في ذكرى ميلاده الـ 99.. "عبد الناصر" الرئيس و"العاشق"

تقارير وحوارات

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر



ذو قوام ممشوق وجدية تغلب على ملامح وجهه ولكنه يحمل بين هذا كاريزما تجعله يدخل القلوب، فتعلق به شعبه من خلال سماع خطاباته في الإذاعة وعبر شاشات التلفزيون الأبيض وأسود حينها، فما بالنا بمن عشقهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي تحل اليوم 15يناير الذكرى الـ 99 لميلاده.

وتختلف حياة الرؤساء في الحياة العامة عن الحياة الشخصية، فجمال عبد الناصر "الرئيس" يختلف كثيراً عن "المحب" الذي آثرت في حياته نساء، نوضحهم من خلال السطور التالية.

السيدة "فهيمة"
كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي ولد في 15 يناير عام 1918 أول فرحة لوالديه فهو أكبر أشقائه، ارتبط بوالدته السيدة فهيمة ارتباطا شديداً، سافرت أسرته في كثير من الأحيان بسبب عمل والده، ففي سنة 1921، انتقلوا إلى أسيوط، ثم انتقلوا سنة 1923 إلى الخطاطبة، التحق عبد الناصر بمدرسة النحاسين الابتدائية في الجمالية بالقاهرة، وأقام عند عمه خليل حسين لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط أثناء العطلات الدراسية.

كان عبد الناصر يتبادل الرسائل مع والدته، ولكن الرسائل توقفت في أبريل 1926، وعندما عاد إلى الخطاطبة علم أن والدته قد ماتت قبل أسابيع بعد ولادتها لأخيه الثالث شوقي، ولم يملك أحد الشجاعة لإخباره بذلك.

وعلم عبد الناصر بعد الوفاة، وقال في وقت لاحق: " لقد كان فقداني لأمي في حد ذاته أمرا محزنا للغاية، فقد كان فقدها بهذه الطريقة، وعدم توديعي إياها صدمة تركت في شعورا لا يمحوه الزمن،وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضا بالغا في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين".


 السيدة "تحية"
منذ اليوم الأول لزواج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والسيدة تحية وهو زوج مثالي وحبيب وهو ما جعل السيدة تحية لا تشعر بأن عبد الناصر يعاملها كغيره من الرؤساء.

تروي السيدة تحية تفاصيل اليوم لزواجها في مذكراتها، مشيرة أن جمال كان زوجا مثاليا، حمل عروسه إلى داخل الشقة، التي لم تكن رأتها من قبل، لكنها كانت جميلة، أعجبها فيها غرفها الخمس، وأثاثها البسيط، ولم تكن تشعر بنقص أي شيء من الذي اعتادت عليه من ثراء أبيها وأخيها.

كما بدأت مذكراتها بهذه الكلمات:  "زوجي الحبيب، لم تمر عليَّ دقائق إلا وأنا حزينة، وأنت أمام عيني في كل لحظة عشتها معك، صوتك.. صورتك المشرقة.. إنسانياتك.. كفاحك.. جهادك.. كلامك.. أقوالك.. خطبك.. مع الذكريات أبكيك بالدموع أو أختنق بالبكاء".

وحزنت السيدة تحية كثيراً بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولم ترتدي سوى اللون الأسود حتى لحقت به، وقالت في مذكراتها:  "لقد عشت ثمانية عشر عاما لم تهزني رئاسة الجمهورية ولا زوجة رئيس الجمهورية، ولن أطلب منكم أي شىء أبدا.. أريد أن يجهز لي مكان بجوار الرئيس لأكون بجانبه.. وكل ما أرجوه أن أرقد بجواره".. تحية جمال عبدالناصر".

"هدى" و "منى"
رزق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخمس أبناء بينهم نجلتين وهما هدى ومنى واللتان ارتبطا بوالدهم كثيراً،واهتمت هدى بحفظ تراث والدها من خطب وتصريحات ووثائق.