بعد تصريحات عسيري بدحر "داعش".. هل سيتم القضاء على التنظيم؟

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تظل الآمال منعقدة على دحر وهزيمة التنظيمات الإرهابية، وهو ما ينعكس من خلال الجهود الدولية التي تبذل في هذا الشأن، إذ باتت تلك التنظيمات تشكل خطرا كبيرا على الدول، وتتسبب في تعاظم الصراعات الكثيرة، إلا أن السعودية اليوم، تضرب مثلا قويا في التصدي لتلك التنظيمات، حيث استضافت اليوم مؤتمرا كبيرا يضم الكثير من الأطراف الفاعلة، ضمن التحالف ضد داعش.

عسيري يتوعد بدحر داعش
حيث أكد  مستشار وزير الدفاع السعودي، اليوم، اللواء الركن أحمد حسن عسيري في مؤتمر دول التحالف ضد الإرهاب، أن المرحلة المقبلة لـ"التحالف الإسلامي، الذي تقوده الرياض، هو هزيمة تنظيم "داعش" في الموصل والرقة، وأن التحالف سيعتني بهاتين المدينتين في المقام الأول.

البنيان: المملكة شريكا أساسيا في الحملة ضد الإرهاب
وكان رئيس هيئة الأركان، الفريق أول ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان، أكد في تصريح سبق تصريح ن المتحدث باسم التحالف الإسلامي، أحمد عسيري، أن عقد المؤتمر يأتي امتداداَ لمؤتمرات مهمة سابقة، منوها أنه يرمي إلى مكافحة التنظيمات الإرهابية، التي يعد تنظيم داعش من أخطرها، مشددا أن المملكة شريكاً فاعلاً في الحملة الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا.

نجاحات ضد الإرهاب
وأضاف البنيان قائلا "التحالف حقق بعض النجاحات  ضد التنظيم، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي مهدت للوصول للمرحلة الثالثة، التي تستهدف هزيمته والقضاء عليه نهائيا"، مشددا أن التصدي للإرهاب، لن ينتهي في يوم وليلة، وإنما  سيستغرق وقتاً طويلاً، وعليه وانطلاقا من هذا، فإن المملكة تحث جميع الدول العربية والإسلامية للمشاركة في هذا التحالف لتحقيق الاستقرار.

يشار إلى أن السعودية قد استضافت اليوم الأحد، مؤتمر دول التحالف ضد تنظيم "داعش"، حيث تواجد 14 دولة مشاركة ضمن التحالف، ممثلة برؤساء هيئة الأركان العامة، وهي الأردن، الإمارات، الولايات المتحدة الأمريكية، البحرين، تركيا، تونس، السعودية، سلطنة عمان، قطر، الكويت، لبنان، ماليزيا، المغرب، ونيجيريا.

المملكة تسعى لحشد أكبر
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور عمرو عبد المنعم، المتخصص في فكر الجماعات الجهادية، والإرهاب الدولي، أن المؤتمر الذي عقد في السعودية، يأتي في نطاق سعى المملكة العربية السعودية، لحشد أكبر من  الدول، بحيث يكونون ضمن التحالف.

التعامل الفكري هو ما سينهي التنظيم
عبد المنعم، شدد على ضرورة التعامل الفكري، وليس الاهتمام فحسب، بالجانب العسكري، مبينا، أن تنظيم داعش، يحمل بالأساس فكرا جذابا، يجذب الكثير من العقول، لا سيما الشباب، عن طريق الآلة الإعلامية التي وصفها بـ "الجهنمية".

وأضاف، المتخصص في فكر الجماعات الجهادية، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، ضرورة العمل على تطبيق الكثير من الأنظمة التي تهتم بمناقشة الأفكار، فضلا عن الاهتمام بإصلاح الواقع المعيشي، مشددا على ضرورة إيجاد أسس للمواجهات الفكرية، بحيث تتمكن من استيعاب الأسئلة الحائرة، وهو ما سيعطي إيجابيات بالتأكيد أكثر من استعمال الجانب العسكري بمفرده.

السعودية ونظام المناصحة
وعن السعودية، قال عبد المنعم، أن السعودية متقدمة كثيرا في معالجة الفكر المتشدد الذي يظهر في مجتمعاتها، حيث استخدمت أسلوبا رائعان وهو أسلوب المناصحة الذي يعد من أهم الأساليب، التي تعالج الفكر الإرهابي، متمنيا أن تسير مصر على هذا المنوال في معالجة الأفكار المتشددة. 

وأعرب عن أمانيه الشديدة، في تصفية الأجواء بين مصر والسعودية، مشددا، أنهما طرفان مهمان في العالم العربي، ولا يمكن الاستغناء عن بعضهما البعض، لا سيما في هذا التوقيت الذي تتعاظم فيه التحديات وتكثر فيه المشكلات بالدول العربية.

هناك تقدم كبير في مجال محاربة الإرهاب
من جانبه أكد اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن الأوضاع الخاصة بمحاربة الإرهاب، تسير بشكل جيد، لافتا إلى أن القوات العراقية، تم تأهيلها كثيرا، وباتت أكثر قوة، وتأثيرا عن ذي قبل.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الوضع يسير أيضا بإيجابية إلى حد كبير أمام قوى الإرهاب في سوريا، حيث تلعب روسيا دورا كبيرا في محاربته بدعم القوات السورية،  فضلا عن خسارة داعش منطقة سرت في ليبيا، وهو ما يعد تحسنا كبيرا في مواجهة الإرهاب.

آمال كبيرة منعقدة
وبخصوص الإنهاء على التنظيم في الأيام المقبلة، كما أشار، المتحدث باسم التحالف العربي، أحمد عسيري، أوضح مظلوم، أن هناك آمال كبيرة في التخلص من تلك التنظيمات الإرهابية، لا سيما أن داعش تقلصت مساحة الأرض التي كان يسيطر عليها منذ عام 2014، فضلا عن التقدم الحاصل في الموصل  بالعراق، وهو ما ينذر بهزيمة ساحقة لهذا التنظيم.

مستقبل التنظيم  بعد إمكانية دحره
وبسؤاله عن مستقبل التنظيم بعد دحره، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الخوف يأتي من تفريخ التنظيم أنصاره في العديد من الدول، وهنا سيكونون أخطر من كونهم تنظيما يجمعهم مكانا واحدا أو توقيتا موحدا، وهو ما يعرف بعمل الذئاب المنفردة  التي أصبحت تطول الكثير من الدول، مشيرا إن معالجة العمليات الإرهابية بواسطة تلك الذئاب المنفردة، لابد أن يكون عن طريق تعاون المواطنين مع الأمن، فضلا عن  التعاون الدولي في مجال تبادل المعلومات.

مواجهات قوية
كما أكد اللواء رضا يعقوب، الخبير الأمني، ومتخصص جماعات الإرهاب الدولي، أن هناك تقدما كبيرا على صعيد محاربة تنظيم داعش، لافتا إلى أهمية مواجهة الإرهاب والعمل على إيجاد خطط محكمة في مواجهته.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن المؤتمر الذي عقد في السعودية، الذي ضم عددا من الدول التي تأتي ضمن التحالف  ضد الإرهاب، يعد من الأمور المهمة للغاية، مشددا على ضرورة تحالف الدول العربية مع بعضها البعض، للتعامل بحزم مع الجماعات الإرهابية.