متحف الفن الإسلامي في ثوبه الجديد.. ترميم وإعادة تأهيل
افتتح رئيس الجمهورية
عبد الفتاح السيسي، صباح أمس الأربعاء، متحف الفن الإسلامي بمنطقة بباب الخلق بعد الانتهاء
من مشروع ترميمه وإعادة تأهيله.
حضر الافتتاح المهندس
شريف إسماعيل رئيس الوزراء، و د. خالد العناني وزير الآثار ود. سحر نصر وزير التعاون
الدولي، والمهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، وعدد من السفراء والشخصيات العامة
ومديري القطاعات المختلفة من وزارة الآثار، من بينهم سفير الإمارات والولايات المتحدة
الأمريكية ومدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية الإيطالية.
وقام الرئيس فور وصوله
بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح المتحف، كما استمع بعد ذلك إلي شرح من د. العناني استعرض فيه تاريخ
المتحف وأهميته فضلا عن مشروع ترميمه و إعادة تأهيله في إطار دور الدولة في إصلاح ما
أفسدته يد الإرهاب الآثمة والحفاظ علي التراث الثقافي والإنساني لمصر والمساهمة في
استعادة حركة السياحة، أعقب ذلك قيام الرئيس والضيوف بجولة تفقدية داخل المتحف للاطلاع
على تاريخ المتحف و قاعاته ومقتنياته.
ومن جانبه أكد د. العناني
أن افتتاح متحف الفن الإسلامي اليوم بعد عامين من ترميمه وإعادة تأهيله يمثل انتصاراً
كبيراً لمصر على الإرهاب وتصديها لأية محاولات للنيل من تراثها وتاريخها، خاصة بعد
تعرضه للتفجير جراء الحادث الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة الواقعة في الجهة
المقابلة له في منطقة باب الخلق في الرابع والعشرين من يناير 2014.
كما يؤكد على دور الدولة في إصلاح ما أفسدته أيادي
الإرهاب الآثمة في الحفاظ على التراث الثقافي والإنساني للبلاد.
وأعرب د. العناني عن ثقته
في أن يساهم افتتاح المتحف في استعادة حركة السياحة الوافدة إلى مصر، مشيراً إلى أن افتتاحه
في مستهل هذا العام يبشر بالمزيد من الإنجازات لمصر عامة ولوزارة الآثار خاصة.
كما أعلن د. العناني عن
فتح المتحف للجمهور مجانا ابتداءً من صباح غد الجمعة الموافق 20/01/2017 وحتى يوم السبت
الموافق 28/01/2017 في إطار الاحتفال بافتتاحه.
ومن جانبها قالت إلهام
صلاح رئيس قطاع المتاحف بالوزارة أن متحف الفن الإسلامي يعتبر أحد أكبر المتاحف المتخصصة
في الآثار الإسلامية على مستوى العالم بما يضمه من مقتنيات أثرية فريدة تحكي تراث مصر
الإسلامي على مر عصورها وتعد منهلاً علمياً لجميع الباحثين والمؤرخين في مجال الحضارة
الإسلامية، بل وللزائرين علي مختلف فئاتهم إذ تطلعهم على ما قدمته هذه الحضارة للبشرية
في مجالات الطب والهندسة والفلك والفن والتي تعد دليلا على ما وصل إليه فنانو العصر
الإسلامي من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة.
وأشارت صلاح إلى أنه روعي
أثناء إعادة تأهيل المتحف تلاشي كافة المشكلات التي كانت موجودة خلال مشروع ترميمه
في عام 2010، حيث تم إعادة النظر في سيناريو العرض المتحفي، ونقل بيت الهدايا إلى الحديقة
المتحفية مع إضافة عدد من القاعات مثل قاعة للعملة والسلاح، وتخصيص قاعة أخرى للحياة
اليومية، بالإضافة إلى تخصيص فتارين جديدة لعصر أسرة محمد علي وتغيير مسمى بعض القاعات
ليتلاءم والعرض المتحفي الجديد، هذا إلى جانب تغيير شكل القاعة الرئيسية بمدخل المتحف
لتعبر عن رؤية ورسالة المتحف في إبراز عالمية الحضارة الإسلامية، وما قدمته من إسهامات
للبشرية في شتى المجالات.
وأكدت صلاح أنه تم مراعاة
إصلاح بيئة العرض المتحفي، حيث أُغلقت كافة الفتارين ذات الأسقف المفتوحة والتي كانت
سببًا في تضرر القطع الأثرية المعروضة بها بفعل الأتربة والعوامل الجوية المختلفة،
كما تم اختيار عينات جديدة لزجاج نوافذ المتحف لتقلل من نسبة مرور أشعة الشمس الضارة
إلى داخل قاعاته، بالإضافة إلى تطوير المخزن المتحفي رقم 16 والذي لم يخضع للتطوير
منذ افتتاح المتحف عام 1903م.
وأضاف د. أحمد الشوكي
المشرف العام على متحف الفن الإسلامي أنه تم إعداد ثلاثة كتالوجات للمتحف ومقتنياته
باللغة العربية والإنجليزية، أما الثالث فخاص بالأطفال، بالإضافة إلى موقع إلكتروني
خاص بالمتحف باللغتين العربية والإنجليزية، وتطبيق موبايل أبليكشن له لأول مرة.
وأوضح د. الشوكي أن المتحف
كان يضم وقت تدميره 1475 تحفة، دمر منها 179 تحفة إلا أن قسم الترميم بالمتحف نجح في
ترميم 160 منها فقط، واستطرد أن المتحف يضم الآن نحو 4400 تحفة أثرية تنتمي لعصور مختلفة
من الحضارة الإسلامية من مصر والعالم الإسلامي من بينهم 400 قطعة يتم عرضها لأول مرة.
وقد تنوعت القطع المعروضة ما بين أسلحة وعملات وأدوات للحياة اليومية.
وقال إن افتتاح متحف الفن
الإسلامي يعبر عن مدي عمق العلاقات المصرية مع مختلف الدول حول العالم وذلك عن طريق
المنح المقدمة من الجهات الدولية المختلفة، ويأتي على رأسها المنحة المقدمة من دولة
الإمارات العربية المتحدة بمقدار ٥٠ مليون جنيه مصري والتي خصصت لتطوير المتحف من الداخل
بالكامل حيث شملت تغطية أعمال الجانب الإنشائي والتأهيلي للمتحف والمبنى الإداري الملحق
به ونظم التأمين والتكييف والكهرباء، وكذلك أعمال التشطيبات الداخلية، بالإضافة إلى
العرض الأثري وما يتعلق به من فتارين.
هذا إلى جانب المنحة المقدمة
من منظمة اليونسكو بمبلغ 200 ألف دولار لتطوير معامل الترميم بالمتحف، أما مركز البحوث
الأمريكي بالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية والحكومة السويسرية قدموا منحة بمقدار
مليون و 200 ألف جنيه مصري خصصت لترميم واجهة المتحف الرئيسية ودرء خطورتها حيث بدأت
أحجارها بعد التفجير في التساقط مسببة العديد من المخاطر على المارة بشارع بورسعيد،
كما قدمت الحكومة الإيطالية منحة بمبلغ
800 ألف يورو لتدريب المرممين و شراء فتارين عرض جديدة.