د. دينا أنور تكتب: وين "هدير" يا أماااااي..؟!
عارفين المجتمع مرعوب من قضية هدير ليه..؟
المسألة مش مسألة دين ولا شرف ولا قيم.. لأننا كلنا عارفين إن مجتمعنا أبعد ما يكون عن الأخلاق حتى لو كان دايماً بيوهم نفسه إنه مجتمع محافظ، الكلام ده اضحكوا بيه على حد تاني..!
اللي مخوفهم قوي إن هدير مش زي هنادي، هنادي رضيت تبقى ضحية وتروح في "الوبا" وأمها وأختها يشوفوها بتتقتل ويسكتوا، هنادي ما قدرتش تدافع عن نفسها وتقول إنها وثقت في الباشمهندس عشان حبته وافتكرته هو كمان حبها ومش بيخدعها، هنادي كانت أجبن من إنها تروح تطالب الباشمهندس بحقها، أو تطلب من خالها بدل ما يقتلها يقف جنبها لحد ما يجيب لها حقها من الباشمهندس اللي ضحك عليها باسم الحب، عشان كده هنادي راحت في الوبا، واللي خدت حقها هي أختها آمنة اللي صرخت في وش أمها و خالها: وين هنادي يا أمااااي؟
آمنة رغم انها كانت من نفس البيئة ونفس الأهل إلا إنها ما رضيتش تسكت وصممت تنتقم من الباشمهندس اللي كان سبب موت أختها، عشان كده هنادي ماتت و الباشمهندس مات وآمنة هي اللي عاشت ..!
اللي مخوفهم بقى إن يبقى في بنات زي آمنة في المجتمع، بنات تعترف بالغلط وتواجهه وتقرر تعيش وتكمل حياتها وتحاسب اللي ضحك عليها وتاخد تارها منه..!
اللي مخوفهم إنهم مش هيعرفوا يتسلوا بالبنات والستات زي زمان ويعملوا معاهم علاقات جنسية حرة بدون مسؤولية..!
أنصاف الرجال خايفين يتورطوا مع ستات قوية زي هدير ما بيخافوش من الفضيحة، ومش بيروحوا يعرضوا حياتهم للخطر بالإجهاض وحياة طفل برئ للقتل، ومش بيتحملوا الإهانات والتجريح والإبتزاز في عيادات أطباء الترقيع عشان يحطوا ختم العفة المصنوع من الجلد الصيني..!
وحتى الست اللي بتهاجم هدير، خايفة من خيانة جوزها ليها اللي بتقول عليها نزوات، خايفة جوزها يتدبس مع واحدة قوية زي هدير ما يعرفش يخلع منها ويرجع بيته صاغ سليم، وتلاقي جوزها جاب لها أخ لولادها يشاركهم في الفلوس اللي هي مستنية تورثها منه!
اللي مخوفهم قوة البنات والستات اللي بيسموها فجر وبجاحة، مجتمعك عاوزك دايماً خوافة وجبانة وماشية جنب الحيط، مجتمعك بيتقبل غلطك لو حاولتي ترقعيه في سرية زي غشاء البكارة الصيني!
مجتمعك قافل عليكي حتى باب التوبة والرحمة اللي ربنا فاتحه لكل الناس رجالة وستات، مجتمعك اللي بيكبر وهو بيدبح البني آدمين هيستر عليكي لو قتلتي ابنك ولا رميتيه على باب جامع، لكن مش هيرحمك لو بقيتي قوية وقلتي أنا غلطت آه بس مش هموت نفسي ولا هتنازل عن حقي عشان غلطت..!
مهما غلطتي إنتي إنسانة، من حقك تغلطي و تتعلمي من غلطك و تستحملي نتائجه و تواجهيه بشجاعة، مفيش حد من حقه يحكم عليكي بالموت عشان غلطتي، و لا في حد من حقه يخرس صوتك عن المطالبة بحقوقك عشان مختلف معاكي سياسياً أو دينياً أو مجتمعياً، مفيش حد من حقه يكسر عينك عشان أي قرار غلط خدتيه في وقت كان عقلك مغيب أو ظروفك النفسية والعائلية مش مضبوطة، في كل الأحوال لازم تقومي وتعيشي وتكملي وتواجهي كل اللي عاوزين يغتالوا حقك في الحياة..!