هل تتغير "الدفة" وتقرض مصر الدول قريباً؟

ربما لا يرتبط ذكر مصر إلا بالاقتراض من الدول الآخرى لاسيما في الفترة التي تمر بها والتي تواجه خلالها ظروف اقتصادية تحتم عليها الاستدانة لتغطية ما تحتاجه، ولكن من المثير للتساؤل هل يأتى على مصر الوقت الذي تقرض فيه غيرها من الدول؟

ما يقرب التساؤل من الأذهان ما قالته الدكتورة سحر نصر الدين، وزيرة التعاون الدولى، الخميس، إن القروض التى يتم منحها لمصر سيتم سدادها فى مواعيدها، مضيفة: "هيجى يوم نقرض فيه الدول بس شويه كدا عشان إحنا بدأنا متأخر".

ومما لا يثير الدهشة أن مصر سبق وان اقرضت الدول في السابق خلال أزمتها، وهو مانوضحه خلال السطور التالية.

في سبتمبر من عام ١٩١٨، وهو العام الأخير للحرب العالمية الأولى، أرسلت مصر أكثر من ٥٠٠ ألف فرنك فرنسي لإنقاذ الشعب البلجيكي من الفقر ومرض السل، ولم تنفك مصر عن ضخ الأموال للشعب الذي ضربته الحرب، ما دفع الملكة إليزابيث، ملكة بلجيكا آنذاك، لإرسال خطاب بخط يدها تعرب فيه عن امتنانها من كرم الشعب المصري وحاكمه، مؤكدة أن ما قدمته مصر للشعب البلجيكي يستوجب من بلجيكا أن تمد يدها وترد لمصر جميل صنيعها إذا احتاجت مصر لبلجيكا في يوم من الأيام.

وفي 27 إبريل وصل الرئيس الأمريكي الأسبق هيربرت هوفر، إلى القاهرة بصفته مبعوثاً من الرئيس الأمريكي هاري ترومان آنذاك، وكرئيس لجنة طواريء المجاعة، للقاء الملك فاروق الأول، وبلغه رسالة التماس بلاده من مصر تقديم معونة مادية لبعض الدول الأوروبية التي كانت على قاب قوسين أو أدنى من  مجاعة محققة بعد الحرب العالمية الثانية.

       

وفي السابق أعلن الدكتور أشرف صبرى، الباحث المصرى، استشارى طب الأعماق، عن اكتشافه وثيقة تؤكد أن مصر أقرضت بريطانيا 3 ملايين جنيه إسترلينى، خلال الحرب العالمية الأولى 1917، وذلك أثناء قيامه ببحثه العلمى حول المراكب الإنجليزية الغارقة بالإسكندرية منذ أيام الحرب، فقرأ عبارة بين الوثائق تقول "إن مصر قامت بإقراض إنجلترا".

 

وأشار صبري إلى أن الزعيم سعد زعلول ذكر هذا القرض فى مذكراته، وتمكن الباحث من الوصول إلى الأرشيف الملكى الإنجليزى، وسمح له بالاطلاع على الوثيقة وتصويرها بعد مرور أكثر من 50 عاما على كتابتها.

وهو ما آثار الجدل حينها عن استرداد هذه الاموال لأن الدولة تحتاجها،وهو ما دفع الدكتور إبراهيم السلامونى المحامى لرفع دعوى قبل 5 سنوات حملت رقم 19786 لسنة 66 ق للقضاء الإدارى بمجلس الدولة، يتهم فيها كلا من رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزيرة التعاون الدولى بصفتهم، بتقاعس عن مطالبة الحكومة البريطانية لاسترداد الدين، الذى أقترضته من مصر منذ 1917.