العلاج بـ"الأعشاب".. سلاح المصريين لمواجهة ارتفاع أسعار الأدوية (تقرير)

تقارير وحوارات

التجارة في الأعشاب
التجارة في الأعشاب - أرشيفية


لا شيء يستعصى أمام المصريين فهم قادورن على تذليل العقبات حتى في أحلك الظروف، كان آخرها محاولة التغلب على ارتفاع أسعار الأدوية باستخدام الأعشاب كطب بديل لتخفيف من آلامهم وشكواهم.

ويواجه المصريون منذ شهور أزمة في الأدوية مابين اختفائها من جهة والتي تفاقمت بعد تعويم الجنيه وارتفاع أسعارها من جهة آخرى بعد قرار وزارة الصحة الآخير.

تسعيرة الأدوية الجديدة
وكان أحمد عماد راضي، وزير الصحة قد أعلن عن رفع أسعار الدواء في مؤتمر صحفي، مؤخراً، قائلا إن عدد أصناف الأدوية المتداولة في مصر يبلغ 12024 صنفا مؤكدا أن أصناف الأدوية التي تمت زيادتها لا تزيد عن ثلاثة آلاف صنف.

وأوضح الوزير أن الزيادة في الأدوية المصنعة محليا ستكون بنسب تتراوح بين 30 بالمئة و50 بالمئة، بينما ستتراوح الزيادة في أسعار الأدوية المستوردة بين 40 و50 بالمئة، مضيفاً أن الزيادات ستطبق على 25 بالمئة من الأدوية المتداولة فقط.

‎ووفقا للتسعيرة الجديدة، فإن الأدوية المحلية، التي يقل سعرها عن 50 جنيها مصريا ارتفع سعرها بنسبة 50 بالمئة، ‎أما الأدوية التي تتراوح أسعارها بين 50 إلى 100 جنيها فقد ارتفعت أسعارها بنسبة 40 بالمئة، في حين ارتفع سعرالأدوية التي يزيد سعرها عن 100 جنيه بنسبة 30 بالمئة.


دعوات للاستغناء عن الأدوية واستدبلها بالأعشاب 
وبدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع ارتفاع أسعار العقاقير بالدعوة للاستغناء عن الادوية واستبدلها بالاعشاب والنباتات الطبيعية، وفي ظل محاولات البعض لتجربة جدوى هذه الأعشاب يتابع رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن كثب طرق تناول مثل تلك الأعشاب والنباتات.

أحد مديري صفحات العلاج بالأعشاب: الإقبال كبير
يقول أشرف أحمد، أحد مديرى صفحات العلاج بالأعشاب إنه أقدم قبل ثلاث شهورعلى إنشاء صفحة للطب البديل على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ولكنه تفاجأ بإقبال كبير على الصفحة والوصفات التي تعرض عليها. 
 
وأضاف في تصريح لـ "الفجر" أن الصفحة تلقى إقبال كبير من المصريين والعرب، مشيراً أنه يعتقد في أن الأعشاب تغني عن الادوية في الكثير من الحالات فيما عدا بعض الأمراض التي تتطلب تدخل جراحي.

وأوضح أشرف أحمد، أنه يعشق مجال الأعشاب وهو ما دفعه للإقدام على إجراء بحث في المملكة العربية السعودية خاص بالمجال، كما أنه حصل على شهادة في طب الأعشاب من الأردن.  

وأكد أشرف أحمد، أن تحويل صنع الأدوية لتكون من مستخلص الأعشاب والزيوت الطبيعية سيعود بالنفع على المرضى، مضيفًا أن دول الغرب تلجأ جميعها إلى العلاج بطب الأعشاب ولكن مصر تغفل المجال.

وتابع أن الأعشاب التي تلقى إقبالا أكثر من متابعى الصفحة هى الخاصة بالتجميل وشد الجسم والبرد والسعال والام المفاصل والغضروف وخشونة الركبة.

وحذر أشرف أحمد من أن بعض الأعشاب لها أعراض جانبية وهو ما يتطلب إعطائها بنسب معينة حسب العمر والحالة الصحية، قائلاً: " هناك أعشاب سامة.. وأعشاب تجهض الحامل.. أعشاب مخدرة.. وأعشاب تجفف حليب الأم من الصدر". 

بائعو الأعشاب:  أحسن من الكيماويات الموجودة في الادوية 
ومن جانهم أكد بائعو الأعشاب لـ "الفجر" أن المواطنون يقبلون على شراء الأعشاب للتدواى بها اعتقاداً بأنها أفضل من الكيماويات الموجودة في الأدوية، وقال أحد البائعين أن ارتفاع أسعار الأدوية لعب دور كبير في الاتجاة للأعشاب كعلاج بديل للكثير من الأمراض ويأتى أبرزها السعال وآلام المفاصل.

وأكد آخر أن الإقبال لم يظهر تأثيره إلى الآن لحداثة قرار ارتفاع أسعار الأدوية قائلاً: "لسه الناس مش مستوعبة"، مشيراً أن الأعشاب فائدتها أكبر من الأدوية التي لاتخلو من المواد الكيماوية ولكن تأثيرها يظهر بشكل أبطء.

ومن جانبهم أكد المواطنون لـ"الفجر" أن الأعشاب أسعارها منخفضة عن أسعار العقاقير وهو الأمر الذي بجعلهم يتجهون إليها في الكثير من الأحيان وخاصة فيما يخص نزلات البرد وآلام العظام .