البغدادي يعد أيامه الأخيرة في الموصل وينتظر مصيره
قال وزير الدفاع
الأمريكي، أشتون كارتر، إن زعيم تنظيم "داعش"، أبوبكر البغدادي، ينتقل من
مكان إلى آخر وأن "أيامه معدودة"، وذلك في مقابلة بُثت الخميس على شبكة
"PBS".
جاء ذك في الوقت
الذي اقتحمت فيه قوات جهاز مكافحة الإرهاب أولى بنايات جامعة الموصل، وفرضت السيطرة
على جسر الحرية، فضلا عن تطهير بنايات المجمع الحكومي الرئيسي ومقرّ قائمقام الموصل
في الجانب الأيسر من المدينة. وبذلك يكون الجانب الشرقي من الموصل قد سقط عسكريا بيد
القوات العراقية، لأن كل الأحياء المتبقية في الساحل الأيسر للموصل أصبحت تحت مرمى
نيران الجيش العراقي.
كما فقد البغدادي أغلب معاونيه في الموصل، سواء بضربات
جوية أو بنيران القوات العراقية، وبالتالي هو الآن في وضع صعب، كما قال الدكتور واثق
الهاشمي رئيس المجوعة العراقية للدراسات الاستراتيجية في حديثه لبرنامج "الحقيقة"
الذي يبث على أثير راديو "سبوتنيك"، حيث يقول الهاشمي" إن الحكومة العراقية
أيضا تحدثت عن موضوع البغدادي وأيامه المعدودة في الموصل، وفق معلومات استخباراتية
عن تحركات البغدادي، والمشكلة الكبيرة التي يعانيها بعد أن تم قتل جميع مساعديه خلال
الشهرين الماضيين، وبالتالي هناك متابعة لتحركاته، وكانت أكثر من محاولة لجهاز مكافحة
الإرهاب والقوة الجوية العراقية والتحالف الدولي لاستمكان البغدادي وقتله، وربما في
الأيام المقبلة سيعلن عن مقتل البغدادي والوصول له".
أنباء تحدثت عن
هروب بعض قيادات التنظيم باتجاه الحدود السورية، على الرغم من إحكام القوات العراقية
الطوق حول مدينة الموصل، وإذا ما صحت مثل تلك الأنباء، قد يضع ذلك فرصة لهروب زعيم
التنظيم إلى مكان ما، لكن الهاشمي من جانبه لا يرى ذلك، حيث يقول: " إن الموصل
محاصرة من جميع الاتجاهات، لكن توجد بعض الأنفاق وبعض النياسم، ربما لم يتم السيطرة
عليها لحد الآن، هي ما تسمح لهروب بعض القيادات الداعشية، ومع ذلك فإن تنظيم
"داعش" يعيش مشكلة كبيرة تتمثل بقطع طرق الإمداد وكذلك قطع الطريق أمام المتطوعين
وطرق تأمين السلاح".
ويضيف الهاشمي"
هناك صعوبة في إمكانية هروب البغدادي باتجاه الحدود السورية، في ظل انتشار واسع لمقاتلي
الحشد الشعبي في المحور الغربي، وإذا أمكن هروب شخص أو شخصين، فلا يمكن أن يكون هناك
هروب جماعي، كما أن القيادة العراقية تعمل على إنهاء التنظيم عسكريا وفكريا، ولا يوجد
من منفذ أمام التنظيم إلا القتل، والاستراتيجية العراقية تتركز في هذا الاتجاه".
وتبقى عملية تحرير
الجانب الأيمن من الموصل هي المهمة الأكبر للقوات العراقية، والاختبار الأصعب في إمكانية
تعامل تلك القوات مع طبيعة المدينة العمرانية القديمة وكثرة عدد سكانها وشوارعها الضيقة،
التي تعقد مهمة حرب الشوارع، ويقول الهاشمي في ذلك إن "هنالك سيناريوهين اثنين
تواجه القوات العراقية في معركة الجانب الأيمن من الموصل، الأول هناك عملية دخول في
منطقة صعبة شعبية مكتظة بالسكان وفروع وأزقة ضيقة، لكن التنظيم سيهرب وسيقتل وسيكون
هناك تعاون من المواطنين مع القوات الأمنية، أما السيناريو الثاني فإن المعركة ستكون
صعبة للغاية، حيث أخذ التنظيم الكثير من العوائل كرهائن إلى الضفة اليمنى، وسيستخدم
ما تبقى له من أسلحة وغازات سامة، ومع ذلك أن هذه المعركة ستنتهي بنصر القوات العراقية،
لكنها من الممكن أن تطول".
وينتظر أن يعلن
القائد العام للقوات المسلحة العراقية عن تحرير الجانب الشرقي من الموصل بصورة تامة
بعد تحرير أغلب أحياء هذا الجزء، وفي ذلك يقول الهاشمي: " أيام إنهاء التنظيم
باتت قريبة، خاصة وأنه تم الإعلان عن تحرير جامعة الموصل ومن المتوقع خلال الساعات
القادمة سيعلن تحرير كامل الضفة اليسرى من نهر دجلة ليتم البدء في عملية ضخمة في الضفة
اليمنى من مدينة الموصل.