وزير الصحة يخسر معركة زيادة أسعار "الأدوية المزمنة"
الأيام الماضية شهدت صراعاً شديداً بين شركات الأدوية ووزارة الصحة، خاصة مع تمسك الأخيرة باستثناء أدوية الأمراض المزمنة من قرار رفع الأسعار الذى سيطبق فى فبراير المقبل. كانت الوزارة قد أرسلت إخطاراً لشركات الأدوية لإرسال قوائم تضم 15% من الأدوية المحلية و20% من الأدوية الأجنبية لتحريك أسعارها، واشترطت عدم تقديم الشركات أدوية معالجة للأمراض المزمنة ضمن القوائم لكن الشركات لم تلتزم بالإخطار، ولا يزال الخلاف دائراً بين الطرفين حتى الآن. شركات الأدوية بررت موقفها بأن عدم زيادة أسعار أدوية الأمراض المزمنة سينتج عنه خسائر فادحة، مهددة بالتوقف عن الإنتاج حال إصرار الصحة على موقفها.
المشكلة تكمن فى أن أدوية الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر والروماتيد والقلب والسرطان تشكل نحو 40% من سوق الدواء فى مصر، بحسب ما ذكره الدكتور على عبدالله مدير المركز المصرى للدراسات الدوائية، قائلاً: الصراع الدائر بين وزارة الصحة وشركات الأدوية سيتم حسمه لصالح الأخيرة، ولن يتم استثناء الأدوية المزمنة من بعبع « تحريك الأسعار».
وبرر عبدالله، رؤيته بأن أغلب الشركات الأجنبية معظم إنتاجها من أدوية الأمراض المزمنة، وبالتالى فإنها ستتكبد خسائر كبيرة، ولن تستطيع الصحة إجبارها على الرضوخ لمطلبها، لأنها تلوح بقرار الخروج من مصر.
من بين هذه الشركات، «سانوفى» الفرنسية التى تعد ثالث أكبر شركات الأدوية الأجنبية فى مصر، وتحتكر نحو 5.9% من مبيعات السوق فى مصر، وكذلك «سيرفر الفرنسية»، وهى سادس أكبر شركة أجنبية عاملة فى سوق الأدوية المصرية وتحتكر نحو 2.8% ، بالإضافة إلى شركة بريستول شركة دواء أمريكية، التى تصنع أدوية السرطان ونقص المناعة، والأمراض القلبية الوعائية والسكرى والتهاب الكبد والمفاصل والاضطرابات النفسية.