"جهاز العروسة".. فرحة أفسدها "جنون الأسعار"
حالة من الترقب يعيشها أهالي الفتيات المقبلات على الزواج، بسبب زيادة الأسعار التي شهدت جنونًا خلال الفترة الأخيرة، والتي جعلت من "جهاز العروسة" عبئًا على الأهالي ومعادلة صعبة الحل تحيرهم.
"الفجر" حاولت الوقوف على الأزمة التي تواجه أسر الفتيات المقبلات على الزواج، لتتعرف على الحيل التي لجأوا إليها، لتنفيذ تلك المعادلة الصعبة لنقل البنت من منزل الوالد إلى "عش الزوجية".
-ارتفاع الأسعار إلى الضعف
بداية روت سامية نجيب، ربة منزل، عن معاناتها مع زيادة الأسعار، قائلة: "أنا بنتي اتجوزت من سنة بالظبط، جهازها وهي عروسة كلفني 50 ألف جنيه، وكانت كل حاجة بشتريها وقتها من الغالية، سواء أجهزة كهربائية، أو مفارش، أو حاجات مطبخ، بعد سنة نزلت أجهز بنتي التانية، 50 ألف يدوب يجيبوا نص الجهاز اللي اشتريتوا لأختها، مثلاً الأجهزة الكهربائية كنت أشتريتها بـ10 آلاف، دلوقتي نفس الأجهزة بـ30 ألف".
-الأسعار نار ومحدش بيتجوز
وفي رواية أخرى لإحدى ربات البيوت، تقول حنان محمد: "الأسعار زادت وبقت نار، محدش بيتجوز، عشان الأم والأب يفكروا يجوزوا بنتهم دلوقتي بأجهزة ومستلزمات الحياة بس من غير رفاهيات محتاج 50 ألف جنيه، أقل حاجة، زمان الناس اللي ظروفها صعبة شوية كانت تقدر تجيب الأجهزة الكهربائية الأساسية مثلا بـ6 آلاف، دلوقتي 15 ألف متكفيش".
-تنازلات الأهالي وشراء "الشعبي"
وعن المستلزمات التي قررت بعض الأمهات الاستغناء عنها في جهاز العروسة، تقول أم عبير، إنها لجأت إلى الاستغناء عن بعض الأساسيات بسبب زيادة الأسعار، بالإضافة إلى استبدال بعض الأجهزة بأخرى كـ"الغسالة العادية" والابتعاد عن الماركات بشراء المنتجات "الشعبية".
-الفرز الثاني والمستعمل هو الحل
فيما قالت آمال عبد النعيم، إنها لجأت للفرز الثاني والمستعمل في جهاز ابنتها بعد ارتفاع الأسعار، موضحة: "أنا قررت ألجأ للفرز الثاني في المصانع بالنسبة للأجهزة الكهربائية والمفارش واللبس، لأن الفرز الأول كلها حاجات غالية الفرز التاني سعره أهون في الأيام السوداء اللي احنا عايشينها".
-"السلف" وسيلة اضطرارية لمواجهة وحش الغلاء
لم يكن الفرز الثالني أو المنتجات الشعبية حلًا وحيدًا للأهالي، حيث لجأ البعض إلى "السلف" من إجل إتمام زوج بناتهن، فتقول "جميلة إبراهيم": "كل يوم الأسعار بتزيد، احنا اضطرينا نستلف عشان نشتري جهاز بنتنا، بسبب الأسعار اللي كل يوم بتزيد، فمثلاً كنت عاوزة اشتري غسالة، زادت في يوم واحد 500 جنيه، ولوكنا اتأخرنا عن كده كانوا هيزيدوا، والله أعلم الأسعار هتفضل تزيد كده لحد امتى".
-تاجر أجهزة كهربائية: "احنا مبقيناش بنبيع"
ويؤكد حلمي محمد، تاجر بيع أجهزة كهربائية، أن ارتفاع الأسعار تسبب في عزوف المواطنين عن شراء الأجهزة، مشيرًا إلى أن الأسعار في تزايد يومي وهو ما لم يتقبله المواطنين.
وأوضح تاجر بيع الأجهزة الكهربائية، أن المواطنين المضطرين فقط هم من يلجأون للشراء، كالعرائس أو الذين تلفت أجهزتهم، قائلًا: "الناس المضطرة بس هي اللي بتيجي تشتري، وكمان بيشتروا الأساسيات، احنا مبقناش بنبيع أي أجهزة من الأجهزة اللي يقال عليها رفاهيات كـ(السخان، التلفزيون، الميكرويف)".
-تاجر مفروشات: "بضاعتنا مركونة"
ويضيف محمد صلاح، صاحب محل مفروشات، إن سوق المفروشات يعاني من الركود، في حركة البيع والشراء، متابعاً: "إحنا مبقيناش بنبيع، البضاعة مركونة محدش بيشتريها، حتى العرائس، زمان كانت العروسة تيجي تشتري مفارش صيفي وشتوي و20 ملاية على الأقل، دلوقتي العروسة الغنية بتشتري 10 ملايات ومفرش".
وأشار تاجر المفروشات، إلى أن البائعين لم يقوموا برفع الأسعار، ولكن "تعويم الجنيه" جعل خامات المفروشات سعرها مرتفع، مما أدى لارتفاع الأسعار
-"تعويم الجنيه" القشة التي قصمت ظهر التجار
ومن جهته أرجع عاطف عبد المنعم، رئيس شعبة المعدات والأدوات الكهربائية، سبب زيادة أسعار الأدوات الكهربائية المستوردة أو المصنعة، إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، بالإضافة إلى قرار تعويم الجنيه.
ونوه عبد المنعم، في تصريح لـ"الفجر"، بأن التضارب الموجود في أسعار الأجهزة الكهربائية سببه غياب الرقابة على الأسواق، مؤكداً أن الرقابة تعد جزء من أزمة ارتفاعات الأسعار.
وأشار إلى أن الشعبة طالبت بالرقابة على الأسواق أكثر من مرة، ولكن الوضع في كل مرة يكون أصعب، وأصحاب المحلات يستغلون فرصة ارتفاعات الأسعار، ما أدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء، بعد استغلال أي مواطن يقوم بالشراء.