اسماء حسنين تكتب: مابين الحب والرغبة وصمت العاشقين
ذات يوم كنت اجلس بمفردي في احد المقاهي وكعادة المصريين عامة وعادة الصحفيين خاصة في مراقبة الاجواء المحيطة شاهدتهما يجلسان علي الطاولة المقابلة لطاولتي.
شد انتباهي محادثتهما التي كانت عنيفة الي حد ما، وصوتهما العالي ومناقشتهم حول الشخص الذي سمحت له الفتاة ان يتحدث معها بهذا الاسلوب ولابد وانه وجد منها ما يتيح له التصرف بهذا الشكل، فدائما ما يستفز شخصي هذه المعارك التي يرمي فيها الرجل علي امرأته اسباب وقاحة من حولها بدلا من ان يدافع عنها.
وسرعان ما استجابت الفتاة لحديثه المستفز وتوزيعه للاتهامات كمثل اي فتاة مغلوبة علي امرها للحفاظ علي العريس المنتظر الذي تراه انه الافضل في عالم الرجال متناسية كم الاساءة التي يوجهها لها وزينات ابنة خالتها التي صمتت من اجل الزواج لتتزوج من رجل لا يعرف الا الكأس والهلس والحريم، وريهام ابنة عمتها التي خضعت لتحكمات زوجها الذي تزوج عليها من اجل انه يريد فتاة لديها شخصية، فاذا تأنت هذه الفتاة لبرهه ستجد نفسها هي الوحيدة الخاسرة في انها تتحمل اساءة المجتمع بالاضافة لرمي الاتهامات عليها من هذا الكائن السليط.
وفي باديء الامر ما سبق كان يدور في رأسي وانا اراقبهما ثم تحول تفكيري لنقطة اخري هامة تكمن في ( متي يبدأ صمت العشاق) وذلك عندما صمتت الفتاة ثم قامت بسحب منديل ورقي وقامت بمسح دموعها وهي تنظر الي هاتفها المحمول واكاد ان اجزم حينها انها تقلب بين طياته دون هدف لكي تخفي ضيقها ورد فعلها من الموقف السابق، وهو ايضا اخذ يدخن الارجيلة بقوة وكأنه ينهرها بدلا من حبيبته ويرتشف من كوب المثلجات التي امامه ليثلج قلبه مما يشعر به وظلا صامتان لدقائق، كنت افكر فيها ان دائما كنت اعلم او تصلني معلومات ان هذه الفترة من الصمت تأتي للعشاق عندما يصلا لدرجة الفتور العاطفي عندما ينتهي حديثهما ولا يجدان ما يتبادله في اطراف حديثهما او تنشأ هذه الفترة بين العشاق بعد الزواج مثلا في حالة ان كان هذا هو هدفهما الاول فتنتهي فتره عشقهما وتتحول الي عشق ابنائهما ومنزلهما اكثر، ولكنني اليوم رأيتها في ثوبا جديد وهو عراك الغيرة وجدت فيه صمت العشاق من اجل كبت الغضب بينهما.
ولكن قطع حبل تفكيري عن فترة صمت العاشقين تقارب الفتاة من الولد مثل القطة وهي تراود صغارها، فاتجهت الفتاة برأسها في احضانه مداعبة له من اجل تلطيف الموقف وماكان عليه الا ان يحول اريكة المقهي الي غرفة مغلقة لهما، حسبتهما في لحظة انهم تناسوا وجود من حولهم، ولا اعلم في هذه اللحظة هل هذا ما يسمي الحب او انه رغبة.