أول تصريح من جيبوتى على القاعدة العسكرية السعودية على اراضيها
قاعدة عسكرية سعودية على أراضيها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21”، إلى أن هذه القاعدة ستمنح الرياض موطئ قدم في منطقة القرن الأفريقي، وستعزز دورها في أمن المنطقة، لافتا إلى أن دولة جيبوتي ذات الغالبية المسلمة تعد مهمة؛ نظرا لوقوعها عل البحر الأحمر وخليج عدن، وأقامت فيها الولايات المتحدة وفرنسا قواعد ومنشآت عسكرية، بالإضافة إلى أن الصينيين يقومون ببناء قاعدة عسكرية لهم، وهي الأولى خارج حدود الصين، ومن المتوقع الانتهاء منها هذا العام، بحسب ما قاله وزير الخارجية الجيبوتي محمد علي يوسف.
وتذكر الصحيفة أن السعودية وقعت اتفاقية أمنية مع الحكومة الجيبوتية في العام الماضي، وتبع ذلك اتفاق قانوني هذا الشهر، كجزء من ترتيباتها للقاعدة، كما قال يوسف، مشيرة إلى أن السعودية تقود تحالفا ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، الذي يقع على الطرف الجنوبي من البحر الأحمر، حيث تدعم السعودية القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، التي تسيطر على عدن وأجزاء أخرى في جنوب اليمن.
ويورد التقرير نقلا عن يوسف، قوله: “سنوقع اتفاق تعاون عسكري مع الرياض قريبا”، وأضاف: “لا أستطيع تقديم تفاصيل؛ لأن الجانب العسكري سري، لكنك ستراه عندما يحدث”.
وتلفت الصحيفة إلى أن الجهود السعودية تتزامن مع محاولاتها بناء تحالف من الدول السنية لإظهار القوة، ويعتمد بشكل أقل على الدعم الغربي، وترغب الرياض بمواجهة ما تراه تدخلا إيرانيا في النزاعات العربية، خاصة في سوريا واليمن، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستخدم جيبوتي قاعدة لعملياتها لمكافحة الإرهاب في المنطقة، فبالإضافة إلى القوة المكونة من أربعة آلاف جندي، فإن واشنطن تحتفظ بموانئ جوية تنطلق منها الطائرات دون طيار.
وبحسب التقرير، فإن الصين لم تكشف الكثير عن خططها للقاعدة التي تقوم ببنائها، التي ستكون قاعدة للإمدادات اللوجيستية، ولديها القدرة على استيعاب عشرة آلاف جندي.
وتقول الصحيفة إنه في ضوء التنافس الدولي والإقليمي على موقع جيبوتي الاستراتيجي، إلا أن روسيا هي الدولة الوحيدة الممنوعة من إقامة قواعد عسكرية، ولأن جيبوتي، بحسب وزير الخارجية يوسف “لا تريد أن تكون منطقة لشن حروب الوكالة”، ويقول: “شعرنا أن الوقت للسماح بالوجود الروسي ليس مناسبا؛ وذلك بسبب الحرب في سوريا وأوكرانيا ومناطق أخرى”، ويضيف: “لقد شعرنا أن تضارب المصالح قد يزداد هنا في جيبوتي، وقلنا (حسنا) لا نريد أن نرحب بقوتين عظميين في هذا البلد، وربما واجهتا بعضهما في نزاع”.
ويكشف التقرير عن أن هناك عاملا آخر جذب القوى الأجنبية إلى جيبوتي؛ بسبب قربها من الصومال، التي تعاني من حرب أهلية مستمرة، وهجمات ينفذها الإسلاميون، ولأنها أكثر أمنا، بحسب يوسف، الذي يقول: “لا قراصنة، ولا إرهابيين، ولا دول طامحة ترغب بالهجوم على هذا البلد الصغير”.
وتنوه الصحيفة إلى أن البلاد تتميز بالحكم القوي الذي يسيطر على كل شيء، مشيرة إلى أن الحكومة تتعرض لانتقادات من أحزاب المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان؛ بسبب مستوى القمع الذي تمارسه الحكومة، وغياب الحريات الأساسية.
ويقول يوسف إن “وجود القوى العسكرية في جيبوتي هو من أجل مكافحة القرصنة، ومن أجل (تأمين) مضيق باب المندب، الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن”، ويضيف: “هذه القوى العسكرية موجودة لمكافحة الإرهاب في اليمن والصومال، ولمنع هؤلاء الإرهابيين من تفجير أنفسهم في نيويورك وبرلين ولندن”، بحسب الصحيفة.
ويبين التقرير أن الإمارات العربية المتحدة ركزت هي الأخرى على تطوير قدرات عسكرية كبيرة في المنطقة، وتعد حليفا عسكريا مهما للرياض في اليمن، وعززت من قدرتها في أرتيريا، حيث بنت قاعدة عسكرية في ميناء عصب، وفيه مروحيات مقاتلة ومقاتلات وطائرات دون طيار وقوارب بحرية، لافتا إلى أن نشاط الحوثيين وتأثيرهم على باب المندب زاد القلق على خطوط السفن التجارية.
وتختم “فايننشال تايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن قاربا إماراتيا تعرض في تشرين الأول/ أكتوبر لهجوم، فيما فشل هجوم آخر ضد بارجة أمريكية، حيث ردت القوات الأمريكية بتدمير منصات رادر يعتمد عليها الحوثيون على شاطئ اليمن.