من ستر مسلما ستره الله...
ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير الضرورة يعتبر منهجا لدين الإسلام،أما عند هؤلاء الغربيين: حينما تقع فاحشة، ينشرونها في أوسع وسائل النشر.
مع تفاصيل مخزية، مع تفاصيل يستحي الإنسان أن يقرأها وحده، هذا غير منهج الله. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾هذه الآية -أيها الأخوة- تقسم الظهر، ما فعل شيئاً، ما أشاع الفاحشة، إن أحب إشاعة الفاحشة، لو أشاعها جرم أكبر، لمجرد أنك مرتاح لهذه الفاحشة التي تنتشر، لمجرد أنك يعني سعيد بهذه الفضيحة التي ظهرت بين المؤمنين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾. التفسير دقيق، وبسيط، لا يوجد أم على وجه الأرض تفرح بفضيحة ابنتها، أبداً، على الإطلاق، فإذا رأينا أماً تفرح بفضيحة ابنتها، نقول: هذه ليست أمها قولاً واحداً. حينما يتمنى الإنسان أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، هو ليس مؤمناً، هو في صف المنافقين، لأن الله عز وجل يقول: ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا﴾
فأنت دقق، هذا مقياس دقيق؛ لمجرد أن تفرح لمصيبة ألمت بمؤمن، -لا سمح الله ولا قدر، فيجب أن يعد الإنسان نفسه مع المنافقين، وهذه أوضح علامة من علامات النفاق: أن تتمنى أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، أن تتألم إذا أصاب المؤمن خير، أن تفرح إذا أصاب المؤمن شر، أما إذا رأيتم مجتمعاً بأكمله قائماً على التحاسد، وعلى البغي والعدوان، وكل إنسان يتمنى أن يسحق أخاه، لينفرد وحده بالغنيمة، هذا مجتمع يستحق سخط الله عز وجل.
لذلك: حينما يهون أمر الله على المسلمين، يهونون جميعاً على الله. هان أمر الله عليهم، فهانوا على الله. هل تراه واقع المسلمين اليوم ؛ المسلمون يصلون، ويصومون، ويحجون، ولكنهم لا يتخلقون بأخلاق الإسلام؛ في غيبة، نميمة، فحشاء، إشاعة فحشاء، حسد، بغي، عدوان، وكلهم يصلون، لذلك: لا يقيم الله لهم وزناً يوم القيامة: (لا يستر عبد عبداً في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة)، الشيء الذي لا يصدق، انظر آداب الإسلام، ليس الذي أشاع الفاحشة، الذي أحب أن تشيع الفاحشة، أحب فقط، تمنى، ما فعل شيئاً؛ ما تكلم، ما أشار، ما غمز، ما لمز، لكنه تمنى أن تشيع الفاحشة، له عذاب أليم في الدنيا والآخرة. و الآن المؤمنون في خندق واحد، لأن المؤمنين في قارب واحد، لأن المؤمنين يد على من سواهم، يأخذ بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، والمؤمنون كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولنتذكر أن أخلاق نبينا الحبيب، الحرص الشديد أن يعين المؤمن المؤمن دائماً أخاه على الشيطان، ولا يعين الشيطان على أخيه، أبداً.
إذا إنسان وقع، ذلت قدمه، أنت مهمتك كمؤمن أن تعينه على الشيطان، لا أن تعين الشيطان عليه. فهذا الموضوع؛ موضوع الستر، موضوع المغفرة، موضوع العفو، والإنسان حينما يعفو ..... يعفو الله عنه، وحينما يستر يستره الله.