احتدام الصراع بين الرئيس الجامبي "المنتخب" والمنتهية ولايته "يحيى جامع" حول السلطة

عربي ودولي

يحيى جامع - أرشيفية
يحيى جامع - أرشيفية


لا يزال الصراع على السلطة، وتملك الكرسي والمنصب، أحد أهم المظاهر التي يتميز بها العالم الآن، فبرغم الدساتير والقوانين، التي تحدد الفترات الرئاسية، وتوقيت إنهائها، إلا أنه يولد مع ذات اللحظة، أناسا يرفضون تلك الدساتير، إذ أنهم يتحدثون بها قولا ولا يطبقونها فعلا، وهو ما يحدث الآن في دولة جامبيا، التي تتعرض لعصيان من نوع يلفت الأنظار، ويبكيها ضحكا في ذات الوقت، حيث يرفض رئيسها، يحي جامع  المنتهية ولايته، تسليم السلطة للرئيس الجديد  أداما بارو.

الرئيس الجديد يؤدي اليمين 
في غضون هذا الطقس الملتهب، بين أطراف عدة، أوضح  حليفا صلاح المتحدث باسم رئيس جامبيا، المنتخب "أداما بارو"،أن الرئيس أدى اليمين  اليمين الدستورية صباح اليوم الخميس، في مكان سرى، في التوقيت الذي لا يزال فيه  الرئيس المنتهية ولايته، يحيى جامع، يرفض التنحي عن السلطة.

التنصيب لم يتم كما كان مقررا
وأوضح المتحدث باسم رئيس جامبيا، إن التنصيب لن يتم كما كان مقررا، مبينا، أن الحكومة لا تستطيع منع تنصيب الرئيس المنتخب بارو، فيما  تشير مصادر دبلوماسية، إن بارو يستطيع أداء اليمين الدستورية في أي مكان على أرض جامبيا أو فى واحدة من سفارات جامبيا، حسبما أكدت قناة "روسيا اليوم" الفضائية.

مجلس الأمن يندد ويطالب باحترام الدستور
حيث دعا مجلس الأمن الدولي، اليوم، رئيس دولة جامبيا، الذي أصبح بحكم الدستور والقانون، في عداد الرؤساء السابقين لجامبيا، والمنتهية  ولايته، يحيى جامع، إلى احترام دستور البلاد وتسليم السلطة إلى  الرئيس الجديد المنتخب أداما بارو، فيما أكد  سفير السويد لدى الأمم المتحدة "أولوفس سكوج"، أنهم كرروا طلبهم إلى الرئيس المنتهية ولايته"جامع"، بضرورة تسليم السلطة، واحترام نتائج الانتخابات التي أجريت في ديسمبر الماضي، مشددا على ضرورة احترام إرادة الشعب في جامبيا، جاء هذا  إثر انتهاء جلسة مشاورات حول الوضع في جامبيا. 

الإتحاد الأفريقي: لا نعترف بحيي جامع رئيسا
وكان الاتحاد الإفريقي، أعرب عن نكرانه لما يحدث من قبل الرئيس المنتهية ولايته، يحيي جامع، فى بيان له، مؤكدا أنهم لا يعترفون به رئيسا لجامبيا، مشددين، أن جامع سيواجه عواقب وخيمة إذا لم يسلم السلطة لمن خلفه في الرئاسة.

الحرب العسكرية تتأهب
وتزامنا مع تلك الدعوات، المطالبة بتسليم السلطة لرئيس جامبيا الجديد، يصل الحراك إلى السنغال، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش في السنغال الكولونيل عبدو نداى "أن الجيش مستنفر ومستعد للتدخل في جامبيا، في حال فشل الحل السياسي في تسليم السلطة للرئيس"بارو"، لافتا إلى أن أرتالا من الجنود السنغاليين تحركت إلى الحدود مع جامبيا، بالفعل، مهددا  بعمل عسكري.


ليست السنغال وحدها
هذا وقد أكدت مصادر عسكرية سنغالية، أن أصل هذا التدخل للجيش السنغالي، فى جامبيا، لديه أسس، حيث يرجع إلى تنفيذ التفويض، الذي أعطت المجموعة الاقتصادية، لدول غرب أفريقيا، مشيرين، أن التدخل لا يقتصر فقط على السنغال، وإنما لدول أخرى أعضاء في تلك المنظمة الإقليمية من بينها نيجيريا وغانا.

وكان مصدرا عسكريا في نيجيريا، صرّح سابقا، إن بلاده تعمل مع دول أخرى في غرب أفريقيا، بهدف تشكيل قوة للتدخل عسكريا فى "جامبيا"، إذا أصر الرئيس يحيى جامع، على عدم تسليم السلطة للرئيس الجديد.

أنباء عن اقتحام القوات لجامبيا
وفي أخر الأنباء، التي تناقلتها الصحف الدولية، أشار مجموعة من الصحفيين الأفارقة، على موقع "تويتر"، بأن القوات الإفريقية المتواجدة على حدود جامبيا بدأت في الاقتحام دون مقاومة من قوات الجيش الجامبى، فيما تزامن هذا مع تصريحات للرئيس المنتهية ولايته، أفادت  أن الهجوم على جامبيا من قبل السنغال والمجموعة الاقتصادية، تعتبر إهانة لسيادة الدولة، متوعدا تلك الدول بأنه سيذهب إلى المحاكم الدولية مقاضيا إياهم، حسبما قال.

السياح يهربون والسفارات تحذر رعاياها
كما استقل سائحون حافلات للهرب من مدينة كولولى، مع هذه الحالة المزرية، من الفوضى، التي تنذر بعواقب وخيمة، ربما تصل لحرب ضروس، فضلا عن إجلاء حوالي ألف شخص، وكذلك 985 سائحا، ممن يقضون عطلاتهم في جامبيا، من قبل شركة توماس كوك البريطانية للسياحة،  فيما رفعت وزارة الخارجية البريطانية، مستوى التأهب ونصحت رعاياها بعدم السفر لجامبيا إلا للضرورة القصوى.

الجمعية الوطنية تساند "جامع"
وكانت الجمعية الوطنية في جامبيا، أصدرت قرارا يسمح للرئيس المنتهية ولايته، بالاستمرار في منصبه لثلاثة أشهر آخرين، حيث كان من المقرر ترك السلطة في هذا التوقيت.

الخارجية الأمريكية تحذر من الفوضى
من ناحيته، حذر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، من اتجاه الأوضاع في جامبيا، إلى الفوضى، مشيرا إلى أن الرئيس المنتهية ولايته، عليه أن يحترم كلمة شعبه، بتسليم السلطة إلى الرئيس الجديد، وأن يرحل مرفوع الرأس أفضل من أن يتسبب في فوضى كبرى محتملة.

والجدير بالذكر أن الرئيس المنتهية ولايته  "يحي جامع" كان قد خسر في الانتخابات التي أجريت في جامبيا في الأول من ديسمبر الماضي، أمام الرئيس المنتخب أداما بارو.