"البشير" في السعودية قريبا.. و"خبراء": هذه الأسباب الحقيقية وراء إثارة السودان قضية "حلايب وشلاتين"
لم تزل مصر مستمرة في مشكلاتها الحدودية، فمن قضية ترسيم الحدود مع مصرو جزيرتي "تيران وصنافير" مع السعودية، إلى حلايب وشلاتين مع دولة السودان، حيث تجددت الأزمة مرة أخرى، حسبما نقلت وكالة الأنباء السودانية، أمس الثلاثاء، عن مصدر دبلوماسي أن الخرطوم جددت شكواها إلى مجلس الأمن بشأن عائدية مثلث حلايب المتنازع عليه مع مصر.
الإبقاء على الشكوى ضد مصر
وذكرت الوكالة نقلا عن الدبلوماسي السوداني، بأنه تمت مخاطبة بعثة السودان الدائمة بالأمم المتحدة في الخامس من الشهر الجاري بإبقاء شكوى السودان بمجلس الأمن الدولي قيد النظر"، مؤكدا أن هذا الأمر وهو الطلب السوداني، توجهه السودان سنويا إلى مجلس الأمن الدولي، من بداية كل عام ميلادي وحتى نهاية شهر فبراير.
زيارة مقبلة للرئيس السوداني إلى السعودية تلفت الأنظار
وفي خضم تجديد الدعوات ضد مصر بشأن حلايب وشلاتين، تشير الأنباء إلى أن الرئيس السوداني، عمر البشير، سيصل إلى الرياض الأحد المقبل، يلتقي خلالها مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما أكدت مصادر دبلوماسية في الرياض اليوم الأربعاء، إن البشير سيلتقي الملك سلمان، لبحث تطورات العلاقات بين البلدين، خاصةً الاقتصادية، إضافة إلى وضع دول التحالف العربي الذي تشارك فيه السودان بجنود وطائرات حربية.
السودان لديه من الوسائل الكثيرة
وقبل 9 أشهر، دعت الخارجية السودانية مصر في بيان لها، إلى التفاوض المباشر لحل القضية أو اللجوء للتحكيم الدولي كما حدث في إعادة طابا للسيادة المصرية، فيما أكد حينها الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية علي الصادق، إن بلاده جددت شكواها لمجلس الأمن الدولي بشأن القضية "كما ظلت تفعل ذلك منذ العام 1956"، مضيفا " إنه في حال إصرار القاهرة على رفض التحكيم الدولي، فإن لديه من الوسائل الأخرى ما يناسب ذلك".
تهديد سابق
وفي أكتوبر الماضي، كان قد هدد السودان باللجوء إلى التحكيم الدولي، إذا فشلت عملية التفاوض مع الجانب المصري، فيما رفضت القاهرة في ابريل الماضي، التفاوض حول منطقة "حلايب وشلاتين"، فيما يعد يتطلب التحكيم الدولي، موافقة البلدين المتنازعين على إحالة القضية إليه، وهو الأمر الذي ترفضه مصر بشأن حلايب وشلاتين.
سفير السودان في مصر: حلايب وشلاتين سودانية
وقال سفير السودان في مصر عبد المحمود عبد الحليم، في تصريح سابق له، إن الوثائق التاريخية والقانونية، تؤكد تبعية "حلايب وشلاتين" للسودان، مضيفا" أنه في حال رفض مصر الحلول الودية "فلا مجال للسودان سوى اللجوء إلى التحكيم الدولي، حيث لدى بلده من الوثائق والمستندات ما يثبت أحقيته في المنطقة، حسبما أكد حينها.
يجب تكريس جهود الوساطة قبل التحكيم الدولي
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور شيخ الدين شدو، أستاذ القانون الدولي بجامعة الخرطوم، أن قضية المثلث، وهي الخاصة بمنطقة حلايب وشلاتين، تقتضي اللجوء إلى التحكيم الدولي، لا سيما أنها تشهد خلافات بين الجانب المصري والسوداني حول ملكيتها.
وأضاف في تصريحات له سابقة، ضرورة حل الخلافات بين السودان ومصر، وعدم اللجوء إلى التحكيم الدولي، قائلا لابدّ من تكريس جهود الوساطة قبل الذهاب إلى التحكيم الدولي.
لابد من موافقة الطرفين
من جانبه أكد محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، أن التحكيم الدولي، في قضية حلايب وشلاتين، لا يمكن أن يتم على الإطلاق، دون موافقة طرفي المشكلة.
زيارة البشير إلى السعودية
وعن زيارة الرئيس عمر البشير إلى السعودية في الأيام المقبلة، أضاف حامد، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الرئيس البشير من المعروف أنه يعالج في السعودية، وأن هذا الأمر هو الأكثر واقعية، من غيره من الأمور الأخرى، المتعلقة، بمسائل ترسيم الحدود.
العلاقات قوية ومن الوارد الحديث عن ترسيم الحدود
ولفت حامد إلى أنه من الوارد، بنسبة ضئيلة جدا، تكاد لا تذكر، الحديث حول أمور الجزر، وكذلك قضايا حلايب وشلاتين، بين الرئيس السوداني والملك سلمان.
وشدد الباحث في العلاقات الدولية، أن العلاقات بين مصر والسودان، تأتي في أوج تطوراتها تماما، لافتا إلى أن العلاقات فيما بينهم، جيدة جدا، لا سيما أن الرئيس السيسي، كان يعد من أوائل الرؤساء الذين تحدثوا مع الرئيس البشير، وقتما كان يجري عملية للإطمئنان على صحته، فضلا عن الكثير من المؤشرات التي تدلل عدم إيجاد مشكلات مستقبلية بين الطرفين.
من الممكن إيجاد تصعيد
كما أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أنه من الممكن أن يكون هناك تصعيدا معينا من قبل السودان، تجاه مصر من ناحية تبعية منطقة حلايب وشلاتين، مؤكدا أن تلك المنطقة مصرية ولا يمكن التحدث في هذا الأمر.
زيارة البشير للسعودية وعلاقتها بالجزيرتين
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن السودان والسعودية، وغيرهم من الدول العربية يجب عليهم الاهتمام بالقضايا الأساسية للمنطقة، لافتا إلى أنه من الممكن أن يكون هناك اتفاقات بين السعودية والسودان، حول تلك الأمور لا سيما أن زيارة البشير تأتي بعد الحكم بمصرية الجزيرتين، والإنهاء على قضية ترسيم الحدود.
التحكيم الدولي لايتم إلا بالموافقة بينهما
كما أكد الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه لا يمكن على الإطلاق لجوء السودان إلى التحكيم الدولي، بشأن قضية حلايب وشلاتين، بغير موافقة مصر، حيث أنه لابد من موافقة الطرفين للجوء بعد ذلك للتحكيم الدولي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هناك علاقة دائما بين إثارة قضية حلايب وشلاتين، وبين قضية الجزيرتين المصريتين، اللذين كانا محط نزاع بين مصر والسعودية، وتأتي تلك المرة أيضا إثارة تلك القضية بعد حكم المحكمة الخاص بمصرية جزيرتي تيران وصنافير.