"الفجر" في مصنع "360 الحربي".. التصدير للخارج قريبا وخطة مع الصين لتطوير العمال (صور)

تقارير وحوارات

مصنع 360 الحربي
مصنع 360 الحربي


قال درويش الجندي، مدير مصنع 360 للصناعات المعدنية، التابع لوزارة الإنتاج الحربي، إن الوزارة في السنوات الأخيرة بعد تولي اللواء محمد العصار، انتهجت استراتيجية وطنية، في محاولة جادة منها لتخفيف العبء عن كاهل المواطن البسيط، ومنع احتكار الشركات التي تعمل في مجال الصناعات المعدنية والكهربائية، إضافة إلى محاولة إحياء الصناعة الوطنية من جديد، وتشجيع المنتج المصري بأعلى جودة وأفضل سعر، وبمكونات محلية مصرية تتجاوز الـ90% من مكونات المنتجات.
 
وأضاف مدير المصنع، لـ"الفجر"، أن قسم الثلاجات ينتج قرابة الـ 90 ألف ثلاجة على مدار العام، وذلك بمكونات محلية مصرية تصنيع محلي، ويتم تصنيع الثلاجة على عدد من المراحل بداية من المكونات الداخلية حتى التكنولوجيا الدقيقة الداخلة في التصنيع حتى التغليف، ما عدا "ماتور" الثلاجة يتم استيراده من الخارج، ويتم طرح الثلاجة بسعر 7250 جنيه مصري في مختلف معارض الإنتاج الحربي على مستوى الجمهورية.
 
وأشار درويش الجندي، إلى أن قسم السخانات يصل إنتاجه إلى 80 ألف سخان سنويًا، ومكوناته الداخلية تصنيع محلي خالص ماعدا وحدة الأشعال يتم إستيرادها من الخارج، ويصل سعر السخان 10 لتر 1250 جنيه مصري، مؤكدًا أن المصنع والوزارة تعتمد على استراتيجية تحقيق أقل هامش للربح مقارنة بمختلف الشركات والمصانع الأخرى المستوردة، مضيفًا أن المصنع بصدد فتح خط جديد لتجميع الغسالات الأوتوماتيك بالكامل بتقنية الألواح الذكية الرقمية، وسيتم طرحها في السوق قريبًا.
 
وأوضح "الجندي"، أن قرابة 60% من العمال بمختلف أقسام مصنع "360 " من الشباب وأعمارهم تحت الـ30 عامًا، لأن العمل في المصنع يتطلب طبيعة خاصة، ومجهود شاق يتطلب شبابًا واعدًا قادر على الإنتاج، إلى جانب الاعتماد على الخبرات الطويلة اللازمة، لتدريب وتأهيل قطاع الشباب، قائلًا إن العامل فور أن يبلغ سن الـ40 عامًا يتم وضعه في منصب قيادي ومسؤول لتدريب العمال الشباب وقيادتهم ليحملوا الراية من بعده، وهي استراتيجية ناجحة انتهجتها وزارة الإنتاج الحربي، لإعطاء الفرصة للشباب للإبداع والابتكار، مشيرًا إلى أن أي تكليفات بالتطوير والتحديث في المصنع، يتم تكليفها للشباب لما لهم من أفكار إبداعية تناسب طبيعة العصر والمجتمع الحديث.
 
وذكر مدير مصنع "360" للصناعات المعدنية، أن تدريب العمال وتأهيلهم في موقع العمل، لا يتوقف عند حدود المصنع، بل يتم تأهيل العمال على مدار عملهم على خطوط الإنتاج، لتطوير المنتج والارتقاء به حتى يصل إلى أعلى معدلات الجودة العالمية، كما تم عقد بروتوكول تعاون بين وزارة الإنتاج الحربي ودولة الصين الشعبية، لإيفاد العمال للتدريب واكتساب الخبرات اللازمة من الخارج، والعودة للتطبيق العملي على خطوط إنتاجهم داخل المصنع، مؤكدًا أن الدراسات البحثية والعلوم التطبيقية هي الأساس التي يقوم عليه المصنع من أجل تقديم منتج يليق باسم الإنتاج الحربي.
 
وقال "إسلام" أصغر عامل بمصنع "360" قسم الثلاجات، إنه كان من أوائل الثانوية العامة وجاء تعيينه بالمصنع، وسمحت له إدارة المصنع بأن يزاول العمل جنبًا إلى جنب مع دراسته الجامعية بكلية علوم الحاسب الآلي، وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه أظهر موهبة خاصة وحبًا للعمل، ما جعل إدارة المصنع تعتمد علية في كثير من الأعمال الخاصة بالتطوير والتحديث، وأوفدته في بعثة تعليمية لدولة الصين الشعبية لاكتساب الخبرات اللازمة في صناعة وتركيب الثلاجات ليعود ويعطي المصنع ثمرة خبراته في الخارج.
 
وأضاف "إسلام"، أن عمله بمصنع "360" الحربي، جعله يكتسب خبرات واسعة في مجال تصنيع وتركيب الثلاجات، إلى جانب الخبرات التي اكتسبها من مسؤولي الإنتاج ذو الخبرات الهائلة وأتاح له العمل بالمصنع فرصة أن يكمل تعليمه الجامعي والاستمرار فيه، مؤكدًا أنه حصل خلال السنتين الأولى في كليته على تقدير الامتياز، ما خلق له الحافز على العمل والإنتاج بكل إخلاص وجهد. 
 
وأكد محمود هشام، عامل بقسم الثلاجات بمصنع "360" وحاصل على دبلوم صنايع، أنه تقدم لشغل الوظيفة من خلال المسابقات التي أعلنتها وزارة الإنتاج الحربي، وتم قبوله للعمل بعد اجتياز جميع الاختبارات والامتحانات اللازمة لشغل الوظيفة، ولم يتوقف الأمر عند التعيين فقط، بل مر بالعديد من مراحل التعلم والتأهيل حتى يواكب أحدث ما توصلت له التكنولوجيا الحديثة في مجال تصنيع الثلاجات.
 
وأضاف "محمود"، أنه يعمل على أحدث جهاز لرش المواد الطلائية المستخدمة في تصنيع الثلاجات والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن العامل يتدرج في منصبه الوظيفي داخل المصنع، ويكتسب العديد من الخبرات اللازمة على مختلف خطوط الإنتاج ليصبح عاملاً متكاملاً قادراً على العطاء الجاد والمثمر.
 
وأفاد أشرف محمد، عامل بالمصنع بقسم السخانات الغازية، بأن المصنع اشتهر منذ بدايته بالسخانات المعمرة، وهو ما أكسب المصنع سمعة طيبة للمنتجات المعدنية، التي تبقى بأعلى جودة ولأطول فترة ممكنة، وأنه على مدار 20 سنة من عمله داخل القسم، أيقن أن سخان الإنتاج الحربي حظى بشهرة محلية داخل المنازل ، بل أن السباكين وفنيي الكهرباء أقروا بمدى جودة السخان ومكوناته عالية الجودة.
 
وقال اللواء حازم عبدالرحمن عبدالحميد، نائب رئيس مجلس إدارة مصنع 360 للصناعات المعدنية، إن الإنتاج الحربي يعتمد على شروط ومواصفات خاصة للتعيين من العمال والفنيين والمهندسين، ويتم الإعلان عن شغل وتولي المناصب من خلال المسابقات التي تعلنها الوزارة على صفحاتها ومن خلال وسائل الإعلام، ليتم الأمر بمنتهى الشفافية والوضوح للمتقدمين، مؤكدًا أنه لا مجال للمحسوبية والوساطة داخل الإنتاج الحربي، وهو ما يظهر جليًا في تقدمها في مجال الصناعات المدنية على وجه الخصوص.
 
وتابع نائب مدير مجلس إدارة المصنع، أن "360" للصناعات المعدنية من أوائل الصناعات والشركات في مصر التي نالت شهادة الأيزو العالمية للجودة الصناعية، والعديد من الشهادات الخاصة بمدى التزام السلامة والأمن الصناعي للعمال والفنيين والمهندسين، مؤكدًا أن المصنع يسعى للحصول على شهادات عالمية متقدمة في مجال التصنيع الصناعي، ليتطرق للتصدير لأوروبا والأسواق الواعدة في إفريقيا في السنوات المقبلة بعد إجراء الدراسات اللازمة.
 
وذكر "عبدالرحمن"، أن جميع منتجات مصنع "360" تمر بثلاث مراحل لضمان الجودة للتأكد من المنتج لتقديمة في أحسن صورة للمشتري، وفق أحدث النظم والتكنولوجيا الحديثة في الاختبار والتجريب والتشغيل، مشيرًا إلى أن المصنع يعتمد على نظام ما بعد التصنيع للصيانة وتغيير قطع الغيار بأخرى أصلية من إنتاج المصنع، بالاعتماد على فريق مدرب ومؤهل على أعلى مستوى من الخبرات اللازمة وتوفير خط ساخن لطلب صيانة المنتجات بعد شرائها من الجمهور.
 
وشدد على أن وزارة الإنتاج الحربي اعتمدت علي استراتيجية جديدة ومطورة في مجال تسويق منتجاتها، بعد تولي اللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي، والذي حرص على ضرورة التسويق الجيد لمنتجات الوزارة من خلال وسائل الإعلام المختلفة والإعلانات للوصول لأكبر شريحة من الجمهور، والدفع بمختلف منتجات الوزارة لكافة المعارض المقامة على مستوى الجمهورية وخاصة في المناطق المكتظة بالسكان، للتخفيف عن كاهل المواطن البسيط.