد عام ونصف قبل تولي مرسي، فقالوا له "احنا اتضحك علينا، وقُدمت لنا نصيحة غير أمينة"، وأنهم أكدوا انهم أساءوا التقدير في الطريق الذي نصحتهم به لجنة المستشار طارق البشري.

وأضاف: "الكلام ده اتقالي بعدها بسنة ونص، يعني بعد خراب مالطا .. طيب انتا أخطأت التقدير ليه لم تستشر أهل الثورة أو أهل العلم؟".