عبد المسيح ممدوح يكتب: "ماذا لو التقت هيلين كيلر بـ"آبلة فتكات"

ركن القراء

عبد المسيح ممدوح
عبد المسيح ممدوح


في واحدة من المدارس المخصصة لذوي الإعاقة "كفر الهنادوة" يوجد بين الطالبات من تدعى "هيلين كيلر" التي كانت تتابع أحد حصص العلوم بالمدرسة مع الأبلة فتكات معلمة العلوم التي اشتبكت مع الطالبة هيلين لأنها لا تسمع ما تشرحه.

 

المثير في الأمر أن الأبلة فتكات لم تنتبه إلى أن الطالبة كفيفة وصماء، هذا الموقف العجيب يتكرر كثيرا ويعرض الطالبة لصدمة نفسية يسكنها الحزن وهي لا حول ولا قوة لها.

 

الظروف أحيانا تكون ضد الإنسان، فمثلا أهل الطالبة الكفيفة والصماء لا يعرفون كيف يحمون ابنتهم من مثل هذا الموقف أو من التهميش الذي تتعرض له بسبب حالتها الصحية، فالمعظم ينظر لها علي أنها مجرد شخص معاق ليس لها أي حق في التعليم أو الحياة.

 

هذه ليس قصة حقيقية ولاكنها من نسج الخيال

 

ولكن في مصر نحتاج لمليون هيلين كيلر التي لو كانت بيننا لكنا أهدرنا حقها وأغفلنا قدراتها وطموحاتها الكبيرة.

 

اتخيل حينما روت لي إحدى الصديقات أنه كان يدرس معها في المدرسة في سن الابتدائي والاعدادي في مدرسة غير مخصصة لذوي الإعاقة فتاة كانت تعاني من ضعف سمع كانت تدرس معها الطالبة وكانت لا تسمع ما يشرحه المدرس في الحصص وكان المدرسين دائما يتناوبون على ضربها لأنها كانت لا تفهم ولا تسمع ما يقوله المعلم ولأن الأسرة ليس عندها امكانيات أن توفر لها أي من السماعات أو ما شابه حتى وصل الأمر أحد المدرسين للغة الانجليزية قام بالتعامل معها بشكل غير انساني وعنيف للغاية وبعدها لم ولن تذهب هذه الطالبة مرة أخرى للمدرسة.

 

هذه الفتاه المسكينة بسبب الجهل وقلة الوعي والنظرة المتخلفة والتعامل غير الإنساني وغير الآدمي. هل يجد ذوي الإعاقة من ينقذهم من هؤلاء الأشخاص القساة القلوب؟ سؤال يدور بذهني حينما قرأت عن هيلين كيلر ومعلمتها وتعلقها بمعلمتها الذي دام كثيرا.

 

لماذا لا يتم الاهتمام بهؤلاء الأشخاص ومساعدتهم على ابراز قدراتهم؟ هل أن كان عندنا منظومة تعليمية محترمة تحترم هذه الأشخاص؟ مؤكد كان سيبقي لدينا العديد من أمثال هيلين كيلر بعيد عن المحبطين وعديمي الإنسانية والرحمة والفهم.

 

كل هذه المواقف عكس ما حدث مع هيلين كيلر ومعلمتها آن سليفان التي كان لها دور اساسي في حياه هيلين كيلر وكانت تبتكر العديد من الاساليب لمحاولة وصول المعلومة لهيلين كيلر حتى وصل لمكانتها التي وصلت لها من مؤلفات عديدة وانها تذهب لاكثر من دولة ومشاركتها السياسية وفي مختلف المجالات حتى وصل الامر ان قامت هيلين كيلر بانها تؤلف كتاب خصيصا لمعلمتها التي كانت لها دور اساسي في حياتها كل هذا عكس ما يحدث في مجتمعنا التي يصنف بالمتأخر كثيرا في التعامل مع ذوي الاعاقة ومساعدتهم في الدمج في كافة مناحي الحياة

 

إلى متى يتم التعامل مع ذوى الاعاقة بهذه العشوائية والاسلوب الدنيء دون النظر لاي شيء من ظروف صحية او محاولة حتى حل المشكلة هل نفتقد لمن يعي ان ذوى الاعاقة لهم حق في الحياه ويستحقوا العيش بين المواطنين ويتمتعوا بكافة الخدمات مع بعض التسهيلات لنا

 

وايضا متى نتخلص من امثال ابلة فتكات بتاع العلوم واستاذ احمد للغة العربية الذين يتعاملوا مع الطلبة على انهم عبيد لهم وحتى وصل الامر ان بعض الطلبة لا يرغبو في التعلم وايضا الكثير من الطلبة لا يحرصوا على انهم يكونوا مثل معلمهم الذي اصبح عبء عليهم ومصدر للقلق والخوف منه ليس قدوة لهم لابد ان يكون المعلم قدوة لتلاميذه ويعاملهم كابناءه ويكون لديه الوعي الكافي بذوى الاعاقة ويكون من يعملو بمدارس ذوى الاعاقة حاصلين على التأهيل الكامل بانهم يشغلو هذا المنصب