لا للزواج العرفي.. الشباب يرفعون شعار "لأن الحلال أجمل سأنتظر".. وفتيات: "خدوهم فقراء يغنيكم ربنا"
"لأن الحلال أجمل سأنتظر"، شعارًا رفعه الشباب خلال الفترة الماضية، معبرين عن رفضهم للزواج العرفي رغم ارتفاع الأسعار، تزامنًا مع دعوتهم لتخفيض تكاليف الزواج من قبل أهالي العريس والعروس، معتبرين أن "الحلال" أفضل من اللجوء لمثل تلك الحالات والزواج العرفي الذي ينتج عنه ضحايا للمجتمع.
"الفجر" تواصلت مع عدد من الشباب لمعرفة رؤيتهم حول إمكانيتهم للجوء إلى الزواج العرفي في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، بالسؤال عن"بعد ارتفاع الأسعار وتأزم الحالة الاقتصادية.. هل توافق الفتاة علي الزواج العرفي؟ وهل يوافق الشاب أن تتزوج اختة أو بنت عمه أو خاله زواج عرفي، لنجد أنهم فضلوا "الحلال" حتى إذا تأخر رافضين الإقتراب من الزواج العرفي.
"الزواج يعني إشهار"
"الزواج يعني إشهار"، بتلك الكلمات رفض أحمد محمود، محامي يبلغ من العمر 26 عام، الزواج العرفي، معتبره بمثابة الجريمة الأخلاقية المستترة في مجتمعنا ولم ولن تسلم من نظرة المجتمع التي تحط منك ومنها وتجعلك في مرتبة أدنى مستوي قائلًا: "أرفض الجواز العرفي طبعًا على الأقل هكون عايش مرتاح ومش هظلم اللي أتجوزتها".
مليزمنيش أقضيها كباريهات أرحم
محمد العقيلي، أحد الشباب المصريين العاملين بالسعودية، رفض الزواج العرفي بقوة مطالبًا بتخفيض تكاليف الزواج بدلًا من المطالب العالية التي يطلبها والد العريس ووالد العروس، وعن سؤاله عن إمكانية زواجه عرفيًا في حالة تأزمه اقتصاديًا قال مازحًا: "لا مليزمنيش أقضيها كباريهات أرحم".
خذوهم فقراء يغنيكم ربنا
وكان للفتيات رأيًا أيضًا مشابهًا، فقالت إلهام السيد إن الزواج العرفي مرفوض حتى في حالة ارتفاع الأسعار، خاصة وأن الدين قال كلمته في ذلك "خذوهم فقراء يغنيكم الله"، قائلة: "أنا بشوف الزواج العرفي زنا مقنن لأن الأصل في الزواج الإشهار ومهما حلله مؤيدوه أنا برفضه شكلاً وموضوعا وأخيرًا المفروض إرتفاع الأسعار يعلمنا الرحمة وعدم المغالاة الشرع لا بيفرض شبكة ولا شقة على النيل وكانوا أهلنا زمان بيتجوزوا في غرفة مع الأهل".
مشاكل الزواج العرفي
رضا الحريري، أكدت أن حل الأزمة الاقتصادية بالزواج العرفي سيؤدي إلى عدة مشكلات أخرى قائلة: "هو علشان نحل مشكلة الآن نتسبب فى مشاكل أخرى خاصة في المواليد وعدم وجود إثبات موثق للزواج يثبت للزوجة أو حتى الأطفال أي حقوق".
بيت أبويا أحسن
وعن تفضيل رضا الله عن الزواج، قالت منة عامر إنها لن تلجأ لغضب الله بسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار، قائلة: "هو عشان ارتفاع أسعار وفيه أزمة يبقى أغضب ربنا وهو دا يتسمى جواز .. لا أنا عندي أبقى في بيت أبويا أحسن".
من يلجأ للزواج العرفي؟
الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم الاجتماع والتربية، أكد أن الزواج العرفي ظاهرة غير مرتبطة بارتفاع الأسعار، موضحًا أن من يلجأ لها هو الشباب والفتيات الذين لم يتربوا على الأخلاق الجيدة وإعلاء القيم، أما من تربى جيدًا لن يلجأ لمثل تلك الظاهرة مهما كانت الظروف والضغوط حوله.
وعن طريقة مواجهة تلك الظاهرة، قال "أبو حسين"، في تصريح لـ"الفجر"، أن الأسرة وخاصة الأم تلعب دور كبير في ذلك، لأنه يجب تربية الفتاة وخاصة الفتاة لأنها الأضعف في مثل تلك العلاقات وهي الضحية الأولي على أن تلك العلاقات منبوذة بأسلوب تتقبله الفتاة وتقتنع به.