الجماعات الإرهابية تواصل عمليات خطف وابتزاز المواطنين بكرداسة
عند الدخول إليها وقبل أن تطأ قدمك أرضها يشوبك الريبة والقلق والحذر، لا لما تسمعه عنها، ولكن بما تعجز عيناك عن تصديقه.
الأسلحة والبلطجة يتصدران المشهد كما يتصدران معظم المناطق الشعبية، اصطفاف صغار التجار لبيع المخدرات، منطقة "ناهيا" وكأنها ليست جزء من أرض الوطن، يعكر صفوها الأشقياء والهاربين من أحكام.
تعود الواقعة بسرد أحد المواطنين بقرية "ناهيا" دائرة قسم بولاق الدكرور التابعة لمركز كرداسة، قصة العصابة الملثمة التي أطلقت الرصاص علي عائلته، والتي أصابت إحدى أبنائه بالعجز في محاولة اختطافه وطلب فدية مليون جنيه.
الحاج فتحي كما يناديه جيرانه يحكي تفاصيل الواقعة قائلا:" أخبرني رئيس مباحث قسم كرداسة بأن هناك معلومات سرية أفادت بوجود جماعة إرهابية ملثمة تخطط لخطف نجلي عمرو من أجل طلب فدية وقدرها مليون جنيهآ".
وأضاف فتحي: " طلب مني رئيس المباحث إخفاء ابني المدعو عمرو لمدة ثلاث شهور بعيدآ عن القرية، حتي لا يصيبه مكروه".
وأكد أنه قد تم تحرير محضر بواقعة التهديد يحمل رقم 4278 إداري مركز كرداسة، بتاريخ 18/ 8/ 2016، مفاده اعتزام كل من: "أحمد. ر.أ"، و محمد.ر.أ"، ومحمد.أ"، وأيمن. ي"، والمتهمين في قضايا سابقة بخطف المدعو "عمرو فتحي" لطلب فدية من والده قدرها مليون جنيه.
عندما عجز الحاج "فتحي" عن حماية نجله "عمرو" سارع بإخفائه عن طريق نقله قسريا إلى مدينة أخرى لما يزيد عن ثلاث شهور حتى ظن أن الموضوع قد انتهى بسلام، وعند هدوء الأوضاع نسبيا قام باسترجاعه إلى بيته من جديد الكائن بمنطقة ناهيا.
وكانت المفاجئة بعد رجوعه بيومين فوجئ أهل القرية عن نزول تلك الجماعة الإرهابية الملثمة بسيارتين في الساعة الثانية عشرة ظهرآ وبحوزتهم العديد من الأسلحة النارية من رشاشات آلية وطبنجات رصاص حى وبدأوا في إطلاق النار بطريقة عشوائية، لينتفض الأهالي محاولين إيقافهم دون جدوى.
عشر دقائق متواصلة من وصلة الأعيرة النارية، لم يتمكنوا فيها من خطف المدعو "عمرو" وقاموا بالفرار بعد أن أحدثوا إصابات شديدة بأبناء الحاج فتحي، منها إصابة "عمرو" بطلق نارى في العين مما أدى إلى فقدان عينه بالإضافة إلى طلق نارى في القدم، كما أصيب والده بطلق نارى بالكتف والقدم وإصابة بعض الاهالى أيضآ.
على الفور توجهت النيابة إلى مكان الحادث في وضح النهار وتحرر محضر بالواقعة يحمل رقم 15531 إداري مركز شرطة كرداسة وتم نقل الحاج فتحى ونجله الى المستشفي وعمل التقرير الطبي الخاص بالواقعة.
بسؤال الأهالى عن تلك الجماعة الإرهابية المسلحة، أكدوا أن هذه الجماعة الملثمة اعتادت النزول إلى "ناهيا" والقرى المحيطة بهم للسطو عليهم في وضع النهار وأخذ أموالهم وبضائعهم وخطف أولادهم، وذلك وفقا لمحاضر موثقة.
كما أقر أحد الأهالى أنه قد حرر محضر في قسم الشرطة بوقائع أخرى ولكن دون جدوى بل على العكس تم نزول هذه الجماعة إلى "ناهيا" للانتقام منهم وترويعهم نتيجة ما قاموا به داخل قسم الشرطة والمطالبة بحقهم الشرعي وفقآ للقانون.
ينغمر الحاج فتحي بالبكاء متوجها هو وأهل المنطقة بنداء عاجل لوزير وزير الداخلية، اللواء مجدي عبدالغفار لإنقاذ القرية من بطش تلك العصابة التي تمارس أعمالا إرهابية لترويع الآمنين.